أكرموا «رجال الإطفاء»

نشر في 27-11-2018
آخر تحديث 27-11-2018 | 00:08
 ‏‫وليد عبدالله الغانم لا أكاد أجد وظيفة إنسانية أضعها في مقدمة المجتمع بعد التعليم سوى رجال الإطفاء أولئك الذين يلقون بأنفسهم وسط النيران لأجل إنقاذ الحياة البشرية؛ غير عابئين باللهب والحرارة الحارقة وألسنة النار المتطايرة من حولهم، ويقتحمون الأهوال في مشاهد بطولية تجبرك على الوقوف احتراماً وتكريماً لأولئك الأفذاذ.

تابعناهم في الكويت خلال السنوات الماضية، وهم يواجهون عشرات الحرائق المهلكة العرضية والمفتعلة في المباني الحكومية والمنشآت النفطية والمناطق السكنية والصناعية، وقد يواصلون الليالي والأيام لمواجهة حريق ضخم ينال كل طاقتهم ومجهوداتهم بلا كلل ولا ملل حتى يوفقهم الله تعالى لإطفائه.

نشاهد صورهم ولا نعرف أسماءهم، لكننا نشكرهم دوماً في قلوبنا، وندعو الله سبحانه أن يحفظهم ويقيهم مخاطر وظيفتهم التي قد تكلفهم صحتهم وسلامتهم وأرواحهم من أجل مجتمعهم ووطنهم فأي تضحية وبسالة هذه التي ينعمون بها.

للأسف أن أولئك الأبطال لا توليهم الدولة الاهتمام الكافي، وأستغرب بشدة أن لهم مطالبات إدارية ووظيفية بسيطة يتم مماطلتهم بشأنها من سنوات، وبعض هذه المطالبات مستحقة على الفور كالتأمين الصحي، وأولوية العلاج في الخارج عند إصابات العمل، والتأمين الشامل على الآليات والسيارات، وإتاحة الفرصة لرجال الإطفاء لاستكمال دراستهم، وإعادة النظر في البدلات المتدنية التي تصرف لهم مقارنة بوظائف إدارية حكومية أقل أهمية، ولا يمكن مقارنتها مطلقاً بحيوية وحساسية وظيفة رجل الإطفاء، فهل جزاء أولئك الأبطال الذين يتعرضون للخطر كل يوم وليلة أن تعطل مطالبهم، أو تسقط في وحل الصفقات السياسية بكل استخفاف بما يقومون به من أعمال خطرة؟

أريد أن أكون واضحاً للغاية في مقالي فأنا هنا أتكلم فقط عن رجال الإطفاء في الميدان والعاملين في مراكز الإطفاء الذين ينتقلون فوراً للحرائق ويحملون خراطيم المياه بأيديهم فيواجهون اللهب، ويقتحمون النار، ولا أعني القيادات العليا أو القطاعات الإدارية أو المكتبية أو الفنية الأخرى في الإطفاء للمفارقة الواضحة في طبيعة أعمالهم ولأسباب أخرى ليس المجال الآن لذكرها.

أناشد مجلس الوزراء الموقر، وكذلك مجلس الخدمة المدنية، الاستعجال في الارتقاء بوظيفة رجال الإطفاء "الفعلية" وتحقيق المطالب المستحقة التي ينادي بها إخواننا من العاملين في مراكز المكافحة، وتشجيع الشباب الكويتيين على الالتحاق بهذه الوظيفة الإنسانية الرفيعة، ولشباب ورجال الإطفاء (الذين لا أعرف أي أحد منهم للأسف) أقول لهم كفيتوا ووفيتوا وبارك الله بأعماركم وصحتكم يا أوفياء.

والله الموفق.

إضاءة تاريخية:

كانت الحرائق في الكويت قديماً تكافح من قِبل الأهالي أنفسهم بنقل الماء بواسطة الحمير والبغال، وفي عام 1947م تمّ إحضار أول آلية إطفاء عبارة عن "سيارة تنكر" من نوع "فورد" مجهّزة بمضخّة وخرطوم لإطفاء الحرائق.

back to top