غزة تهزّ استقرار حكومة نتنياهو... وتطيح ليبرمان

• وزير دفاع إسرائيل: التهدئة استسلام للإرهاب
• «حماس»: استقالته اعتراف بالهزيمة

نشر في 15-11-2018
آخر تحديث 15-11-2018 | 00:05
إسرائيليون يتظاهرون في الجنوب مساء أمس الأول احتجاجاً على قرار وقف النار مع الفلسطينيين  	(رويترز)
إسرائيليون يتظاهرون في الجنوب مساء أمس الأول احتجاجاً على قرار وقف النار مع الفلسطينيين (رويترز)
أفشلت الجهود المصرية للعودة إلى وقف إطلاق النار في غزة، مخاطر تحوّل المهمة الأمنية الإسرائيلية الفاشلة في قطاع غزة إلى حرب شاملة ضد القطاع، إلا أن تداعيات هذا الفشل انفجرت داخل حكومة بنيامين نتنياهو، مطيحة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان من الوزارة، وواضعةً مصير الحكومة في مهب الريح، في حال اتجهت إسرائيل إلى انتخابات مبكرة.
رغم الهدوء الميداني النسبي الذي سجّل عقب 3 أيام من أعمال العنف المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، الذي أسفر عن مقتل 14 فلسطينيا وضابط إسرائيلي، اشتعل الوضع السياسي في الداخل الإسرائيلي، من خلال إعلان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان استقالته من منصبه، بسبب معارضته اتفاق وقف النار مع حركة حماس بوساطة مصرية، الأمر الذي اعتبرته حماس «انتصارا سياسيا لغزة».

فبعد اجتماع لحزبه «إسرائيل بيتنا»، أعلن ليبرمان خلال مؤتمر صحافي: «أنا في الواقع هنا لأعلن استقالتي من منصب وزير الدفاع»، مضيفا: «كما أرى، ما حدث بالأمس وقف النار المقترن بعملية للتفاهم مع حماس هو استسلام للإرهاب، ولا يوجد تعريف آخر لما حدث»، معتبرا أن «ما نفعله الآن كدولة هو شراء الهدوء على المدى القصير، لكننا سندفع على المدى البعيد ثمنا، ونتكبد ضررا بالغا على مستوى الأمن القومي».

وتابع: «حاولت أنا أقول رأيي كعضو مخلص في الحكومة، وأن أجعل رأيا آخر مسموعاً، حتى إذا كان هذا بثمن انتخابي وسياسي كبير»، مشيرا الى أن حزبه سيخرج من الحكومة نتيجة لاستقالته، مطالبا بإجراء انتخابات مبكرة.

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ليبرمان عارض قرار التهدئة الذي اتخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابينيت)، وكان يدفع باتجاه التصعيد مع «حماس».

نتنياهو

من ناحيته، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، عن قراره وقف النار الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية، في مواجهة الانتقادات التي وجهت اليه.

وقال في فعالية لإحياء ذكرى رئيس الوزراء الراحل ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل «معنى القيادة هو ليس القيام بالشيء السهل، بل القيام بالخطوة الصائبة حتى لو كانت صعبة. الزعامة تقتضي أحيانا مواجهة الانتقادات».

وأضاف: «أسمع أصوات سكان الجنوب، لكن مع رؤساء الأجهزة الأمنية أرى الصورة العامة التي تتعلق بأمن إسرائيل، والتي لا أستطيع أن أشاركها مع الجمهور».

وتابع: «لا أستطيع أن أفصح عن مخططاتنا القادمة. سنحدد الظروف والأوقات المناسبة لدولة إسرائيل ولأمن مواطنينا». وقال: «نفعل كل شيء من أجل أمن إسرائيل، ونعمل بشكل يتحلى بالمسؤولية والرشد على جميع الجبهات، وسنواصل القيام بعمليات صائبة علنية وخفية من أجل أمن إسرائيل ومستقبلها»، مضيفا: «لقد توسل أعداؤنا لوقف النار، وكانوا يعرفون جيدا السبب».

المستوطنون غاضبون

ومنع العشرات من المستوطنين صباح أمس، الشاحنات المحملة بالبضائع والمحروقات من الوصول إلى معبر كرم أبوسالم التجاري جنوب شرقي قطاع غزة.

وكان مئات الإسرائيليين من التجمعات السكنية في «محيط غزة»، شاركوا في تظاهرات، مساء أمس الأول في الجنوب احتجاجا على اتفاق وقف النار.

وحمل مشاركون في الاحتجاجات لافتات كتب عليها «لسنا مواطنين من الدرجة الثانية». وطالب المتظاهرون بالاستمرار في ضرب «حماس»، كما طالبوا نتنياهو وليبرمان ورئيس «البيت اليهودي» نفتالي بنت، بالاستقالة.

وأمس، جرت تظاهرة مماثلة بمشاركة العشرات أمام الكنيست لمطالبة نتنياهو بالاستقالة.

تظاهرات فرح

وبعد إعلان وقف النار، خرج آلاف من سكان قطاع غزة الى الشوارع في تظاهرات فرح.

وخرج المشاركون في المسيرات عقب صلاة العشاء من معظم مساجد غزة، وتجمعوا في الميادين الرئيسة لمدن القطاع وأمام عدد من المباني التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية، الاثنين.

وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات أكدوا خلالها أن «المقاومة حققت انتصارا» في جولة التصعيد العسكري الأخيرة.

هدوء حذر

ميدانيا، ساد، أمس، هدوء ولو نسبي في قطاع غزة. وأكد مصدر دبلوماسي أن إسرائيل و»حماس» التزمتا العودة «الى مضمون اتفاق 2014»، لكنه اوضح ان الوضع لا يزال «هشا جدا» وقد ينفجر «مجددا».

وأعيد أمس، اليوم تشغيل القطار بين مدن الجنوب والمدن الإسرائيلية الأخرى.

وجاء التصعيد الذي أودى يحياة 7 فلسطينيين بعد مقتل 7 فلسطينيين آخرين بينهم قيادي في «حماس» في اشتباكات مع قوة إسرائيلية خاصة تسللت مساء الأحد مستخدمة مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس جنوب القطاع. وتخلل الاشتباكات غارات إسرائيلية جوية مكثفة. وقتل في الحادث ضابط إسرائيلي برتية كولونيل من الطائفة الدرزية، وأصيب جندي بجروح.

روس

واعتبر المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، أن النصر على «حماس» كان سيسبب مشاكل خطيرة لإسرائيل حاليا، مضيفا أن التهدئة طويلة الأمد تبدو الحل الأمثل للطرفين.

وقال روس في حديث لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس الأول، إن «إسرائيل تملك ما يكفي من القوة العسكرية لهزيمة غزة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: وماذا بعد؟».

وحذر روس، من أن «اللجوء إلى الحسم العسكري في غزة كان سيفرض على إسرائيل إما ضرورة تسيير شؤون غزة مباشرة بكل ما يحمل ذلك من أعباء، أو مواجهة خطر سقوط القطاع في أيدي جماعات تفوق حماس تشددا».

واعتبر أن «إسرائيل لا ترغب في إدارة شؤون غزة، لكنها لن تستطيع إلقاء هذا العبء على عاتق السلطة الفلسطينية، التي لا تبدو متحمسة لدخول غزة على دبابات إسرائيلية، وممارسة الحكم في منطقة لا مفر من أن تتولى إسرائيل السيطرة الأمنية فيها، وسط غياب أي قوة أخرى قادرة على ذلك».

وذكر روس أن «إسرائيل ستقع في الفخ إذا قررت اجتياح غزة، إذ إنها لن تستطيع الحفاظ على سيطرتها على القطاع، في حين مغادرته محفوفة بخطر خلق فراغ قد تملؤه جماعات مثل الجهاد الإسلامي أو حتى التنظيمات التي تعتنق الفكر الداعشي، وهي نتيجة لا ترغب حماس أيضا في أن تؤول الأمور إليها».

مسيرات فلسطينية احتفالية... ومستوطنون يمنعون دخول بضائع إلى القطاع احتجاجاً
back to top