ترامب يتأهب لإعادة الزخم إلى مواجهة إيران

نشر في 18-11-2018
آخر تحديث 18-11-2018 | 00:10
جنود أميركيون على الحدود بين كاليفورنيا والمكسيك أمس الأول مع بدء وصول دفعات من المهاجرين القادمين من أميركا الوسطى (أ ف ب)
جنود أميركيون على الحدود بين كاليفورنيا والمكسيك أمس الأول مع بدء وصول دفعات من المهاجرين القادمين من أميركا الوسطى (أ ف ب)
بعد فرض واشنطن عقوبات على 17 من المتهمين بالضلوع في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وإعلان رضاها وثقتها بنتائج التحقيقات التي أجرتها الرياض في هذه القضية، تتجه الأنظار إلى صفحة جديدة تبدو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في طريقها إلى إعادة التركيز عليها في المرحلة المقبلة، وخصوصاً ملف إيران بالمنطقة.

من جهة أخرى، جاء تسريب نبأ إعادة تحريك ملف الداعية التركي فتح الله غولن المقيم بولاية بنسلفانيا، ليسلط الضوء على المساعي الأميركية لتهدئة مخاوف أنقرة، بعدما توصل الطرفان إلى تفاهمات مقبولة في شمال سورية لفتح صفحة جديدة معها، رغم مواصلة تركيا إبقاء قضية مقتل خاشقجي «حية»، لضمان حصولها على نتائج ترضيها في هذين الملفين، في ظل تقديرات تشير إلى احتمال تصاعد التباعد بين أنقرة وموسكو على أكثر من جبهة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن واشنطن ستطلق قريباً آليات سياسية وغير سياسية، لإعادة الزخم إلى ملف إيران، بعدما انتهت الانتخابات الأميركية النصفية. فإدارة ترامب تسعى إلى تحقيق إنجازات سياسية تعيد الاعتبار إلى استراتيجيتها في المنطقة، وفي عدد من الملفات الدولية الأخرى، تمهيداً لحملة ترامب الانتخابية الجديدة استعداداً لاستحقاق نوفمبر 2020.

وقالت أوساط عسكرية إن التصعيد الإيراني الأخير سواء في غزة أو في سورية، ستكون له تداعيات، قد تشمل مناطق أخرى بالتنسيق مع إسرائيل، في ظل توقعات بعودة الحرارة إلى العلاقات الروسية الإسرائيلية، بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في باريس، خلال الاحتفالات بمئوية نهاية الحرب العالمية الأولى.

وتحدثت تلك الأوساط عن اهتمام بالغ بالوضع اللبناني في ظل رسائل سياسية مباشرة وغير مباشرة تلقتها الأوساط السياسية اللبنانية من واشنطن، بضرورة النأي والابتعاد عن «حزب الله» الذي سيتعرض قريباً لموجة عقوبات جديدة، بعد العقوبات الأخيرة التي فرضت على أربعة من قياداته، ووضع نجل أمينه العام على قائمة الإرهابيين الأكثر خطورة.

وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى، في بيان، توجه قوة بحرية أميركية إلى شواطئ مدينة حيفا، في ظل تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن «حزب الله» وإيران قد يلجآن إلى تصعيد أمني على حدود إسرائيل الشمالية، في حين تتحدث مصادر عسكرية عن اتصالات حثيثة مع دول إقليمية وقوى «عسكرية محلية»، للجم أي تصعيد قد تُقدم عليه إيران في هذا المجال.

وبحسب تلك الأوساط، فإن واشنطن تدفع باتجاه تفعيل قوات التحالف العربي، الذي أجرى مناورات عسكرية في الفترة الأخيرة، استعداداً لتطورات قد تطرأ خلال الفترة المقبلة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت واشنطن نيتها سحب قسم كبير من قواتها ووحداتها اللوجستية المنتشرة بإفريقيا في إطار الحرب على الإرهاب، لنشرها في مواجهة «نمو التحديات التي تمثلها روسيا والصين».

وأضافت الأوساط أن الإعلان الأميركي أثار استفسارات فرنسية عن توقيته ومراميه، في ظل مخاوف باريس من عدم قدرة القوات الفرنسية المنتشرة في دول إفريقية خطيرة على التصدي بمفردها للأنشطة الإرهابية التي تزايدت أخيراً في تلك الدول، والتي تشهد حراكاً غير معهود من جماعات مسلحة مختلطة.

back to top