القوات اليمنية تخوض أول معركة بحي سكني في الحديدة

• مصرع 43 حوثياً بالاشتباكات
• تَقدُّم حكومي من 3 محاور
• عمل الميناء لم يتأثر
• وزير حوثي منشق: الانقلابيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة وما يحدث أخطر من الانقلاب

نشر في 12-11-2018
آخر تحديث 12-11-2018 | 00:05
مسلحون موالون للحكومة اليمنية يدخلون موقعاً كان يسيطر عليه الحوثيون في الحديدة (ا ف ب)
مسلحون موالون للحكومة اليمنية يدخلون موقعاً كان يسيطر عليه الحوثيون في الحديدة (ا ف ب)
خاضت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً حرب شوارع للمرة الأولى في حي سكني بشرق مدينة الحديدة بهدف «تطهيره» من الحوثيين، في حين أكد وزير الإعلام المنشق عن المتمردين خلال مؤتمر في الرياض أن الصراعات الداخلية تضرب الميليشيات التي «تلفظ أنفاسها الأخيرة».
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ إطلاق حملة واسعة لتطهير مدينة الحديدة الاستراتيجية وتحرير مينائها الذي يعتبر شريان حياة ملايين اليمنيين، دارت حرب شوارع للمرة الأولى في حي سكني في شرق الحديدة الاستراتيجية بعد تمكن القوات الموالية للحكومة من دخوله للعمل على تطهيره من المتمردين الحوثيين أمس.

وقال مسؤولون عسكريون في القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، إن القوات تعمل على ملاحقة عناصر الميليشيات الحوثية داخل الحي بدعم من ضربات «التحالف العربي» بقيادة السعودية.

ويقع الحي السكني جنوب مستشفى «22 مايو»، الأكبر في المدينة، الذي سيطرت عليه القوات الموالية للحكومة أمس الأول، وشمال طريق سريع رئيسي يربط وسط المدينة الساحلية بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

قتلى وجرحى

وقتل في المعارك، التي بدأت في الأول من نوفمبر الجاري 443 من الطرفين معظمهم من المتمردين، بينهم 43 حوثياً وتسعة جنود في القوات الحكومة لقوا مصرعهم في الساعات الـ48 الأخيرة. ونقل عشرات الجرحى من الطرفين إلى مستشفيات خارج المدينة.

ويشهد جنوب غربي الحديدة اشتباكات متقطعة بين الطرفين، حيث تواصل القوات الحكومية المدعومة من السعودية والإمارات محاولاتها للتوغل شمالاً على الطريق الساحلي باتجاه ميناء الحديدة الاستراتيجي.

واشتدّت المواجهات في الحديدة في الأول من الشهر الجاري، وأعلنت القوات الموالية للحكومة الخميس الماضي نجاحها في اختراق دفاعات الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة منذ 2014، والتوغل في شرق وجنوب المدينة الساحلية.

ومنذ 2014، تخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين، وتحاول القوات الحكومية استعادتها منذ يونيو الماضي بهدف السيطرة خصوصاً على مينائها الاستراتيجي.

استمرار الميناء

ورغم الهجوم على المدينة، لا يزال الميناء الخاضع لسيطرة الحوثيين يعمل بـ«شكل طبيعي».

وأكد نائب مدير الميناء يحيى شرف الدين أمس، في تصريحات أن «الميناء مفتوح حتى الآن، الجميع هنا ونحن نعمل بشكل طبيعي. لا يمكننا أن نتنبّأ بما يمكن أن يحدث في المستقبل، لكن في الوقت الحالي لا يوجد أي إشكال».

وتمر عبر ميناء الحديدة معظم المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد يواجه نحو نصفه سكانه، 27 مليون نسمة، خطر المجاعة.

الرمق الأخير

إلى ذلك، أكد وزير الإعلام المنشق عن حكومة الميليشيات الحوثية، غير المعترف بها دولياً، عبدالسلام جابر أن «الحوثيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة وأضحوا في آخر أيامهم»، مشدداً على أن ما يحدث في اليمن أخطر من «مجرد انقلاب» على سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وقال جابر، في مؤتمر بالعاصمة السعودية أمس: «وصولنا إلى الرياض يفتح أبواباً أوسع للعمل على إعادة الشرعية لليمن، الوطن الذي تعرض لنكبة فاقت قدرة اليمنيين على الاحتمال لما تمارسه سلطة الأمر الواقع في صنعاء».

وأضاف الوزير الذي أعلن انشقاقه أمس الأول: «نشكر قيادة الشرعية على ما بذلته لتأمين وصولنا من صنعاء إلى عدن ومن عدن إلى الرياض».

وكشف عن وجود العديد من الانقسامات داخل جماعات الحوثي، قائلاً إن الأيام المقبلة ستكشف المزيد من المعطيات والحقائق.

وأوضح أن «اليمن منذ 21 سبتمبر 2014 يتعرض لحالة من القمع والاستحواذ المتوحش على مفاصل البلد، والشعب أخضع لتلك الهيمنة».

وأكد جابر أنه «لولا تدخل التحالف لتحول شعب اليمن إلى مجتمع خاضع يدين بالولاء لمن لا يستحق الولاء»، مشيراً إلى إلى أن «ما يمارس في مناطق الحوثيين أقل ما يقال فيه تصرف ميليشياوي».

كما أعرب عن أمله أن يعود اليمن إلى الحاضنة العربية، بفضل المساعدة المقدمة من دول التحالف، واصفاً الحال في اليمن بأنه «سواد قاتم يلف المناطق الخاضعة للحوثيين».

مشروع وانتهاكات

واعتبر أنه كان من بين الفريق الذي مارس «حملة التضليل»، مجبراً، وأوضح أن كل السلطات تمركزت بعد الانقلاب، في أيدي مجموعات تحمل مشروعاً لا يشبه أهل اليمن، ولا يتصل بتاريخ البلد وأعرافه.

وشدد على أنه سيكشف عن المزيد من المعلومات في الأيام المقبلة، خصوصاً فيما يتعلق بدعم إيران للمتمردين.

وعن تأثير إيران، قال: «تخيلوا أن ميليشيات تأتي من أقصى الريف تدخل فجأة إلى صنعاء، فبالتأكيد أن هناك قوى إقليمية تساعدها، كما تساعد على إطالة أمد الحرب في اليمن».

وتحدث وزير الإعلام المنشق عن الانتهاكات الهائلة التي تمارس داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، لاسيما بحق معارضي الانقلابيين، وأشار إلى أن هناك الآلاف من الصحافيين الذين لم نتمكن من مساعدتهم.

وأكد أن «الانقلابيين يحولون مؤسسات الدولة إلى جزر للميليشيات»، مضيفاً أن «السجون تئن تحت وطأة التعذيب الذي يمارس من قبل الانقلابيين».

ولفت إلى أن «الحوثيين يملكون قدرات إعلامية كبيرة»، موضحاً أنهم يمتلكون «آلة إعلامية ضخمة وجيشاً إلكترونياً يمتد على مستوى المنطقة».

ودعا زملاءه في القوى الوطنية إلى الالتحاق بسرعة بالقوى الشرعية، كما دعا اليمنيين في الحديدة إلى الالتحاق بالشرعية.

ويأتي انشقاق جابر بعد انشقاق نائب وزير التربية الحوثي، عبدالله الحامدي، في أكتوبر الماضي.

بديل حوثي

في المقابل، أصدر المجلس السياسي الأعلى المشكل من «أنصار الله»، مساء أمس الأول، قراراً بتعيين وزير إعلام جديد في حكومتهم.

وقالت وكالة «سبأ» الخاضعة للحوثيين، إن «رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط أصدر قراراً يقضي بتعيين ضيف الله قاسم الشامي وزيراً للإعلام».

ويعد الشامي قياديا بارزاً بـ«أنصار الله»، وكان في السابق عضواً بالمكتب السياسي للحوثيين.

back to top