اتجاه جبري

نشر في 20-11-2018
آخر تحديث 20-11-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي في فترة الستينيات وما حولها كانت اللوحة الإرشادية التي تحمل عبارة "اتجاه جبري" تملأ شوارع الكويت، ابتداء من شارع فهد السالم إلى الشارع الجديد، وصولا إلى المناطق السكنية مثل الفيحاء والقادسية وكيفان والعديلية ثم النزهة والضاحية، فأينما ذهبت فإنك ستواجه هذه اللوحة، والنتيجة مشاريع تتميز بالإخلاص والتفاني وبشكل نادر الحدوث، ولسنا هنا في مجال رفع العتب عن الحكومات سواء الحالية أو السابقة، فهناك تقصير واضح وفساد لا تخطئه العين، ولكني على يقين بأنه ليس الآن مجال المحاسبة أو تحديد المسؤولية، فالكويت الآن بحاجة إلى التكاتف والتعاضد.

وفي ظل هذه الأوضاع التي تمر بها البلاد تبرز صور إيجابية وصور سلبية، فالصور الإيجابية تمثلت بهذه النخبة من رجال الوطن من منتسبي وزارات الداخلية والصحة والدفاع والحرس الوطني والأشغال والكهرباء والمطافي والإخوة المقيمين ممن اتخذ من الكويت وطنا ثانيا.

إلى جانب هذه الصور الرائعة برزت صور سلبية مؤذية تمثلت بمجموعة انبرت بنشر الإشاعات والأكاذيب والاستهزاء والسخرية والنيل من الوطن وأهله، كما قامت مجموعة أخرى بالاستعراضات والاستهتار بأرواح مستخدمي الطرق، وخصوصا في ظل تلك الظروف الجوية غير الطبيعية.

من ناحية أخرى فإن أمطار الخير والبركة قد أعطتنا دروساً وعبراً لا بد من التمعن فيها:

- لنبتعد عن "البخل" ومحاولة التوفير في تصميم وتنفيذ المشاريع، ولعل المثل الشعبي الكويتي صادق في تعبيره "من تراخص اللحم خانت فيه المرقة".

- ومع كل التقدير والاحترام لديوان المحاسبة ولجنة المناقصات، ففي اعتقادي ضرورة استبعاد عطاءات أرخص الأسعار لأن النتيجة معروفة مسبقا.

- ضرورة الاستعانة بكوادر فنية في حالة إقرار بعض المشاريع ذات الطبيعة الفنية.

- إعادة وزارة الأشغال إلى طبيعتها الفنية بعيداً عن الطبيعة السياسية أو الإدارية.

- الاستعانة بشركات عالمية مشهود لها بشرط ألا يكون لها وكيل في الكويت، لنتجنب أن تلتهم العمولات جزءاً من قيمة المشروع. من ناحية أخرى فإن كانت الحكومة الحالية أو الحكومات السابقة تتحمل الكثير من النقصير فإن السادة أعضاء مجالس الأمة المتعاقبين لا يقلون تقصيرا عن ذلك، فلا يكفي حمل الأوراق والتلويح بالاستجوابات.

وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

إلى جنات الخلد

قبل أيام قليلة انتقل إلى رحمة الله ابن الخال الصديق، ورفيق الدرب عبدالعزيز علي الخضري، ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، لكم كان خلوقا عفيف اليد واللسان، فعلى سنوات رفقتي له لم أسمعه يتلفظ بكلمات مسيئة، كان طيب القلب والمعشر، وكان لاعباً متميزاً في فريق كرة القدم في مدرسة صلاح الدين المتوسطة، وفي الوقت نفسه كان لاعباً متميزاً أيضاً في فريق كرة القدم الذي قمنا بتكوينه من شباب منطقة الفيحاء باسم فريق "الأمجد"، ومنهم على سبيل الذكر الإخوة صقر أحمد الصقر، وحسين مهدي، والفنان الراحل أحمد العامر، رحمه الله، والأخ العزيز سند الشويع، وينضم إلينا أحيانا اللاعب الدولي عبدالله العصفور، وكان ملعبنا في منطقة النزهة قبل إنشائها.

مر شريط من الذكريات أمام ذهني ونحن نتلقى العزاء في ديوان الأخ الفاضل عبدالرحمن الخضري. رحم الله المغفور له بإذن الله "أبا رائد"، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله جمبل الصبر وحسن العزاء، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".

back to top