المتحدثون في «الملتقى الثقافي»: المستقبل للقصة القصيرة

خلال الجلسة الحوارية «النقد العربي والقصة القصيرة» بالتعاون مع مختبر السرديات

نشر في 06-12-2018
آخر تحديث 06-12-2018 | 00:00
أجمع المشاركون في الملتقى الثقافي على أهمية القصة القصيرة في الوقت الراهن، وقدموا مقارنة ثرية بينها وبين الرواية.
أقام الملتقى الثقافي بالتعاون مع مختبر السرديات الكويتي حوارا بعنوان "النقد العربي والقصة القصيرة"، شارك به عضوا لجنة تحكيم مسابقة الملتقى للقصة القصيرة د. عبدالدائم السلامي، ومحمد العباس، وأدار الحوار الناقد فهد الهندال.

في البداية، قال مؤسس ومدير الملتقى الثقافي طالب الرفاعي: "هذه الجلسة تتم بالتعاون مع الزملاء في مختبر السرديات الكويتي، حيث نظموا هذه الأمسية احتفالا بالإخوة الأفاضل أعضاء لجنة التحكيم في الدورة الثالثة لجائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة.

وأعرب د. السلامي عن اعتقاده بأن القصة هي الوحيدة الآن كفنّ تستطيع أن تعبّر عن هواجس هذا الفرد، قائلا إن هذا زمن القصة في اعتقاده، وما قيل عن زمن الرواية بدأ ينحسر. وأكد أهمية القصة قائلا: "القصة هي أيديولوجيا الإنسان".

وتعليقا على كلامه قال الهندال ردا على كلام السلامي: "عندما قال د. عبدالدائم إن الزمن هو زمن القصة أعتقد أن كثيرا من النقاد لن يوافقوا الدكتور في هذه المسألة، في حين أن هناك من يجد أن الرواية حاليا مثل طفرة في الكتابة، أصبحت وسيلة البعض يراها سهلة في الانقياد إليها، لكونها تعتمد على تلك الصياغة، وتلك المساحة الكبيرة للبوح والكتابة خلاف القصة التي تعتمد على الفكرة المختزلة، واللغة المكثفة، والتكنيك الفني الذي أجده أدق، أو دقيقا من الرواية"، ومن ثم وجّه الهندال سؤالا للعباس، وهو: "كيف تجد ذلك وقد مر عليك الكثير من التجارب القصصية قرأت لها، وأيضا تجارب روائية، وأنت تؤيد ما ذكر د. عبدالدائم بأن هذا زمن قد يكون قصيرا لرواية؟".

من جانبه، قال العباس: "أعتقد أن دماغ الإنسان مصمم بالأساس على استقبال سيناريو الوجود من خلال القصة، وهذا موجود في سيناريو الكتب المقدسة دائما، للإبلاغ الجمالي على الوجود يتشكل من خلال القصص، وتربية الأطفال، ولكن ما هو حجم هذه القصة، الشريط اللغوي، ما هو مداه، وكم يضاف إليه من المشاهد البصرية والسمعية والروائح، ومختلف منغضات ومنبهات الحواس؟، أنا أتفق بأن للقصة مستقبلا كما قال الدكتور، لكن مستقبل اليوم كما هو مطروح هو لميكرو سرديات "الميكرو فكشن".

وقدمت الأديبة ليلى العثمان مداخلة قائلة: "أصبحت دور النشر لا تنشر القصص ولا تنشر الشعر، لأن سوق الرواية هو المسيطر على المبيعات، والجوائز التي تخصص لرواية كثيرة، ولذلك ساهمت البوكر أيضا في أن كثيرين يتجهون إلى كتابة الرواية حتى وإن كانت كتاباتهم رديئة أو لا تجذب القارئ، وفي كثير من الروايات نستطيع التخلص منها من خلال قراءة الصفحات العشر الأولى".

وأضافت أن الشباب مهتمون بالثرثرة، ولا ترى ذلك عند المجتمع الغربي، فعندهم زبدة العمل حتى لو كان من 1000 صفحة نستمتع بها، موضحة أن رواية الخيال العلمي معدومة في وطننا العربي.

من ناحية أخرى، قالت العثمان إن هناك قلة في النقاد، وعلى وجه الخصوص الكويت، مؤكدة أن الكتابة أصبحت هواية من لا هواية له.

وأضافت أنه في حياتنا افتقدنا الجدة التي كانت عمود البيت، وهي التي تحكي القصص لأولادها ثم أحفادها، وإذا كان ولدا موهوبا تتفتح قريحته ويسرح به الخيال، وأيضا يبدأ هو يفكر أن يكتب بعض الشيء.

ومن وجهة نظرها، ترى أن عدم وجود الجدة أثّر كثيرا على البيت، وأصبحت شبه منسية، فهذه الحكاية التي كنا نسمعها ونحن أطفال بالفعل أفادتنا كثيرا، مضيفة: "أنا استفدت كثيرا من حكايات الجدة والأم وحكايات الجيران، لأنها ظلت في مخيلتي تلك الصور البديعة والخيال الواسع".

سوق الرواية هو المسيطر على المبيعات ليلى العثمان
back to top