وماذا بعد؟

نشر في 27-11-2018
آخر تحديث 27-11-2018 | 00:09
كم أتمنى أن يقوم بعض كبار المسؤولين بالمرور في بعض الشوارع التي غدت تمثل خطراً على حياة مستخدمي الشارع، وأنا على يقين أن الوقت الآن ليس للمحاسبة أو تحميل المسؤولية لجهات معينة، لكنه وقت أخذ الدرس والعبرة حتى لا تتكرر المأساة.
 يوسف عبدالله العنيزي هطلت أمطار الخير والبركة على ديرة الخير، واستبشر الجميع بربيع يكسو الكويت بلونه الأخضر الزاهي، وينتشر النوير بكل ألوانه يزين الديرة، نعم استبشر الجميع بالخير، وإن شابت تلك البشائر أحداث سببت الكثير من الألم لكل مخلص ومحب لهذا الوطن الغالي.

لكم تألمنا عندما تطايرت الطرق الحديثة، وعدنا إلى تلك الطرق الترابية التي كانت تسود في ذلك الزمن غير البعيد، والتي كانت بالتأكيد أفضل حالاً مما وصلنا إليه الآن بعد هطول هذه الأمطار الغزيرة، هل يعقل أن يتلاشى ما بنيناه على مدى أكثر من نصف قرن ويتطاير خلال أيام، ويتطاير معه الملايين من الأموال؟

لست هنا في مجال سرد ما تعرضت له البلاد من أضرار، ولكن أود أن أشير هنا إلى الطريق الذي أسلكه عادة وهو شارع "المسجد الأقصى" الذي يبدأ من إشارة المرور على شارع الخليج العربي، مرورا بين منطقتي الرميثية وسلوى وصولا إلى منطقتي بيان ومشرف حتى الجامعة الأسترالية في منطقة غرب مشرف، هذا الطريق لم يمض على افتتاحه ثلاث سنوات تقريباً، لكم هو مؤلم ما تحول له ذلك الطريق، كم أتمنى أن يقوم المسؤولون بالشركة المنفذة بالمرور على هذا الطريق! ترى ماذا سيكون رد فعلهم أو شعورهم؟

كم أتمنى أن يقوم بعض كبار المسؤولين بالمرور على هذا الشارع الذي غدا يمثل خطراً على حياة مستخدمي الشارع، أنا على يقين أن الوقت الآن ليس للمحاسبة أو تحميل المسؤولية لجهات معينة، لكنه وقت أخذ الدرس والعبرة حتى لا تتكرر المأساة، ونبكي على الأطلال، لماذا لا نستفيد من تجارب الدول الصديقة؟

لقد عشت ما يقارب الأربع سنوات في مملكة هولندا الصديقة في مدينة لاهاي العاصمة السياسية، وكنا نشهد خلال فصل الشتاء أمطاراً قد تستمر على مدى أيام الأسبوع، ولكن لم نكن نرى طرقاً تتطاير أو حوادث مرورية أو مستنقعات وبركاً، ولعل أروع ما نراه التصرف الراقي من ذلك الشعب، وما يتميز به من أخلاق واحترام للوطن يعبر عن عمق الثقافة واحترام الآخرين، وما أحوجنا إلى ذلك.

من ناحية أخرى، وبعد تعيين الفريق متقاعد عبدالفتاح العلي مستشاراً في وزارة الداخلية لشؤون المرور فإننا نتطلع لاتخاذ قرارات صارمة تعيد النظام والطمأنية لنفوس مستخدمي الطرق، وفي اعتقادي أن أول تلك القرارات عدم الاكتفاء بالمخالفات المادية، بل يجب أن تصل إلى سحب المركبة والإجازة لفترة لا تقل عن شهر، وخصوصاً من كل مستهتر ممن يستخف بالأرواح، وعدم احترام القوانين وعدم القبول بأي وساطة مهما كانت.

أخى الكريم الفريق متقاعد عبدالفتاح العلي ندعو الله لكم بالتوفيق والنجاح لتكون محل الثقة الغالية.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

تساؤل في محله

يتساءل سكان مناطق الرميثية والسالمية وسلوى وبعض المناطق المحيطة بها كما سمعت من بعضهم عن الأسباب التي أدت إلى "إغلاق مسلخ" السالمية الذي كان يقدم خدماته لسكان تلك المناطق، وقد اضطروا إلى الذهاب إلى المسلخ المركزي، برغم ما يسببه ذلك لهم من إرهاق وتعب، وخصوصاً أهلنا من كبار السن، فما الحيثيات التي أدت إلى ذلك؟ ويتساءل بعضهم عن عدم تصدي ممثلي الدائرة الانتخابية الأعضاء في مجلس الأمة لهذا الموضوع؟

back to top