تلفزيون الكويت تحت المطر

نشر في 23-11-2018
آخر تحديث 23-11-2018 | 00:05
 د. أسامة المسباح يرى المفكر الفرنسي جان بودريار «أن الناس لا يعيشون الواقع بقدر ما يعيشون الصور والمشاهد التي تبثها وسائل الإعلام»، أقول ذلك وأنا أرى التطور اللافت الذي بدا عليه تلفزيون دولة الكويت خلال الأيام الماضية بعد أن شهدت البلاد أحوالاً جوية غير مستقرة تعطلت على إثرها معظم الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية، فبالرغم من أن تدفق المعلومات والأخبار عبر وسائل الأجهزة الذكية والإعلام الإلكتروني عموماً سحب البساط من تحت أجهزة التلفزيون، فإن تلفزيون الكويت تمكن باقتدار من الاستحواذ على اهتمام المشاهد بعد أن نجح في تغطية ومواكبة الأحداث بشكل يدعو للفخر والإعجاب.

مجتهداً أقول ذلك (كمشاهد) وبناء على ما لمسته من رضا واسع ظهرت أصداؤه عبر الأحاديث العادية للمواطنين وفي العديد من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث إشادة الغالبية بتعاطي التلفزيون المتوازن، وقدرته على تزويد المواطن والمقيم بالبيانات والتنبؤات التوعوية لمواجهة الأخطار.

ولعل هذا التطور والتعاطي السريع من التلفزيون وقياداته وعبر شبكة من المراسلين تم توزيعها في مختلف المناطق كشف لنا عن واقع وثقافة إعلامية جديدة تتبناها تلك القيادات يدعمها طاقات بشرية موهوبة تؤمن أن أهمية الإعلام تكمن في نوعية الخطاب الموجه، ومدى قوة الرسالة التي يوجهها، وهذا هو المطلوب، لاسيما أن هناك العديد من القنوات الإعلامية مازالت تتصرف من منطلق البحث عن السبق والإثارة ولو على حساب المصلحة الوطنية.

كذلك ربما يكشف لنا نجاح التلفزيون الكويتي في تغطيته للحدث ونقله بدقة أن الاهتمام بالعنصر البشري وتطويره الدائم إضافة لدعمه بالجانب التقني والتكنولوجي هو الرافد والمعزز، فاليوم وفي مجال المعلومات الإلكترونية يحتاج الشخص إلى بيانات وأرقام حقيقية مرصودة من قلب الحدث، لا بيانات ومعلومات نظرية لا تمتّ لأرض الواقع بصلة.

أقول ذلك لأنه ومع تزايد سلطة الإعلام، تبدو الفرصة مواتية لتلفزيون دولة الكويت للعودة مجدداً إلى مكانته الصحيحة، خصوصا في ظل الانفلات الإعلامي وفقد الضوابط الإعلامية والمهنية والإثارة التي تبنتها عديد من القنوات والمنابر والإعلاميين خلال السنوات الماضية، وهو «ما نشهده ونراه ماثلا في كثير من القنوات الإعلامية العربية».

إنني كمشـــاهد أرى أن تلفزيون الكويت حقق ما أراد، وظهرت صورته الحقيقية بجهود ملموسة بذلتها قياداته وعلى رأسها وزير الإعلام محمد الجبري، وطــارق المــزرم وكيل وزارة الإعلام، وسعود الخالدي الوكيل المساعد لقطاع التلفزيون، وغيرهم من القيادات والكفاءات إضافة لقدرات الشباب الموهوبين.

التلفزيون اليوم يعيد إنتاج نفسه بعد أكثر من نصف قرن من انطلاقه في نوفمبر 1961م، وكان وقتها على رأس قياداته سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح وزيراً للإرشاد والأنباء.

ولعلي على المستوى الشخصي أسجل بمزيد من الإعجاب، أن أهم ما ميز التغطية الإعلامية لتلفزيون دولة الكويت في الفترة الأخيرة عموماً وفي أحداث «أمطار الكويت» خصوصاً، التأثير والإقناع، وأنه لم ينجرف لفخ «التهويل أو التهوين».

back to top