مهمة إسرائيلية فاشلة تهدد بحرب شاملة في غزة

الفلسطينيون يشيعون 7 قتلى... و100 صاروخ وإصابة حافلة في تصعيد مسائي

نشر في 13-11-2018
آخر تحديث 13-11-2018 | 00:04
كادت مهمة فاشلة نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة، أمس الأول، تقضي نهائياً على جهود التهدئة في القطاع، التي نجحت في تخفيض منسوب التوتر السائد منذ أشهر بسبب «تظاهرات العودة».
خيّم التوتر على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، أمس، بعد عملية سرية إسرائيلية فاشلة في القطاع، وأدت إلى اندلاع قتال أسفر عن مقتل أحد قادة حركة حماس و6 فلسطينيين آخرين، إضافة إلى عقيد في الجيش الإسرائيلي.

الروايات الفلسطينية

ومساء أمس الأول أعلنت «كتائب عزالدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، إفشال عملية إسرائيلية كبيرة داخل غزة. وقالت، في بيان مقتضب، إن قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي تسللت في سيارة مدنية بعمق 3 كم شرق خان يونس، واغتالت القائد في صفوفها، نور بركة.

وأضافت أنه «بعد اكتشاف أمر القوة وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي، وقام بعمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة، مما أدى إلى استشهاد عدد من أبناء شعبنا».

وأمس عدلت «القسام» في روايتها، مؤكدة أن بركة وأحد مقاتلي الحركة، ويدعى محمد ماجد القرا، قتلا خلال اشتباك مع القوة الإسرائيلية بعد فضح أمرها.

من ناحيته، قال موقع «عرب 48» الفلسطيني، إن القوة الإسرائيلية داخل أحد المساجد، حيث حاولت اختطاف أو اغتيال بركة، مسؤول في وحدة الأنفاق في حماس.

الروايات الإسرائيلية

في المقابل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، إن «الوحدة الخاصة التي اشتبكت مع المسلحين من حماس، نفذت عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل بمشاركة قوات سلاح الجو».

ونفى الجيش الإسرائيلي أن يكون هدف العملية الأمنية «تصفية أو خطف» قيادات فلسطينية، واكتفى بالقول إن هدفها تعزيز أمن إسرائيل.

وقال كبير المتحدثين العسكريين في إسرائيل، البريغادير جنرال رونين مانيليس، إنه «لم يتم إرسال القوات الخاصة لاغتيال قيادات من حماس»، وأضاف إن «المهام السرية تنفذ باستمرار، ولكن، أثناء العملية، وجدت القوات الإسرائيلية نفسها في وضع بغاية التعقيد في مواجهة قوات العدو».

وعلمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أن الوحدة كانت تستهدف تفكيك جهاز تنصت إسرائيلي متطور مزروع داخل القطاع.

وذكر موقع «واللا» الإسرائيلي الاستخباري أن الوحدة الإسرائيلية كانت «تنفذ عمليّة استخباراتية وجمع المعلومات».

ولفت الموقع، إلى أن «العملية جرت المصادقة عليها من قبل آيزنكوت، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بسبب حساسية المنطقة».

وأكد الموقع أن «الجيش الإسرائيلي اختار لهذه العملية قوة خاصة ضمت ضباطا ومقاتلين من النخبة، قاموا بعدد كبير جدا من العمليات من أجل حصر العملية والحصول على الموافقات اللازمة من قيادة الجيش».

وبينما أفاد الجيش في بيان، بأن «ضابطا في القوات الخاصة برتبة لفتنانت كولونيل قتل وأصيب آخر بجروح طفيفة»، مكتفيا بذكر الحرف الأول من اسم الضابط الذي أشار اليه بـ «م»، كشفت مواقع تواصل اجتماعي إسرائيلية، أن الضابط يدعى محمود خيرالدين (41 عاما)، من بلدة حرفيش الدرزية شمال إسرائيل، مشيرة الى أن الضابط الآخر المصاب، من قرية عسفيا الدرزية كذلك.

تعزيزات

وغداة إطلاق الفلسطينيين 17 صاروخا على جنوب إسرائيل مساء أمس الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «عزز وجود قواته في القيادة الجنوبية العسكرية، وهو جاهز لتفعيل قوة كبيرة لو تطلّب ذلك».

ووصل أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الى إسرائيل، وترأس اجتماعات أمنية، بعد أن قطع زيارته إلى فرنسا.

وكان رئيس الأركان آيزنكوت، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، نداف أرغامان، قد عقدا «جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش وجهاز الشاباك، واستعرضا جاهزية الجيش وقوات الأمن في مواجهة تطورات مستقبلية».

وشيّع آلاف الفلسطينيين أمس، جثامين القتلى، وهتفوا بعبارات غاضبة تجاه إسرائيل وأخرى تدعو إلى الثأر والانتقام.

وعلمت «الجريدة» أن الجانب المصري أجرى اتصالات مع كافة الأطراف لإعادة الهدوء على حدود القطاع.

وقالت «حماس» إن «أفعال إسرائيل وجهت صفعة للجهود المصرية والقطرية وجهود الأمم المتحدة» للوساطة في وقف إطلاق نار طويل الأمد بين الحركة وإسرائيل وتخفيف الحصار الإسرائيلي الذي عمّق المصاعب الاقتصادية في غزة.

ونددت وزارة الشؤون الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية بـ «الجريمة البشعة».

وأكد مصعب البريم، الناطق باسم «حركة الجهاد الإسلامي» أن «المقاومة الفلسطينية لن تسمح للعدو بمحاولة المرور والاختراق والتسلل واستهداف المجاهدين دون أن يدفع الثمن».

من جهتها، أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» الجناح العسكري لـ «الجبهة الشعبية»، في بيان، أنه «لا هدنة ولا مهادنة مع الاحتلال حتى دحره».

أما «كتائب المقاومة الوطنية» الجناح العسكري لـ «الجبهة الديمقراطية»، فأعلنت «حال الاستنفار التام» في صفوف مقاتليها.

في سياق متصل، أكدت وزارة الداخلية في غزة، أن الأجهزة الأمنية والشرطية تفرض إجراءات مكثفة في جميع مناطق القطاع، في إطار متابعة الحدث الأمني شرق خان يونس جنوب القطاع».

تصعيد مسائي

ومساء أمس انفجرت الأوضاع مجدداً، بعد أن أطلقت رشقات من الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية قدر عددها بـ 100، ما أدى الى إصابة 5 إسرائيليين على الأقل، كما جرح شخص واحد بعد أن أصاب صاروخ موجه أطلق من القطاع حافلة إسرائيلية. وردت إسرائيل بقصف مدفعي وغارات على مواقع داخل غزة.

وقد جاء هذا التصعيد، بينما كان يبدو أن الوضع في غزة يستقر، بعد أشهر من المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين قرب السياج الذي يفصل بين القطاع والدولة العبرية.

back to top