زيوت البذور أفضل من زيت الزيتون لتخفيض الكولسترول

نشر في 08-11-2018
آخر تحديث 08-11-2018 | 00:00
No Image Caption
كشف تحليل لبيانات مأخوذة من عشرات الدراسات أن استبدال الدهون المشبعة في الحمية الغذائية بدهون غير مشبعة يُخفّض مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة. ومن بين تلك الدهون غير المشبعة، تعطي زيوت البذور، مثل دوار الشمس، أقوى مفعول.
أيهما أفضل إذاً من الناحية الصحية؟ زيت الزيتون أم زيت البذور؟
تولى الدكتور لوكاس شوينغشاكل من «المعهد الألماني للتغذية البشرية» في «بوتسدام – ريبروك» قيادة دراسة جديدة تهدف في المقام الأول إلى إجراء تحليل يسمح بتقييم أثر زيوت متعددة ودهون صلبة في شحوم الدم ضمن نموذج واحد.

قارن كثيرون بين أثر استبدال بالأغذية الغنية بالدهون المشبعة، مثل الزبدة، أغذية غنية بدهون غير مشبعة مثل زيت الزيتون النباتي ودوار الشمس. لكن كانت الأدلة المتاحة كفيلة بتصعيب اكتشاف أنواع الزيوت النباتية التي تعطي أكبر المنافع.

لتسهيل هذه العملية، استعمل شوينغشاكل وفريقه تقنية إحصائية اسمها «التحليل التجميعي لشبكة المعلومات»، وهي بدأت تزداد شيوعاً في الأبحاث الصحية باعتبارها طريقة فاعلة لجمع الأدلة استناداً إلى كميات هائلة من البيانات عبر استعمال «مقارنات مباشرة وغير مباشرة».

تحليل تجميعي للمعلومات

استعمل الباحثون تقنية التحليل التجميعي لشبكة المعلومات بهدف إيجاد أجوبة لا يمكن اكتشافها إلا ضمن «الدراسات العملاقة» التي تقارن أثر تدخلات مختلفة في نتيجة واحدة.

يوضح شوينغشاكل: «تكمن أهمية هذه التقنية في إمكانية مقارنة نسبة كبيرة من التدخلات المختلفة بشكل متزامن».

في النهاية، يقول شوينغشاكل إن تلك الطريقة أسهمت في تحديد أفضل الزيوت التي تسمح بتحقيق نتيجة محددة.

تسمح التقنية مثلاً بمقارنة الزبدة مع زيت دوار الشمس واستخلاص الاستنتاج النهائي بطريقة غير مباشرة، وذلك عبر تحليل نتائج تجربتَين: اختبرت التجربة الأولى الزبدة مقارنةً بزيت الزيتون مباشرةً، فيما اختبرت التجربة الثانية دوار الشمس مقارنةً بزيت الزيتون مباشرةً.

نُشرت النتائج حديثاً في «مجلة أبحاث الدهون».

عامل خطر قابل للتغيير

وفق منظمة الصحة العالمية، تُعتبر أمراض القلب والجلطات الدماغية أبرز سبب للوفاة عالمياً ولم تتغير هذه النتيجة منذ 15 سنة. في عام 2016، توفي 15.2 مليون شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. يوضح الباحثون في خلفية دراستهم أن عسر شحميات الدم، أي تسجيل مستويات غير طبيعية من الدهون (مثل الكولسترول) في الدم، يُعتبر جزءاً من عوامل الخطر البارزة لكنه قابل للتغيير.

من المعروف أن استبدال أحماض دهنية أحادية عدم الإشباع أو متعددة عدم الإشباع بالأحماض الدهنية المشبعة يُخفّض مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة، أي الكولسترول السيئ الذي يُعتبر أحد عوامل الخطر البارزة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لإجراء التحليل التجميعي، راجع الباحثون قواعد بيانات تعود إلى عام 1980 بحثاً عن دراسات قارنت بين آثار أنواع مختلفة من الدهون الغذائية في شحوم الدم.

وجد الباحثون 55 دراسة تتماشى مع معاييرهم وتستحق إدراجها ضمن دراستهم. قيّمت تلك الدراسات أثر استهلاك الكمية نفسها من السعرات الحرارية المشتقة من نوعين أو أكثر من الدهون الصلبة أو الزيوت في مستويات دهون متنوعة في الدم خلال فترة ثلاثة أسابيع على الأقل.

ثم قارنوا أثر 12 نوعاً من الزيوت والدهون الصلبة: القرطم، ودوار الشمس، وبذور اللفت، وبذور الكتان، والزيتون، وبذور القنب، والذرة، وجوز الهند، والنخيل، والصويا، والزبدة، ودهون لحم البقر.

زيوت البذور هي الأفضل

ذكر شوينغشاكل أن زيوت القرطم ودوار الشمس وبذور اللفت وبذور الكتان أعطت «أفضل أداء». في المقابل، كانت الدهون الصلبة، مثل الزبدة، أحد أسوأ الخيارات بالنسبة إلى الكولسترول السيئ.

اعترف شوينغشاكل وزملاؤه بأن مقاربتهم تبقى محدودة ولا بد من تذكّر هذه الضوابط عند تفسير النتائج، إذ ركزوا مثلاً على مستويات الدهون ولم يحللوا عواقب الأمراض.

تابع شوينغشاكل كلامه محذراً: «لا يمكن اعتبار هذه النتيجة جازمة من الناحية العيادية. يُعتبر الكولسترول السيئ أحد عوامل الخطر المُسببة لمرض القلب التاجي، لكنه ليس مرادفاً له».

كذلك، يشعر الباحثون بأن طريقتهم لم تكن صلبة بما يكفي لاختيار «الرابح» من لائحة زيوت البذور.

زاد الوضع تعقيداً أيضاً لأن الزيوت التي أعطت أكبر المنافع على مستويات الكولسترول السيئ لم تُعطِ الأثر نفسه بالضرورة في أنواع أخرى من الدهون مثل الكولسترول الجيد والشحوم الثلاثية.

لكن نظراً إلى استحالة إجراء تجربة يُطلَب فيها إلى المشاركين أن يستهلكوا نوعاً واحداً من الدهون الغذائية على مر سنوات عدة، فإن هذه المقاربات تبقى ثاني أفضل خيار في هذا المجال.

لن يُسَرّ بعض الناس في البلدان المتوسطية بهذه النتيجة على الأرجح لأنهم يفضّلون أن يتصدّر زيت الزيتون لائحة أفضل الزيوت، لكنّ الحقيقة مختلفة!

الدهون الصلبة كالزبدة أحد أسوأ الخيارات بالنسبة إلى الكولسترول السيئ
back to top