الانتظام في أوقات النوم... لمَ يفيد قلبك والأيض لديك؟

نشر في 08-11-2018
آخر تحديث 08-11-2018 | 00:00
No Image Caption
يتناول بحث جديد نُشر أخيراً في مجلة «التقارير العلمية» أهمية أوقات النوم المنتظمة في تحسين صحة القلب وعملية الأيض ويسلط الضوء عليها.
مخاطر الصحة القلبية الوعائية المرتبطة بالحرمان من النوم كثيرة، وتشمل زيادة الوزن، ومقاومة الإنسولين، والداء السكري من النمط الثاني، وارتفاع ضغط الدم، ومرض القلب.

في المقابل، يشكل الخلود إلى النوم والاستيقاظ في الأوقات ذاتها كل يوم خطوتين مهمتين للصحة.

تفيد دراسة أُجريت السنة الماضية أن «اختلاف التوقيت الاجتماعي»، أي الاختلاف في أوقات النوم والاستيقاظ بين أيام وسط الأسبوع ونهايات الأسابيع، يزيد أيضاً خطر مرض القلب.

كذلك تشير دراسات سابقة إلى أن مَن يطيلون النوم في نهايات الأسابيع قد يكونون أكثر عرضة للسمنة والداء السكري، مقارنة بغيرهم.

أُضيف بحث جديد أعده المركز الطبي في جامعة ديوك في دورهام إلى هذه الأدلة المتراكمة التي تُظهر أن أوقات النوم المنتظمة تشكّل عاملاً رئيساً في صحة القلب ووظائف الأيض الجيدة.

قادت الدراسة الجديدة الدكتورة جسيكا لانسفورد-أفري، بروفسورة مساعدة متخصصة في علم النفس والعلوم السلوكية في المركز الطبي في جامعة ديوك.

أنماط النوم

تفحصت لانسفورد-أفري وفريقها أنماط نوم نحو ألفَي بالغ تتراوح أعمارهم بين 54 و93 سنة ولا تاريخ لهم مع اضطرابات النوم.

حمل كل المتطوعين أجهزة لتتبع النوم ترصد أقل تغيير في أنماط أوقات النوم. استعمل البالغون هذه الأجهزة طوال سبعة أيام واحتفظوا أيضاً بيوميات عن نومهم.

درس الباحثون الرابط بين أنماط أوقات النوم وبين مؤشرات الخطر القلبي-الأيضي. واحتسبوا توقعاتهم للسنوات العشر المقبلة لخطر الإصابة بمرض القلب، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن مؤشرات الداء السكري، مثل ارتفاع معدل السكر في الدم والهيموغلوبين A1.

تبين أن المتطوعين الذين لا يتبعون أوقات نوم منتظمة واجهوا عموماً مؤشر كتلة جسم أكبر، ومعدلات أعلى من السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، ومعدلات أكبر من الهيموغلوبين A1C. كذلك كانوا أكثر عرضة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية في العقد التالي، مقارنةً بمن اتبعوا أنماط نوم منتظمة.

علاوة على ذلك، كان المتطوعون الذين ناموا واستيقظوا في أوقات مختلفة أكثر عرضة لخطر الكآبة والإجهاد، مقارنةً بنظرائهم الأكثر انضباطاً.

يستخلص معدو تقرير الدراسة: «قد يشكّل عدم انتظام النوم هدفاً لاكتشاف الأمراض القلبية-الأيضية والتدخل مبكراً». لكنهم يشيرون أيضاً إلى أن دراستهم تقوم على المراقبة ولا تثبت بالتالي قيام علاقة سببية.

توضح لانسفورد-أفري: «لا يمكننا أن نستنتج من دراستنا أن عدم انتظام أوقات النوم يؤدي إلى مخاطر صحية أو أن الحالات الصحية تؤثر في النوم. ربما تؤثر هذه المسائل كلها بعضها في بعض».

تتابع: «ربما ثمة أمر في السمنة يُحدث خللاً في انتظام النوم. أو ربما يتدخل النوم، كما يقترح بعض الأبحاث، في عملية الأيض في الجسم، ما يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذه بالتأكيد حلقة مفرغة».

تضيف الباحثة: «نأمل مع المزيد من الأبحاث بأن نفهم ما يحدث بيولوجياً. وربما نستطيع عندئذٍ أن نحدد ما يأتي أولاً أو أيهما الدجاجة وأيهما البيضة».

في مطلق الأحوال، تساعد الاكتشافات الجديدة في تحديد مَن هم عرضة للإصابة بحالات قلبية-أيضية خطيرة.

تختم لانسفورد-أفري: «يُعتبر مرض القلب والداء السكري من الحالات الشائعة في الولايات المتحدة والمكلفة جداً، فضلاً عن أنهما من أبرز أسباب الوفاة في هذا البلد. وإذا نجحنا في توقع مَن هم عرضة لهما، فقد ننجح في تفادي الإصابة بهما أو تأخيرها».

مَن يطيلون النوم في نهايات الأسابيع أكثر عرضة للسمنة وداء السكري مقارنة بغيرهم
back to top