أزيلوا تلك الوصمة من جبين الكويت

نشر في 29-11-2018
آخر تحديث 29-11-2018 | 00:15
 عبدالمحسن جمعة توقعت أن تتم مناقشة العيب القانوني والخطأ الدستوري والإنساني الفادح الذي يشوب قانون الجنسية الكويتي، فيما ينص على عدم منح الجنسية لغير المسلم، بهدوء في مجلس الأمة، ودون صخب يلفت انتباه العالم إلى هذه الوصمة المخزية في التشريعات الكويتية، المستمرة منذ أكثر من 37 عاماً، دون أن تتصدى لها الدولة بالتعديل أو اللجوء للمحكمة الدستورية.

الحكومات الكويتية المتتالية بتحالفاتها المستمرة مع قوى الإسلام السياسي كانت ترى أن هذا البند أحد روابط ذلك التحالف، والقوى الوطنية المدنية كانت أضعف من أن تواجهه منفردة، بسبب حرب السلطة المستمرة عليها، رغم أن الكويت دولة منضمة لجميع الاتفاقيات التي تحترم حقوق الإنسان وعرق الإنسان ومعتقداته، والكويت تاريخياً كانت أرض الهجرات للمضطهدين والباحثين عن الرزق والفرص الجديدة، وتنوع ثقافة الكويتيين والمقابر الموجودة لكل الطوائف والأديان دليل على ذلك.

كان الكثيرون يتوقعون أن تسعى الحكومة لتعديل هذا الخلل التشريعي، بعد التحرير مباشرة، بمرسوم ضرورة، فلا يعقل أن البلد الذي أنصفه العالم ككل، وقاتل مئات آلاف الجنود من ديانات وأعراق مختلفة لتحريره، ينص قانون جنسيته على تمييز عقائدي مهين للإنسانية، خاصة أنه لا يوجد اليوم دولة تحتكر جنسيتها بمعتقد أو ديانة، سوى الكويت، ودولة أخرى تسعى لذلك، ولا أريد أن أقارنها ببلدي، لأنها دولة اغتصاب واحتلال وجرائم ضد الإنسانية.

الجدل الفقهي الذي يثيره بعض نواب الإسلام السياسي وكتابهم وبعض ناشطيهم لا محل له في دولة دستورية مدنية، ومع ذلك لم تكن هناك على مر التاريخ الإسلامي دولة تنفى فيها المواطنة عن غير المسلم على أراضيها، ولذلك كانت الجزية، كما أن الخليفة عمر بن الخطاب أخرج اليهود والنصارى من المدينة المنورة ولم ينفِهم خارج الجزيرة العربية، وكان يسمح لهم بدخول المدينة للتجارة وخلافه.

عموماً، إن إثارة الجدل والاختلاف حول هذا التعديل المستحق لقانون الجنسية لا يخدم سمعة الكويت، ولا يخدم المسلمين عموماً في جميع دول العالم، بعد الأحداث المخزية التي قام بها ما يسمى بـ "داعش" ومن قبله القاعدة، فنرجو من الجميع أن يتوقفوا عن هذا الأمر، لأنه حتى لو أزيل شرط الديانة (العنصري) من قانون الجنسية الكويتي فسيبقى الأمر سيادياً، وتحت سلطة الدولة وتقديرها، ولكنه سينقي صفحة الكويت المتميزة بعطائها وإنسانيتها من وصمة سلبية فادحة.

back to top