«عاصفة ترامب» توحّد ميركل وماكرون

نشر في 17-11-2018
آخر تحديث 17-11-2018 | 00:02
ماكرون وميركل وترامب في مئوية الحرب الأولى بباريس في 11 الجاري (أي بي أيه)
ماكرون وميركل وترامب في مئوية الحرب الأولى بباريس في 11 الجاري (أي بي أيه)
رغم الخلافات بينهما، سيظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اللذان يلتقيان غداً، في برلين، جبهة موحدة بوجه «العاصفة» دونالد ترامب وتحدّي الشعبوية، فيما يسعى كل منهما لاستعادة زمام الأمور داخل بلاده.

وتضاعفت إشارات التضامن ووحدة الصف في الأيام الأخيرة، بعدما قامت خلافات عدة بين البلدين حول مواضيع أساسية على جدول أعمال ماكرون، مثل فرض ضرائب على عمالقة الإنترنت، وإصلاح منطقة اليورو، والعقوبات على السعودية.

وأبدى ماكرون وميركل هذه الجبهة الموحدة خلال احتفالات مئوية نهاية الحرب العالمية الأولى في 11 نوفمبر في باريس، إذ أكد كلّ منهما على رسالة سلام في وجه «الشياطين القديمة» التي تعود مع النزعات القومية، قبل إقامة مراسم جديدة الأحد في برلين.

وكان المستهدف الأول بهذه الانتقادات الرئيس الأميركي، الذي رد بسلسلة من التغريدات الغاضبة ضد الرئيس الفرنسي وخططه لإقامة جيش أوروبي، فسخر من شعبيته المتراجعة، مشيرا إلى أن فرنسا لكانت تتكلم الألمانية اليوم لولا تدخل القوات الأميركية عام 1944.

وفي هذه الأثناء كانت المستشارة تؤيد في البرلمان الأوروبي مقترخ ماكرون إلى إنشاء «جيش أوروبي حقيقي»، في ما بدا أنه تنسيق فرنسي الماني ضد ترامب.

ولفتت اختصاصية ألمانيا المعاصرة في «جامعة السوربون» في باريس هيلين ميار دولاكروا إلى أن ماكرون وميركل يبديان «عزما على التحدث بصوت واحد».

وبعدما عُرفت ميركل بـ«أقوى امرأة في العالم»، تخلت عن مقدم الساحة عام 2017 لماكرون الذي تم الاحتفاء به عند فوزه بالرئاسة، باعتباره رجل أوروبا القوي الجديد.

لكن طموحات الرئيس الفرنسي لإعادة إطلاق أوروبا سرعان ما اصطدمت بمقاومة شديدة داخل الاتحاد الأوروبي، وبالمشكلات التي حاصرت المستشارة حتى داخل حزبها.

وفي برلين، يبدو أن سلطة ميركل وصورتها في العالم ضعفتا بشكل لا يمكن إصلاحه. وبعد نكسة انتخابية جديدة، أعلنت في 29 أكتوبر أنها لن تترشح لولاية جديدة، بل ان الكثيرين يتساءلون إن كانت ستصمد حتى نهاية ولايتها عام 2021.

back to top