نجيبة البطي: المجاميع الفنية تصبّ في مصلحة التشكيل

• تدعو إلى احتواء المواهب المبرهنة منذ الصغر

نشر في 11-11-2018
آخر تحديث 11-11-2018 | 00:12
ترى الفنانة نجيبة البطي النعيمي أن احتواء المواهب المبرهنة من الأطفال والناشئة يجب أن يكون في المدرسة أو المعاهد الفنية لصقلها، وتأسيسها بالشكل السليم، مشددة على أن الرعاية يجب أن تبدأ في الصغر لتحديد مسار الموهبة والحؤول دون اكتسابها مفاهيم خاطئة.
وتشير البطي إلى ضرورة تخلص المجاميع التشكيلية من الصراعات والتركيز على الإنجاز العملي تحقيقاً للفائدة وللوصول إلى الهدف من تنظيم هذه التجمعات التشكيلية.
«الجريدة» التقت الفنانة التشكيلية نجيبة البطي، وفيما يلي التفاصيل:

توزعين نشاطك المهني بين الكويت ودول خليجية، لكن رغم هذا الحضور، فثمة فعاليات أخرى محلية لا تشهد مشاركتك، لماذا؟

كانت لي مشاركات عدة في المعارض التي تقيمها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، إضافة إلى المعارض السنوية التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كذلك مشاركة في معارض مشتركة وثنائية وخاصة. ولكن بسبب عزوف بعض الفنانين وعدم مشاركتهم ضمن هذه الأنشطة وأنا من ضمنهم اكتفيت بمزاولة الفن بمرسمي الخاص، ونفذت أعمالاً عدة وبورتريهات لبعض الشخصيات.

في فترة سابقة، نظمت معارض لبعض الفنانين الأجانب في الكويت، هل ثمة أفكار مشابهة تسعين إلى تحقيقها؟

فعلاً، كانت استضافتي للفنان النمساوي كريستوف، وهو من أصل ألماني، الأولى من نوعها، أي أن يستضيف فنان فناناً آخر، وهو يستحق الدعوة لإمكاناته وخبرته الطويلة في مجال الفن التجريدي والرسم المباشر. أشير إلى أنه تخرّج في المدرسة الأكاديمية بفيينا منذ السبعينيات، ويملك غاليري للفن منذ نحو 25 عاماً. أعتقد أن الفنانين الشباب بحاجة إلى الاطلاع على الأعمال التي يقدمها كريستوف للاستفادة من خبرته الفنية. والحمدلله، لقي المعرض صدى كبيراً لدى الجمهور، وتشرفنا بزيارة الشيخ د. ابراهيم الدعيج الصباح وبعض الشخصيات الأخرى. لدي فكرة فنية مشابهة وهي جديدة أيضاً في صدد تنفيذها في القريب العاجل.

غرق مركب العائلة

أحد الأعمال التي تعتز بها الفنانة نجيبة البطي لوحة «طبعة بن بطي»، وهي رسمت أعمالاً كان لها أثر كبير في نفسها، كما تقول، نسجتها من خيالها حول غرق مركب العائلة عام 1871، وكان من أكبر أحجام المراكب، البغلة ويُسمى «الغنجة» للسفر لمسافات بعيدة. غرق آنذاك جميع رجال البطي ولم يتبق من الأسرة سوى النساء والأطفال وكبار السن. وتقول نجيبة عن هذه الحادثة: «عانت الأسرة مآسي كثيرة لفترة من الزمن، ثم عادت وتكونت بفضل الله وكرمه. وكان اسم المركب «بطي بان» وأصبح البطي عالقاً بنا والصحيح هو البطي النعيمي لأن العائلة تنتسب إلى قبيلة النعيم».

كذلك تهوى نجيبة الآثار والمتاحف وتحرص على متابعتها. تذكر في هذا الشأن: «عندما زرت منطقة زبارة الأثرية حصلت على أثر من سور قصر ما زال قائماً على سطح الأرض منذ نشأته قبل نحو أكثر من 500 عام. مدينة الزبارة الأثرية التي يمتد تاريخها بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، سُجلت على قائمة التراث العالمي».

الفن والأدب

شاركت ضمن الفعاليات التشكيلية في الدورات السابقة لمعرض الكتاب، كيف ترين تأثير هذه الأنشطة المصاحبة لمعرض الكتاب؟

يدرك الجميع أن الفن والأدب يكملان بعضهما بعضاً وكل فنان أو أديب يعبر أما بالفرشاة أو بالقلم. وبالنسبة إلى الرواية التي شاركت فيها، كانت للدكتور طارق البكري بعنوان «كيفية الوقاية من المخدرات»، بدعم ورعاية «غراس» ونلت درعاً تذكارية، وهذا ليس أول تعاون معه. كانت لي كذلك مساهمات مع بعض الأدباء والشعراء بتصميم أغلفة إصدارات، وللعلم أن أعمالي ملك الجميع ومن يجد أنها تخدم موضوعاته يستطيع أن يستخدمها من دون الرجوع إليّ مع مراعاة الحق الأدبي بذكر اسمي.

كيف ترين المشهد التشكيلي المحلي؟

للأسف، أجهل المشهد التشكيلي المحلي راهناً ولا تربطني به أية صلة.

هل ظهور المجاميع التشكيلية يصبّ في مصلحة تطور الحركة التشكيلية؟

نعم، تصب المجاميع التشكيلية في مصلحة الفنان أولاً ثم الحركة التشكيلية، بشرط أن تقوم على التعاون والتنافس الشريف، فبذلك تخلق روح المحبة، لا سيما الأفكار المبدعة. ولكن إن خرج قطار هذه المجاميع عن سكة التنافس الشريف والبحث عن التميز فنياً، فحتماً ستكون النتيجة عكسية، لأن التنافس الفني سيغيب وستحلّ مكانه الصراعات بين الفنانين.

معرض خليفة القطان

شاركت في لجنة تحكيم معرض خليفة القطان الفني الحادي عشر للناشئة. حدثينا عن هذه التجربة وعن مستويات الأعمال المشاركة؟

حرصت أسرة الفنان الراحل خليفة القطان على إقامة معرض سنوي يُعنى بالأطفال والناشئة تخليداً لذكراه. في أول معرض، قدّمت لوحة بورتريه للفنان إهداء لأسرته، وفي المعرض الأخير كانت مشاركتي ضمن لجنة التحكيم، وبورتريه الفنان خليفة الذي زيّن غلاف الكتاب من تنفيذي. وكرمت بشهادة تقدير ودرع تذكارية. أما المسابقة فضمّت الأطفال والناشئة من عمر 4 إلى 14 عاماً، من جميع أطياف المجتمع، عرباً وأجانب، وكانت أعداد المشاركين ضخمة، واخترنا أفضل 100 لوحة. تميز المعرض بأن الكل فاز، لأن المنظمين ضد فكرة الفائز الأول والثاني والثالث، فقدمت الهدايا للجميع.

هل تحظى المواهب المبرهنة بالرعاية والتوجيه بعد ذلك خارج نطاق المسابقة؟

يقتصر دور المحكم في مسابقة الأطفال على اللوحة التي تنطبق عليها جميع معايير المسابقة كالفكرة والرؤية والمعاصرة، وسمات العمل ونظافته والإبداع الفني والإخراج اللافت. أما رعاية الطفل الموهوب واحتواء موهبته وصقلها فيجب أن يتلقاها من خلال المدرسة أو المعاهد الفنية، كذلك للأسرة دور كبير في توجيهه.

لمحة ذاتية

الفنانة نجيبة البطي النعيمي، عضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وفي الاتحاد الدولي للفنون التشكيلية بباريس، وفي نقابة الفنانين الكويتيين. حاصلة على دبلوم علوم الكمبيوتر الشاملة، ومنسقة في لجنة مكافحة المخدرات في المعرض الخيري الأول. التحقت بدورات تدريبية عدة بمعاهد ومراكز في الفن التشكيلي، وبدورات تدريب في فن الديكوباج والأشغال الفنية.

شاركت في معرض الفنون الجميلة الثالث عام 1989، وحازت جائزته، ولها مقتنيات لبعض الجهات الحكومية وبعض الأشخاص.

حصدت شهادة تقدير من معرض الشهيد عام 1999، وميدالية من معرض 25 فبراير الرابع عشر، ودرع العلاقات العامة من الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وشهادة تقدير عن مشاركة في معرض الأسير، ودرعاً من اتحاد الطلبة، فضلاً عن جائزة في معرض معهد الفنون الجميلة.

أعمالي ملك الجميع ومن يجد أنها تخدم موضوعاته فليستخدمها مع مراعاة ذكر اسمي
back to top