الهربس يُسبب نصف حالات الزهايمر!

نشر في 09-11-2018
آخر تحديث 09-11-2018 | 00:00
No Image Caption
ربما يكون فيروس الهربس مسؤولاً عن نصف حالات الزهايمر على الأقل وفق مراجعة جديدة لنتائج ثلاث دراسات حديثة تُحلل الروابط القائمة بين المرضين.
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «الحدود في الشيخوخة العصبية» أن الأدوية المضادة للفيروسات قد تُخفّض خطر الإصابة بخرف الشيخوخة الذي ينجم غالباً عن مرض الزهايمر ضمن فئة الأشخاص المصابين بحالات حادة من الهربس.

فيروس الهربس البسيط 1 هو نوع من الهربس يؤدي إلى ظهور قروح باردة. إنه فيروس شائع ويلتقطه معظم الناس مع التقدم في السن، يبقى بشكل دائم داخل الجسم ولا يمكن التخلص منه نهائياً عن طريق الآليات الدفاعية الطبيعية في الجسم أو الأدوية.

يبقى الفيروس خامداً في معظم الأوقات. لكن حين يلتقط الشخص فيروس الهربس البسيط 1، ربما يلاحظ تجدد النوبات حين يمرض أو يشعر بضغط نفسي، ما يؤدي إلى ظهور تقرحات بارزة.

طرحت دراسات عدة خلال هذه السنة وحدها أدلة على وجود رابط بين الحالتين المذكورتين، تؤيد دراسة مبنية على اختبار أنسجة الدماغ بعد الوفاة وجود رابط ميكانيكي بين الزهايمر وفيروس الهربس البشري 6أ وفيروس الهربس البشري 7. كذلك اكتشفت أن استعمال أدوية مضادة للهربس يُقلّص مخاطر الخرف بدرجة هائلة.

راجعت المشرفة على الدراسة روث إيتزاكي من جامعة «مانشستر» في بريطانيا دراسات سابقة واكتشفت أن القروح الباردة التي يُسببها فيروس الهربس البسيط 1 تبقى أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يحملون جينة مُتغيّرة اسمها APOE-e4، علماً بأنها تزيد خطر الإصابة بالزهايمر.

تقول إيتزاكي: «قد يكون فيروس الهربس البسيط 1 مسؤولاً عن 50 % من حالات الزهايمر أو أكثر. وفق نظريتنا، يبقى تجدد نشاط الفيروس أكثر شيوعاً أو ضرراً في الخلايا الدماغية المصابة بعدوى فيروس الهربس البسيط 1 ضمن حامِلات جينة APOE-e4. نتيجةً لذلك، تتراكم المضار وتبلغ ذروتها عند نشوء الزهايمر».

راجعت إيتزاكي ثلاث دراسات جديدة تتمحور حول العلاقة القائمة بين الزهايمر والهربس أو جدري الماء، وقد حللت تلك الدراسات بيانات سكانية من تايوان حيث يتسجّل معظم المواطنين في «قاعدة بيانات أبحاث التأمين الصحي الوطني».

قاعدة البيانات هذه كانت شاملة في طريقة جمعها البيانات الصحية العائدة إلى سكان تايوان، لذا تُعتبر مورداً مهماً للباحثين المهتمين بتحليل الروابط بين أية عدوى ميكروبية والأمراض.

تعتبر إيتزاكي أن هذه الدراسات تطرح أدلة «صادمة» مفادها أن الأشخاص الذين يلتقطون فيروسات الهربس يكونون أكثر عرضة بكثير للخرف المرتبط بالشيخوخة مقارنة بغيرهم. كذلك، تكشف نتائج تلك الدراسات أن استعمال أدوية مضادة للفيروسات قد يؤدي إلى تراجع جذري في مخاطر الخرف.

النتائج تبرر استعمال أدوية الهربس

يجب أن يجري الباحثون دراسات إضافية للتأكد من مسؤولية فيروس الهربس البسيط 1 عن نشوء الزهايمر. حتى الآن، تثبت هذه الدراسات بكل بساطة وجود رابط بين الحالتين.

مع ذلك، تظن إيتزاكي أن البيانات المتاحة حتى اليوم تؤيد استعمال الأدوية المضادة للفيروسات لمنع نشوء الزهايمر. توضح في هذا المجال: «لما كان أكثر من 150 منشوراً يؤيد بشدة دور فيروس الهربس البسيط 1 في نشوء الزهايمر، فتُبرر هذه النتائج المسجلة في تايوان استعمال مضادات فيروس الهربس الآمنة والتي يتحملها الجسم لمعالجة الزهايمر. كذلك تدعو إلى تطوير لقاح خاص بفيروس الهربس البسيط 1 ويمكن أن يصبح أحد أكثر العلاجات فاعلية».

أخيراً، تقول إيتزاكي إنها تنوي الآن تحليل معدلات الخرف لدى المصابين بدرجة خفيفة من فيروس الهربس البسيط 1 أو الهربس التناسلي لأن نتائج الدراسات المبنية على بيانات تايوان تكتفي بتحليل الرابط القائم بين الخرف وبين الحالات الحادة من فيروس الهربس البسيط 1 وعدوى جدري الماء.

back to top