«شخباري!»

نشر في 16-11-2018
آخر تحديث 16-11-2018 | 00:10
 د. حسن عبدالله جوهر "شخباري!" بمد الياء قدر المستطاع، كلمة كويتية تستخدم في العادة للتحطيم النفسي من خلال التهكم وتذكير الطرف الآخر بتصرفاته أو وعوده التي "أكل عليها الدهر وشرب" وراهن على دفنها ونسيانها مع الزمن. هذا الاستدراك ينطبق تماماً على تحليل أوضاعنا العامة والأحلام الوهمية التي بيعت للناس من قبل الحكومة والمطبلين لها، خصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة، وهي فترة كافية لإقرار خطة خمسية وتنفيذها وجني ثمارها، والفشل الحكومي في التعامل مع موسم الأمطار مجرد تتويج لمصاديق وتطبيقات "شخباري!".

لعل الحسنة الوحيدة للحكومة كانت قرارات الكرم الحاتمي في تعطيل الدوام والدراسة حفاظاً على أرواح الناس في محاولة لامتصاص الغضب الشديد، وتفعيل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار والتوعية وإضفاء الشعور بالأمان، وهذا ما يستحق الشكر بالتأكيد خصوصاً لرجال الأمن والإطفاء والدفاع المدني والإعلام الذين غالباً ما يدفعون ثمن القرارات الفاشلة، ويزج بهم في ميدان الكوارث، وهم قدها وقدود دون أي شك، ولهم كل تحية وتقدير.

عوداً إلى "شخباري"، الحكومة كانت دائماً ترمي سهام إخفاقاتها على المجلس أيام ما كان للمجلس أنياب وصوت عالٍ، ونجحت في إلصاق تهمة تعطيل البلد بالمعارضة واستجواباتها وندواتها وحراكها الميداني، ولكن ومنذ إقرار نظام الصوت الواحد والتحكم في مخرجات الانتخابات والإتيان في كل مرة بمجلس أضعف من الذي سبقه زادت المشاكل وتعمقت وأمنت معها من المحاسبة السياسية.

"شخباري!" تنطبق على تلك الوعود بأن الصوت الواحد سيمثل الجميع في البرلمان ويسود فيه التعاون والإنجاز، لكن الإنجاز الوحيد كان تمرير القوانين المكبلة للحريات وزيادة الرسوم وأسعار الوقود، وبهذه المناسبة "شخباري" عن وعد الحكومة والمجلس بصرف كوبونات البنزين للمواطنين منذ عام 2015؟!

"شخباري!" تسري أيضاً على التباهي بأن المشاريع الجديدة من المدن السكنية والمستشفيات والمطار والطرق سوف تضاهي في جودتها المعايير العالمية، وقد صرفت الحكومة على هذه المشاريع أكثر من 20 مليار دينار خلال السنوات الثلاث الماضية فقط!

"شخباري" عن الشهادات الوهمية والمضروبة! والإحالة إلى النيابة وعزل المزورين عن المناصب القيادية! و"شخباري" عن محاربة الفساد وتطبيق النزاهة والشفافية والديرة كلها غرقت بمطرة واحدة قبل أسبوع!

"شخباري" أخيراً عن مجلس التسامح والتعاون والترفع عن الطائفية والقبلية والعنصرية المولود من رحم الصوت الواحد! التراشق الرخيص سواءً في الجلسات العامة أو خلف مايكروفونات البوديوم الإعلامي أو في الاجتماعات السرية يعكس فعلاً هذا الوعد الجميل عبر الاتهامات المتبادلة، وبدلاً من توجيه النقد وتحميل الحكومة مسؤولية المشاكل وحلها، يحاول بعض النواب استعراض البطولة لضرب الآخرين واعتبارهم سبب الفساد حتى في غرقة المطر، رغم أن الفريقين من أتباع الحكومة نفسها!

لنا موعد آخر بإذن الله لكلمة "شخباري" بخصوص وعد الحكومة تعويض المتضررين من أمطار عام 2018 بعد عمر طويل للجميع!

back to top