رأي أكاديمي : اجبروا مکتبة جابر

نشر في 19-11-2018
آخر تحديث 19-11-2018 | 00:30
 فاطمة دشتي تهتم المؤسسات التعليمية منذ نشأتها بالكتاب والبحث العلمي والمكتبات، فهي أحد محاور وأساسيات التعليم، فأحد عناصر تقييم هذه المؤسسات مكتباتها ودور كتبها بما تقدمه من خدمات وتسهيلات لمستخدميها وباحثيها.

فهل هذا ما يحدث في مكتبة جابر الاحمد في جامعة الكويت؟ وهنا يجب أن نكون محقين وموضوعيين ما استطعنا إلى ذلك سبيلا في ذكر الحقائق والوقائع، لأن الغرض من الانتقاد ليس إبراز العيوب بل إصلاحها، لكي تحقق هذه المرافق الهدف من إنشائها.

ولعل غيرتنا على هذا الصرح العلمي جعلتنا نضع أمامكم بعض الحقائق التي يجب أن تعالج على وجه السرعة حتى لا نصل الى مرحلة يصعب فيها حل المشكلة ويصبح جبر الكسر أمرا مستحيلا.

غياب الإدارة والرقابة الفاعلة هو ما تعانيه مكتبه جابر، فغياب المسؤولين عنها وعدم اهتمامهم بها ولد نوعا من الفوضى وعدم الشعور بالمسؤولية لدى بعض من يعمل فيها وبعض من يستخدم هذا المكان.

فطالب الخدمة لا يستطيع الحصول عليها لعدم وجود الموظف المختص في مكانه، مما يجعل مهمة البحث عن الكتاب أو المصدر من المهام الصعبة في هذه المكتبة إلا إذا تصادف وقت البحث عن هذا الكتاب وجود أحد العاملين المخلصين في مكانه وهم قلة.

كما أن ضعف الرقابة من المسؤولين عن المكتبة وعدم وجود اختصاصات محددة وواضحة لكل موظف خلق نوعا من التداخل والفوضى والمزاجية في الاختصاصات رغم وجود التوصيف الوظيفي في نظام العاملين في المكتبة، مما صعب على المستخدم الحصول على الخدمة بشكل مرضٍ.

وتتعامل مكتبة جابر مع شرائح مختلفة من المستخدمين من أعضاء هيئة التدريس والطلبة والباحثين الخارجيين، وقد وفرت لهم مشكورة أماكن مخصصة، وللأسف لم تعد هذه الاماكن كذلك لقيام بعض مستخدمي المكتبة ببعض التصرفات غير المقبولة كالضحك والحديث بصوت عالٍ دون مراعاة لطبيعة الغرض المخصص له هذا المكان ولآداب استعماله، وقيامهم كذلك بجلب المشروبات والأطعمة إلى داخل المكتبة وتفاخرهم بذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتعويل على موظفي الأمن للحد من هذه الظاهرة أصبح أمرا غير مجدٍ لوجود ثقافة عدم احترام الأجانب بين بعض أبنائنا الطلبة للأسف.

وغياب الرقابة وعدم احترام المال العام أديا الى إتلاف بعض المرافق العامة في المكتبة، وبلغ الأمر في حالة من الحالات حدّ كسر قفل باب من الأبواب بطريقة عنيفة تدعو الى الريبة في بواعث من قام بهذا العمل.

ومن ضمن الملاحظات السلبية وهي مع الأسف تتفاقم أن الكتب لا توجد حيث يجب أن تكون وفق تصنيفها، فهي توضع على العربات المتنقلة دون أي «ترفيف»، وعند مواجهة العاملين بذلك يرمي كل منهم المسؤولية على الآخر حتى إن البعض لا يعمل بحجة أن الآخرين لا يعملون، وبذلك أصبح النموذج السلبي هو الذي يقود العمل لضعف الرقابة والإشراف، ولولا قلة ممن يعملون بضمير لفرغت رفوف مكتبه جابر.

ونضع هنا جملة الملاحظات أمام متخذي القرار وكلنا ثقة بقدرتهم على الإصلاح ورغبتهم فيه، حتى لا يتحول العمل في مكتبة جابر الى بيئة طاردة، بعد أن كانت بيئة جاذبة للباحثين. رحم الله الشيخ جابر الأحمد فقد كان محبا للعلم حريصا عليه.

back to top