معرض الكتاب يؤبّن الروائي الراحل إسماعيل فهد

• مثقفون قدموا شهادات شخصية وسلطوا الضوء على جوانب إنسانية

نشر في 19-11-2018
آخر تحديث 19-11-2018 | 00:02
شارك جمع كبير من الأدباء والمثقفين في تأبين الفهد، واستذكروا بعض المواقف الشخصية والإنسانية، وقدموا شهادات مؤثرة.
ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت للكتاب، أقيمت أمسية تأبينية للروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل، بمشاركة العديد من النقاد والمبدعين، وبحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري وأسرة الفقيد ومحبيه.

حملت الأمسية عنوان "إسماعيل فهد... روائيا وإنسانيا" لتفتح قوسين حول منجزه الإبداعي وحضوره الإنساني المؤثر.

وقدمها الروائي حمود الشايجي، أحد الشباب المقربين من الراحل الكبير، الذي أكد أن إسماعيل لم يكن فحسب الأب الشرعي للرواية الكويتية، ولا أحد أبطال المقاومة إبان محنة الغزو، ولا صاحب أكبر رواية عربية، هي "إحداثيات زمن العزلة"، ولا داعما للمهمشين، ونصيرا للشباب فقط، بل كان أيضا أحد الداعمين والمؤسسين لمعرض الكتاب منذ عقود، كما ساهم في دعم العديد من دور النشر الكويتية.

أما المتحدث الرئيس في الأمسية، د. مرسل العجمي، فقد تطرق إلى علاقته بإبداع إسماعيل عبر 3 محطات، أولها عندما كان في مطلع حياته الجامعية أواخر السبعينيات. أما المحطة الثانية فتمثلت عقب ابتعاثه للدراسة في أميركا، ورغبته في البداية بتقديم أطروحة الدكتوراه عن الرواية المغربية، وجاءت المحطة الثالثة عام 1997 عندما طلبت منه رابطة الأدباء تقديم محاضرة عن أحد المبدعين الكويتيين، فاختار الكلام عن روايته "إحداثيات زمن العزلة".

ويومها صافحه إسماعيل بحرارة وبابتسامة المنتصر، ثم في عام 2000 وبمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية، عاد العجمي ونشر كتابًا عنه جاء على صيغة حوار مطول معه بعيدا عن الشكل التقليدي.

شهادات

بعد ذلك فتح الباب أمام المداخلات والشهادات، وكانت البداية مع الروائي ناصر الظفيري، الذي ألقى كلمة مؤثرة وعفوية أثارت دموع الحاضرين عن علاقته الإنسانية بـ "بوفهد"، واعتبره أستاذ جيلين. أما الروائي والناشر خالد النصر فأكد حرص إسماعيل على تكوين جيل يحمل مسؤولية الكتابة، وكيف كان يوصيه دائما بالقراءة ثم القراءة، ويقول له: اقرأ من أجلك... ومن أجل الآخرين.

سيرة واضحة

الشاعر عبدالله الفيلكاوي قال إن سيرة إسماعيل واضحة عند الأدباء، فهو لم يكن ذا منصب، لكنه أبو الرواية ونصير الشباب. بعد ذلك تحدثت الروائية الكبيرة ليلى العثمان عن رفيق الدرب وصديق العمر في كلمة عفوية ومؤثرة، وروت أنها زارته في مكتبه قبل أسبوعين، وسألته عن روايته الأخيرة: "خلصت؟" فقال لها: "خلصت... الدنيا خلصت".

وأضافت: شعرت بحزنه وشروده.. وعندما اعتذرت عن عدم حضور مناقشة روايته الأخيرة "صندوق أسود آخر" في الملتقى الثقافي قبل وفاته بيومين.. وقلت لها: خيرها في غيرها.. رد عليّ: إذا كان فيه غيرها.

كما روت أنها سافرت إلى الشارقة ورأت في منامها طريقا مظلما وقبرا مفتوحا فوقه حمامة بيضاء، وفي اليوم التالي تلقت اتصالات من صديقه محمد جواد ومن زوجة إسماعيل السابقة. فظنت أنه مريض ولم ترغب في الرد، وطلبت من طلال الرميضي أمين رابطة الأدباء أن يحجز لها للعودة فورا إلى الكويت، وأثناء ذلك تلقت اتصالا من الشيخة حصة السالم تعزيها في إسماعيل.

وأكدت العثمان أنها أحبت إسماعيل الذي لم يكن يناديها إلا "يا جميلتي"، وعبّرت عن هذا الحب السامي في روايتها "المحاكمة".

أما الشاعر والكاتب عبدالله الفلاح فانتقد المجلس الوطني لعدم إطلاق اسم إسماعيل فهد على الدورة الحالية لمعرض الكتاب... رغم أنه رفع اسم بلده عاليا... ودعا المجلس إلى تخليد اسمه بما يليق به.

انتقادات

وردّ الأمين العام المساعد للمجلس د. عيسى الأنصاري، وقال إنه يتفهم انتقادات البعض من باب المحبة والتقدير للراحل، مؤكدا أنه فجع شخصيا بوفاته، وكان معه قبيل ساعات في ندوة الملتقى الثقافي.. وأن المجلس فجع أيضا برحيله بعدما كان جدول المعرض تم تحديده واختيار شعاره الخاص بالقدس وما يتطلبه ذلك من تنسيق سياسي ودبلوماسي... وبالفعل تم إخطار وزير الإعلام، وتقرر استبدال إحدى الندوات المبرمحة بندوة خاصة لتأبين الفقيد.

كما أكد الأنصاري رغبة المجلس في إطلاق اسم إسماعيل فهد إسماعيل على إحدى المكتبات العامة... وغير ذلك من أوجه التكريم والتخليد لذكراه. وفي الختام شكر أسامة نجل الفقيد الحضور والمتحدثين والمجلس الوطني للثقافة على هذه الأمسية لتخليد ذكرى والده.

أمسية شعرية

حضر الشعر مزهوا بعباراته، وإنشاده، وتطلعاته في أمسية الشاعر السعودي فواز اللعبون، التي أقيمت في إطار فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 43، وأدارها د. طالب الشريف.

في المستهل، تحدث الشريف عن قصائد اللعبون المغايرة لما هو مألوف من الشعر، من خلال استشرافها للمستقبل، بتطلعاته ورؤاه، ونظرتها العميقة إلى الماضي، والحاضر.

وقبل البدء في قراءة قصائده شكر اللعبون الكويت على استضافتها له في هذه الأمسية، مؤكدا أنه ليس بغريب على هذا البلد وأهلها، فعمّه أمير شعراء النبط الشاعر بن لعبون عاش ردحا من عمره في الكويت وتوفي فيها، ومن ثم ألقى قصيدته التي عنوانها "صباح السعود"، والتي اتسمت بالجمع بين الموطنين "الكويت والسعودية"، في حب واحد لا يمكن تفريقه ليقول: لنا هنا موضع الذرى/ حملته سيوف الحمى والرماح/ بديع منيع رفيع الذرى/ فتيّ أبيٌّ قوي الجناح/ خليج بهيج شريف الثرى/ دجاه من المجد مثل الصباح.

واسترسل الشاعر في وصفه البديع للكويت، وشقيقتها السعودية إلى أن يقول:

وعند الصباح حمدنا السرى/ وهبت بما نشتهيه الرياح/ فجدنا وسدنا وقدنا الورى/ بآل السعود وآل الصباح.

back to top