«فتوى» التونسي يفوز بجائزة التانيت الذهبي في «أيام قرطاج السينمائية»

حضور فني كبير في الختام... والدورة الحالية رفعت شعار التسامح والانفتاح وحب الحياة

نشر في 12-11-2018
آخر تحديث 12-11-2018 | 00:05
أسدل الستار مساء أمس الأول على فعاليات مهرجان «أيام قرطاج السينمائية»، الذي أقيم وسط أجواء استثنائية.
فاز فيلم «فتوى» التونسي حول سعي رجل لفهم سلوك نجله طريق التشدد، بجائزة التانيت الذهبي للفيلم الروائي الطويل، أهم مكافآت «أيام قرطاج السينمائية»، التي اختتمت مساء أمس الأول في تونس.

أقيم هذا المهرجان الشعبي المكرس للأفلام العربية والإفريقية، رغم اعتداء ارتكب قبل أيام قليلة على انطلاقه على الجادة الرئيسة في العاصمة التونسية. وهو جذب في دورته التاسعة والعشرين الكثير من التونسيين منذ الثالث من نوفمبر.

فقد قضت انتحارية في العقد الثالث من عمرها، عندما فجّرت شحنة ناسفة كانت تحملها أمام دورية أمنية في شارع الحبيب بورقيبة، الشريان الرئيسي في قلب العاصمة التونسية، مما أدى الى سقوط 20 جريحا بينهم 15 شرطيا. ويقع المهرجان على بعد أمتار قليلة من مكان الاعتداء.

وشارك حضور كبير في الحفل الختامي للدورة التي شدد المنظمون على أنها «تحتفي بقيم التسامح والانفتاح وحب الحياة»، في حين انتشر عدد كبير من عناصر الشرطة في وسط المدينة لضمان الأمن.

ويتتبع فيلم «فتوى» من إخراج محمود بن محمود وإنتاج الشقيقين البلجيكيين جان-بيار ولوك داردين، رجلا يعود من فرنسا إلى تونس ليواري نجله الثرى، ليكتشف أن هذا الأخير كان ناشطا ضمن جماعة إسلامية متطرفة.

وقال بن محمود، بعد تسلمه الجائزة: «السينما ككل الإنتاجات الثقافية تلعب دورها لتفتح عيون الشباب وتقيهم من الانحرافات الإجرامية الدامية التي استهدفت بلادنا».

وفاز الممثل التونسي أحمد الحفيان الذي يقوم بدور الأب في الفيلم، بجائزة أفضل ممثل.

ومنحت جائزة التانيت الفضي للفيلم الروائي الطويل إلى «يوم الدين» للمصري النمسوي أبوبكر شوقي. وكان هذا الفيلم مرشحا للفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان 2018.

ويروي الفيلم قصة شاب مصاب بالجذام، يبحث عن جذوره في البلاد، إلى جانب يتيم نوبي يرافقه.

ونال الفيلم السوري «مسافرو الحرب» لجود سعيد جائزة التانيت البرونزي في الفئة نفسها.

أما التانيت الذهبي لأفضل وثائقي، فكان من نصيب الفيلم المصري «أمل» للمخرج محمد صيام، والممنوع عرضه في مصر. ويعطي هذا الفيلم للمرأة المصرية مكانتها في ثورة عام 2011 من خلال مراهقة ناشطة.

وقال صيام بعد تسلمه الجائزة: «الفيلم رحلة صعبة، ومع الأسف الشديد ولأسباب غير معروفة، تم منع عرضه في دول عربية... لكن السياسة شيء والفن شيء».

وأضاف: «لكن السلطات دائما تخاف من النقد. أقول بكل بساطة: يجب ألا نخاف من النقد. أهدي هذا التتويج إلى أمل وإلى مصر.

ويرصد الفيلم حياة فتاة مصرية «متمردة» في الرابعة عشرة من عمرها، باحثة عن هويتها في بلد يعيش مخاضا. وتشارك الفتاة بحماس في الاحتجاجات الكبرى خلال فترة الثورة، لا سيما في ميدان التحرير.

ونالت الكينية سامنتا موكاسيا جائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم «رفيقي» (كينيا).

وضمت المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 2018 المكرسة للمخرجين العرب والأفارقة 44 فيلما من بينها 11 فيلما وثائقيا و13 روائيا. وتخلل المهرجان عرض أكثر من 200 فيلم من العالم بأسره.

وشمل المهرجان أيضا عرض أفلام في 6 سجون تونسية بحضور نحو 500 سجين، وذلك بتنظيم مشترك بين إدارة المهرجان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب ووزارة العدل التي تشرف على السجون في تونس.

وقد افتتحت دورة هذه السنة بفيلم «بلا موطن» للمخرجة المغربية نرجس نجار.

الفيلم الروائي المصري «يوم الدين» اقتنص الجائزة الفضية
back to top