بنس: تفادي حرب باردة يعود إلى الصين

نشر في 19-11-2018
آخر تحديث 19-11-2018 | 00:00
 واشنطن بوست عندما يلتقي ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ في الأرجنتين، سيواجه التوتر المتنامي بين قوتَي العالم العالميتين امتحاناً كبيراً. إذا أرادت الصين تفادي حرب باردة شاملة مع الولايات المتحدة وشركائها، فعليها أن تبدّل جذرياً سلوكها، وفق نائب الرئيس الأميركي بنس، فقد أكّد لي أن الولايات المتحدة لن تتراجع.

مع قدوم بنس إلى سنغافورة ليمثّل الولايات المتحدة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان)، يبقى السؤال الذي يشغل بال كل قادة المنطقة: هل تتوجه واشنطن والصين إلى مواجهة اقتصادية واستراتيجية مطوّلة طويلة الأمد؟ أخبرني بنس أن ترامب يترك الباب مفتوحاً أمام صفقة مع شي في الأرجنتين، ولكن من الضروري أولاً أن تكون بكين مستعدة للقيام بالتغييرات الكبيرة التي تطلبها الولايات المتحدة في نشاطاتها الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية.

بالإضافة إلى التجارة، ذكر بنس أن على الصين تقديم تنازلات في مجالات عدة، منها، على سبيل المثال لا الحصر، سرقتها الملكية الفكرية الفادحة، والنقل التكنولوجي القسري، والحد من القدرة على ولوج الأسواق الصينية، واحترام القوانين والأعراف الدولية، وجهودها للحد من حرية الملاحة في المياه الدولية، وتدخل الحزب الشيوعي الصيني في سياسات الدول الغربية.

إذا لم تقدّم بكين تنازلات حقيقية ملموسة، فالولايات المتحدة مستعدة لتصعيد الضغط الاقتصادي، الدبلوماسي، والسياسي على الصين، وفق بنس، ويعتقد نائب الرئيس أن الاقتصاد الأميركي قوي كفاية لتحمّل هذا التصعيد، بخلاف الاقتصاد الصيني الذي يبدو أقل ثباتاً.

تشمل مهمة بنس في جنوب شرق آسيا طمأنة الحلفاء والشركاء إلى أن الولايات المتحدة تقدّم للمنطقة بديلاً حقيقياً تنافسياً لمبادرة "الحزام الواحد، الطريق الواحد" الصينية التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات. وتعتقد إدارة ترامب أن بكين تستعمل خطط إقراض مفترس تقوض حكم القانون والحوكمة الجيدة في الدول المشاركة.

أثناء زيارة بنس للمنطقة، لا يكرر خطابه الشهر الماضي في معهد هادسون الذي انتقد فيه الصين بشدة، عارضاً مقاربة الإدارة الجديدة بمصطلحات حادة. على العكس، يحاول أن يثبت بإيجابية أن الولايات المتحدة وشركاءها يملكون رؤية أفضل ويستطيعون أن يحققوا نتائج أفضل في نشر الأمن والازدهار الطويلي الأمد في المنطقة.

أعلن بنس في مؤتمر صحافي في طوكيو: "نسعى إلى منطقة محيط هادئ هندية تكون فيها كل أمة... حرة لتتبع مسارها الخاص وتروج لمصالحها الخاصة، تكون فيها السماء والبحر مفتوحين أمام كل مَن يمارس نشاطات سلمية، وتستطيع فيها الأمم ذات السيادة أن تزداد قوة معاً. لا مكان للاستبداد والعدائية في منطقة المحيط الهادئ الهندية. وأدرك أن الولايات المتحدة واليابان تتشاركان في هذه الرؤية".

تفاوض المسؤولون الأميركيون واليابانيون بشأن بيان مشترك يحدد مجالات تعاون عدة ستُطبق فيها "استراتيجية المحيط الهادئ الهندي" التي وضعتها إدارة ترامب، منها التعاون في مشاريع الغاز الطبيعي المسال، التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، والتعاون في مجال مساعدة التنمية التي تشمل أستراليا. قد تكون هذه "الإنجازات" خطوات صغيرة إنما مهمة لأنها تُظهر أن الولايات المتحدة لا تعمل وحيدة على تقديم بديل معقول لما تعرضه الصين على أمم جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ.

هدف هذه الرحلة بحد ذاتها إظهار أن الولايات المتحدة لا تنوي التخلي عن نفوذها وسيطرتها في المنطقة لبكين. أثناء السفر من طوكيو إلى سنغافورة، عبرت طائرة بنس فوق بحر الصين الجنوبي على بعد 80 كيلومتراً تقريباً عن جزر سبراتلي، حيث أقامت الصين منشآت عسكرية على جزر اصطناعية، منتهكةً بالتالي التزاماتها الدولية.

أخبرني بنس أن هذه الرحلة أشبه بمهمة للدفاع عن "حرية الملاحة" بحد ذاتها. قال: "لا نخاف. لن نتراجع. سنواصل ممارسة حرية الملاحة".

سألته عما قد يحدث إذا لم توافق بكين على التصرف في آسيا بطريقة تسمح بتفادي الحرب الباردة مع الولايات المتحدة، فأجاب: "فليكن! نحن هنا لنبقى".

* جوش روجين

* "واشنطن بوست"

back to top