خاص

مهند يوسف: «المارينا» المنبر الإعلامي الذي انطلقت منه وعودتي منطقية

أكد أن «الديوانية» يضم فريق عمل متميزاً سيحاول صُنع الفارق بأفكار جديدة

نشر في 07-11-2018
آخر تحديث 07-11-2018 | 00:02
«ما الحب إلا للحبيب الأول»... بهذه الكلمات الدافئة عبر الإعلامي مهند يوسف الشهير بـ«مايك مبلتع» عن مشاعره حيال عودته مجدداً إلى أثير إذاعة «المارينا إف.إم» ليقدم بمعية زملائه برنامج «الديوانية»، وهو أحد أقدم البرنامج التي أطلقتها هذه الإذاعة. مهند تحدث إلى «الجريدة» في حوار صريح لم يخل من جرأة التعبير عن رأيه في موضوعات عدة، مسلطاً الضوء على تجربته التلفزيونية من خلال برنامج «تاكتيكال لاب» مؤكداً أنه لا يحب الخوض في مجال السياسة، واصفاً إقدامه على تقديم هذه النوعية من البرامج بالخسارة. محاور ومحطات مختلفة توقفنا عندها في حوارنا مع مهند وإليكم التفاصيل:

• حدثنا عن عودتك لإذاعة المارينا وتحديداً برنامج «الديوانية»، الكواليس، واتخاذ القرار؟

«المارينا» هي المنبر الذي انطلقت منه، لذلك لم يكن لدي شك ولو للحظة بالعودة إليها رغم المنابر الإعلامية التي فتحت أبوابها لي، وكما قال الشاعر أبو تمام «نقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِن الهَوى .... مالحُبُّ إلاّ للحَبيبِ الأوَّلِ/ كَمْ مَنزِلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفَتى ... وحَنينُهُ أبداً لأوَّلِ مَنزِلِ»، لذلك كنت أنتظر تلك اللحظة، والحقيقة أن بوادر العودة بدأت قبل فترة أثناء الاتفاق على تقديم برنامج عن بطولة «خليجي 23» وبرنامج» بلنتي» عن كأس العالم الأخيرة ، وكانت هناك مفاوضات جادة من الإدارة السابقة لكنني أرجأت حسم أمر العودة إلى ما بعد الانتهاء من مواكبة المناسبتين، ثم وجدت بعدها أن هذا الوقت هو الأنسب لأعود إلى بيتي الأول «مارينا إف إم»، لاسيما بعد أن تسلمت الإدارة الجديدة زمام الأمور إذ وجدت تفهماً كاملاً لمتطلبات العمل، وكانت هناك ديناميكية وسرعة استجابة من مدير الإذاعة طلال ملك ومساعد المدير علي نجم بتلبية رغباتي فيما يخص اختيار فريق العمل وآلية برنامج الديوانية وتم الاتفاق، وانتهز الفرصة لأتوجه بالشكر للإدارة السابقة والحالية للمارينا على حسن تعاملها وثقتها المطلقة، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن بتقديم عمل إعلامي مميز يلبي تطلعاتي وتطلعات الإذاعة والمتابعين.

• ماذا تعني لك إذاعة «المارينا» وتحديداً برنامج «الديوانية»؟

هي العائلة، بمفهومها الشامل، الانتماء والولاء والمحبة والترابط، والأهم الالتقاء على هدف واحد وهو الحماية بإطارها المؤسسي، فالجميع يعملون من أجل هذا الهدف بتناغم وانسجام، تتماهى فيه الجهود لنصل إلى صورة مكتملة الأركان تعكس جمال وأناقة هذه العائلة، التي أتشرف أن أكون جزءاً منها، أما الديوانية فهي من بنات أفكار هذه الأسرة، التي تحظى باهتمام كبير، لاسيما أن البرنامج من بواكير الأعمال، التي ميزت «المارينا» وتركت أثراً في نفوس المستمعين، ولاشك أن معي فريق عمل متميز سنحاول أن نكوّن إضافة جديدة بأسلوبنا وبأفكارنا للحفاظ على مكانة وسمعة هذا البرنامج.

إرهاصات العودة

• هل شهدت العودة اتفاقاً على شكل محدد أو ثيمة جديدة لـ»الديوانية»؟

في الحقيقة، إرهاصات العودة للمارينا بدأت بالتشكل عبر اجتماعات عديدة مع مسؤولي الإذاعة أولها التوافق على خلق بيئة عمل مناسبة ومثالية لتلبية متطلبات البرنامج في هذا الوقت الذي تستقطب فيه الإذاعة نسبة عالية من المتابعين، وثانياً تحديد الشرائح المستهدفة لبث برنامج الديوانية، وثالثاً الاتفاق على المتطلبات التسويقية، وفريق العمل، إذ حرصت على وجود المعد صالح الدويخ وعلى أهمية استقطاب بعض المواهب على مستوى التعليق الصوتي وضمان وجود فريق العمل المكون من الاخوان علي خاجة والفنان خالد بن حسين والفنان عبدالعزيز النصار الذي أعتقد أنه طاقة كامنة لم يكتشف على مستوى الإعلام الاذاعي، كما أن موهبته المسرحية ستلقي بظلالها لتكون انطلاقته الإذاعية متوافقة مع حضوره الطاغي على المسرح أو في الدراما، وأيضاً هناك فهد الرحماني الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي صاحب الوجود المستمر في المشاريع الخيرية والإنسانية، هذه الكوكبة من المواهب نتمنى أن تحقق التكامل الإعلامي المنشود.

• من الإذاعة لـ «تاكتيكال لاب» لنتطرق إلى هذه التجربة وماذا تعني لك؟

لا يخفى عليك أنني قدمت برامج رياضية عديدة بالإذاعة وبالتلفاز وهي أعمال أعتز بها، لكن «تاكتيكال لاب» أمر مختلف، ليس فقط لأنه قدم صورة جديدة للبرامج الرياضية وخرج عن التقليدية فيها، بل لأنه جاء استثناء لأسلوب العمل التحليلي ولمضمونه، بحيث تشعر أن ما يطرح من أفكار عبر المحللين المتميزين محمد المشعان وعلي العليوة يتخطى المألوف في أسلوب ومضمون التحليل الكروي المدعم بالمعلومة العميقة وبالشرح العملي الدقيق على الشاشة، ولذلك أنا أعتبره نقلة نوعية في البرامج التحليلية بالكويت.

تصنيف البرامج

• لديك بصمة في البرامج الحوارية الفنية والرياضية والاجتماعية إلى أيّها تميل؟

لا أميل إلى تصنيف البرامج، وأعتبر الأمر متعلقاً بالإجادة والفهم وحسن التحضير، سواء كان اللقاء فنياً أو رياضياً أو اجتماعياً، فالمذيع يجب أن يكون متمكناً مما يقدمه حتى يظهر بالصورة المناسبة، فإن كان هناك تفاوت لدى المذيع في الأدوات بالتأكيد ستكون هناك مفاضلة بين طبيعة كل عمل، بالنسبة لي هي سيان، لأني لم أقدم أياً منها إلا وأنا متأكد من أنني أملك الأدوات اللازمة للتقديم وهي الإلمام والبحث والتقصي اللازم في كل شأن إضافة إلى وجود إعداد متين لها.

• هل من الممكن أن نراك محاوراً سياسياً؟

شخصياً لا أحب الخوض في المجال السياسي، لأنه يخضع لتصنيفات وتقسيمات لا تتوافق مع طرحي الإعلامي، بالتالي سيكون دخولي إلى هذا المجال بمنزلة الخسارة، على الرغم من أنني متابع ومطلع لما يدور في السياسة لديّ آرائي الخاصة التي احتفظ بها لنفسي، لذلك أجد ذاتي أكثر في مجالي الرياضة والمنوعات.

• ما المحطة الأبرز في مشوارك المهني؟

بالنسبة لي هناك محطات عديدة بارزة يمكن أن أتحدث عنها، لكن برنامج «القايلة» هي التجربة التي أعتز بها كثيراً ولأسباب عديدة أهمها أنه نتاج جهد مشترك بين نموذجين إعلاميين أحدهما حكومي والآخر خاص.

متكاملان

• في هذا الإطار، ما بين الإعلام الحكومي والخاص لأيهما تميل؟

أميل إلى الفوارق التي تحددها معايير الديناميكية في العمل، فالجهازان متكاملان بعضاً لكن يجب أن نفرق بين العقليات، التي تدير العمل في الجهازين لأنها هي التي تصنع الفوارق، فالجهاز الحكومي يجب أن يخرج من عباءة البيروقراطية والتخلي عن فكرة أن العمل في الوزارة هو تأدية واجب، وطالما أنه لا يوجد حسيب أو رقيب فبالتأكيد لن يكون قطاعاً جاذباً، وسيكون الإعلام الخاص أفضل وسط الديناميكية والتخصص والهدف الربحي، الذي يحتم اختيار الأفضل، لكن شخصياً لديّ تجربة مع القطاع الحكومي عبر برنامج «القايلة» الإذاعي استطعنا من خلالها أن نقيم شراكة فعالة وناجحة مفادها بأن تطور العمل الحكومي الإعلامي مرهون بوجود كفاءات ورغبة بالتطوير خصوصاً بوجود مسؤول حكومي واعٍ ومتفهم لعقلية القطاع الخاص يعطي الموضوع بعداً آخر، لاسيما مع إدراك حقيقة أن القطاعين يمكن أن يكونا مكملين لبعضهما بعضاً، ولا يخفى على أحد أن الاعلام الخاص يعاني نواقص كما يعاني الإعلام الحكومي أيضاً، لذلك كان برنامج «القايلة» بمثابة دمج القطاعين بقطاع واحد ليخرج هذا النموذج المتميز الذي أعتز به ولا أمانع في تكراره.

• هل تنافس مواقع التواصل الإعلام التقليدي حالياً وهل لديها القدرة على سحب البساط؟

- لاشك أن مواقع التواصل الاجتماعي خلقت فضاءات أوسع للمشاركة الإعلامية، فأصبح هناك نجوم في مواقع التواصل يزاحمون نجوم الإعلام وربما يفوقونهم جماهيرية، لكن علينا أن نفرق ما بين النجومية والموهبة، فالنجومية تكتسب بعوامل عدة لا علاقة لها بالكفاءة والاحترافية في العمل ولا تحتاج لأن تكون موهوباً لتصبح مشهوراً وهناك شواهد عديدة في كل المجالات تؤكد ذلك، لكن الموهبة لا تكتسب أبداً بل موجودة بالفطرة تنمو وتزدهر إذا توفرت لها أرضية خصبة لتكون كفاءة مهنية عالية، وفي النهاية تبقى مواقع التواصل الاجتماعي خطراً يهدد الإعلام من خلال سرعة انتشار الخبر، لكن من المهم أن ننظر للأمر من زاوية أخرى وهي كيفية خلق تعاون بنّاء بين القطاعين لإيجاد منظومة إعلامية متكاملة، فأنت تحتاج كمذيع إلى وسائل التواصل الاجتماعي لترويج منتجك، ووسائل التواصل تحتاج منتجك لتدعيم موقعها مع متابعيها، لهذا فإن التعاون بين الإعلام التقليدي وإعلام وسائل التواصل الاجتماعي سيكون الجسر الذي يمكن نصل فيها إلى التكامل.

• ما طموح مهند يوسف في مجال الإعلام؟

- الهدف الذي يسعى إليه كل إعلامي وهو الأثر والتأثير الذي يمكن تركه على الساحة، فمتى ما كنت صاحب رأي متداول في المجتمع بما يحفظ احترامك وتاريخك، فذلك هو النجاح والطموح والسقف الذي يجب أن يلامسه كل إعلامي في هذا المجال.

تميز الأسلوب وتنوع الأفكار

حول طبيعة المنافسة بين «الديوانية» والبرامج الأخرى ذات الصبغة نفسها، قال مهند: «من جمال العمل الاعلامي أنك تدرك أن هناك ملاءة إعلامية تتسع لكل الأفكار والجهود، والأجمل والذي يشكل تحديا خاصا هو الإدراك التام لوجود برامج تنافسية تعمل من خلال ذات القيم والمضامين».

وأضاف أن «هذا الجمال يجب أن ننظر إليه باحترافية، لنستخلص منه المعاني التي تجعل من التشابه فرصة للتميز من خلال الاشتغال على الأسلوب وآلية العرض وتنوع الافكار، وهذا أمر إن لم تستطع كإعلامي النظر إليه، والعمل من خلاله بذكاء، فإنك ستجد نفسك إما باهتا لا يراك احد او انك خارج الملاءة تماما».

برنامج «تاكتيكال لاب» نقلة نوعية في البرامج التحليلية في الكويت

لا أميل إلى تصنيف البرامج والأمر متعلق بالإجادة وبالفهم وحسن التحضير
back to top