سلطنة عُمان وأميركا!

نشر في 10-11-2018
آخر تحديث 10-11-2018 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم المعروف أن المغرب أول من اعترف بأميركا كدولةٍ حصلت على استقلالها من بريطانيا، ولكن لم يكن يخطر لي ببال أن العلاقات بين سلطنة عُمان وأميركا ممتدة منذ ما قبل عام 1828، حين بدأت علاقة تجارية بين سعيد بن سلطان (حاكم عُمان) والولايات المتحدة الأميركية، حينما زار التاجر الأميركي إدموند روبرتس زنجبار عام 1828، فكوّن علاقة صداقة مع سلطان عُمان أهلته لاحقاً للاقتراح بفتح أبواب التبادل التجاري مع السلطنة، حيث بحث مع الرئيس الأميركي –أندرو جاكسون– هذا الموضوع، فطلب منه أن يتولى مهمة المفاوضات في مسقط لإبرام معاهدة بين أميركا والسلطنة العُمانية.

***

• منذ سنوات قليلة صدر عن مكتبة جامعة تكساس كُتيب يصف الرئيس جاكسون بالرحالة الإيطالي –ماركوبولو– فعنون جيمس لوكارت كتابه بـ"أندرو جاكسون– ماركوبولو" يشرح فيه تلك العلاقة التي تمت بين أميركا وسلطنة عُمان.

• يوم توجهت السفينة الأميركية بيكوبك حاملة المبعوث الأميركي إلى مسقط، تم التوقيع على اتفاقية تاريخية بين الطرفين، وأصبح بعدها التجار الأميركان يتوافدون على موانئ عُمان، ويدفعون فقط 5 في المئة رسوماً على البضائع التي يجلبونها إلى السلطنة، ويتمتعون بإعفائهم من دفع أي ضرائب أخرى على الصادرات والواردات، ورسوم الإرشاد الملاحي في موانئ السلطنة، وأعطيت صلاحية للقنصل الأميركي عام 1837 تماشياً مع العلاقات الودية بين عُمان والولايات المتحدة الأميركية،

أن يكون المسؤول عن فض النزاعات التي قد تنشأ بين رعايا دولته والعُمانيين، وكذلك مُنح نفس الامتياز للقنصل العماني الذي عُين في الولايات المتحدة الأميركية.

***

• في عام 1837 بعث السلطان سعيد بن سلطان من عُمان سفينة اسمها "سلطانة" إلى ميناء نيويورك، محملة بالكثير من البضائع التي اشتُهرت بها عُمان الكبرى في ذلك الزمن، وأبرز ما كانت تحمله "سلطانة" للأميركان بعض أكياس اللؤلؤ، ونماذج من الخيول العربية الأصيلة. وكانت هناك هدية أخرى عبارة عن جاريتين تم اختيارهما على قدر من الجمال، لكن القنصل الأميركي، بحكم التزام الأميركان بقوانين تحول دون قبول مثل هذه الهدايا، لم ينصح بإرسالهما على السفينة.

***

• ما الذي أوصلني إلى هذا الموضوع؟!... فلولا أن هناك إشارة وردت عن كتاب (أندرو جاكسون – ماركوبولو) لما كان من الممكن أن تتوافر لي هذه المعلومات، أو الاطلاع عليها في كتاب صدر عام 2016.

• ولكي أكون صريحاً إن الذي دفعني إلى الاهتمام بهذا الموضوع، الذي يبدو أنه يخفى على كثير من العرب، هو أن عُمان استقبلت رئيس وزراء الكيان الصهيوني، فأردت أن أُلم بخلفية عن مقدمات لهذه الزيارة، فعثرت على هذه المعلومات النادرة بالنسبة إلي، بل للكثير من العرب الذين كوّنوا علاقات منذ قرنين مع أميركا، بينما رئيسها ترامب يتعامل مع العرب بالأسلوب الذي كان يتحدث به لناخبيه أثناء معركة الرئاسة، ولكن بعد أن تولى رئاسة أميركا وحدث ما حدث.

أما آن للعرب أن يدركوا أن أول دولتين عربيتين اعترفتا بأميركا هما المغرب وعُمان!

لكن هل أميركا تعترف بالعرب؟!

back to top