الغانم: «سرطان البروستاتا» أكثر الأورام انتشاراً بين الرجال في الكويت

نشر في 19-11-2018
آخر تحديث 19-11-2018 | 00:00
رئيس وحدة المسالك البولية في مستشفى جابر للقوات المسلحة، واختصاصي المسالك البولية بالمركز الطبي الكندي، د. محمد الغانم
رئيس وحدة المسالك البولية في مستشفى جابر للقوات المسلحة، واختصاصي المسالك البولية بالمركز الطبي الكندي، د. محمد الغانم
أكد رئيس وحدة المسالك البولية في مستشفى جابر للقوات المسلحة، واختصاصي المسالك البولية بالمركز الطبي الكندي، د. محمد الغانم أن سرطان البروستاتا من السرطانات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقدم العمر لدى الإنسان، وهذا القاتل الصامت لا يأتي غالباً بأعراض قوية منذرة تسهل اكتشافه مبكراً. ونصح الغانم خلال حواره لـ«الجريدة» الأشخاص الذين تخطوا سن الخمسين بالكشف الدوري عن سرطان البروستاتا، لأن هذا المرض إذا اكتشف مبكراً كان علاجه سهلاً.
وأضاف «رغم أن هذا المرض انتشر انتشاراً كبيراً، فإن العلاجات الحديثة، إذا ما تم اكتشافه مبكراً، قادرة على ردعه، وذلك يرجع إلى التقدم المذهل في مجال علاج الأورام، فهناك طرق حديثة لعلاج سرطان البروستاتا من دون حدوث مضاعفات أو آثار جانبية على المريض».
وأشار إلى أن العالم، خلال نوفمبر الجاري، يحيي مبادرة «موفمبر» للتوعية بشأن سرطان البروستاتا، ودعم الأبحاث المتعلقة به، إذ يعتبر نوفمبر شهر التوعية بهذا المرض. وأضاف أن مبادرة «موفمبر» تعني إطالة الشارب، وهي كلمة مركبة من شهر نوفمبر وكلمة «موستاش»، أي الشارب، والتي تدعو الرجال إلى إطالة شواربهم.

● بداية ما خطورة سرطان البروستاتا ومدى انتشاره في البلاد؟

- أود أن أبدأ حديثي بالقول إن البروستاتا غدة صغيرة الحجم من 15– 20 جم، ووظيفتها توفير بيئة مناسبة للحيوانات المنوية، أما سرطان البروستاتا فهو من السرطانات التي احتلت مركزا متقدما حالياً في العالم في نسبة الانتشار.

وبناء على تقرير سجل السرطان في الكويت عام 2015، فقد احتل سرطان البروستاتا مرتبة متقدمة بالنسبة للكويتيين الرجال بعدد 35 مريضا، ونسبة 8.5%، حيث بلغ معدل الإصابة 11.3 لكل مئة ألف نسمة، ويعتبر من أكثر الأورام انتشاراً في الكويت لدى الرجال، وهو ورم بطيء النمو عادة، وهذه أرقام مخيفة بالفعل، ودالة على أن هذا المرض ينتشر انتشاراً واسعاً، لذا وجب التوعية به، وكشفه لإنقاذ حياة آلاف البشر.

● ما سبب انتشار هذا المرض؟ وهل له علاقة بنوعية الغذاء؟

- أسباب سرطان البروستاتا غير واضحة، وللوراثة دور في نسبة حدوث المرض، حيث تتضاعف النسبة في الأقارب من الدرجة الأولى، بالإضافة الى التقدم في العمر، والتوزيع الجغرافي والمكاني، حيث إن أميركا وإفريقيا وأوروبا أكثر إصابة به عن آسيا والشرق الأوسط.

● ما أعراض هذا المرض الخطير؟ وما أسبابه؟

- "سرطان البروستاتا" نستطيع أن نسميه بالقاتل الصامت، فلا توجد له أعراض منذرة، لذا فإن هذا المرض يحتاج إلى الكشف المبكر، وذلك يتم بالكشف الدوري بعد سن الخامسة والأربعين، ويحدث سرطان البروستاتا عادة ما بين 50 إلى 70 عاما في أغلب الحالات. ولا توجد أعراض واضحة للمرض، وأفضل طريقة هي المسح المبكر عن الورم.

أما أسبابه فتتلخص في التقدم بالعمر، وجين وراثي بالعائلة، كما أن سكان مناطق أميركا وأوربا وإفريقيا نسبة إصابتهم أعلى من باقي دول العالم.

● هل للكشف المبكر دور للنجاة من براثن هذا المرض؟ وكيف يتم العلاج؟

- بالطبع فإن للكشف المبكر دوراً كبيراً جداً في النجاة من براثن هذا المرض، أما عن كيفية علاج المرض فهناك عدة علاجات لسرطان البروستاتا، وذلك يكون بحسب الحالة، فهناك مثلاً العلاج بالجراحة، وهو يتضمن إزالة غدة البروستاتا في الحالات المتقدمة. ويكون ذلك بعدة طرق منها استخدام الروبوت للمساعدة في الجراحة، وكذلك يمكن عمل شق في البطن خلف العانة، وهناك علاجات حديثة مثل العلاج الإشعاعي، وهو نوعان من خارج الجسم، والنوع الآخر من داخل الجسم، وهناك أيضاً العلاج بالهرمونات، وهو علاج لجعل الجسم يتوقف عن إفراز التستوستيرون الذكوري، وهي تلك المادة التي يتغذى عليها السرطان.

ويشمل هذا الخيار العلاجي طريقتين الأولى أدوية تمنع الجسم من إفراز التستوستيرون، وأدوية تحجب التستوستيرون من الوصول إلى الخلايا. إلى جانب العلاج الكيميائي والعلاج البيولوجي، وكل ذلك يتوقف على درجة المرض بناء على العينة، ومعدل psa، ونتيجة mri، فمن الممكن مراقبة المرض فقط وعمل تحليل psa، وخزعة بشكل دوري، أو عملية جراحية عن طريق الفتح أو الروبوت أو الإشعاع أو الهرمون لإنزال نسبة الهرمون لقتل الورم في حال انتشاره.

● ما أكثر الفحوصات الخاصة بهذا المرض؟ وكيف تتم؟

- يتم فحص البروستاتا عن طريق أخد عينة منها من أجل فحصها بشكل أدق تحت المجهر، وهناك فحص بالموجات الصوتية أيضاً، ويوجد أولاً فحص عن طريق تحليل الدم psa، والفحص السريري، فإذا كان هناك ارتفاع في psa أو اشتباه في الفحص السرسري، يحول المريض لعمل mri، وبعد ذلك تؤخذ خزعة من البروستاتا لفحصها بالميكروسكوب.

● حدثنا عن مضاعفات هذا المرض الخطير؟ وإلى أي مدى يؤثر في الجسم؟

- باعتباره مرضاً خطيراً فإن تأثيراته كثيرة وعديدة على الجسم كله، إلا أن المضاعفات عادة تكون من نفس المرض بأثره النفسي والجسدي على المريض، وكذلك قد تكون نتيجة العلاج، ومنها الاكتئاب وأوجاع الحوض المزمنة، وصعوبات في التبول وفقدان السيطرة على عملية التبول وضعف الأداء الجنسي، أو العجز التام، وانتشار السرطان إلى أماكن أخرى في الجسم وحدوث الكسور في العظم.

● ما نصيحتكم بشأن هذا المرض؟

- أوجه نصيحتي أولاً للشباب بضرورة الابتعاد عن التدخين فهو ضار جداً بالصحة، ويسبب مشاكل خصوصا مع التقدم في العمر، أما نصيحتي لمن تجاوز الخمسين فهي درهم وقاية خير من قنطار علاج، فاذهب وقم بعمل الفحوصات الضرورية، فحياتك وصحتك تستحقان العناية، أما بالنسبة لكل الأعمار فأنصح بالأكل الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، فنحن مع الأسف كشعوب عربية الرياضة غائبة عن مجتمعاتنا، على الرغم من أهميتها الصحية في تقوية الجسم والقلب، وتعديل كتلة الجسم وكذلك فإنني أنصح بالابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة، وأخيراً أحذر من السمنة، وزيادة الوزن فهي بلاء كبير، وعلى كل زائدي الوزن المحاولة الجادة لإنقاص أوزانهم حتى يتمتعوا بصحة جيدة ولا يصبحون عرضة لأمراض مستقبلية خطيرة.

للكشف المبكر دور كبير في النجاة من براثن هذا المرض

هناك أدوية تمنع الجسم من إفراز التستوستيرون كنوع من العلاج
back to top