السيسي يؤكد حرية العبادة ويطالب بتصحيح الخطاب الديني

• الأمن يصفي 19 من مرتكبي «هجوم المنيا»
• «درع العرب» تتمرن على تطهير قرى حدودية

نشر في 05-11-2018
آخر تحديث 05-11-2018 | 00:04
عنصر أمني مصري في محيط كنيسة الأمير تادرس في المنيا أمس الأول 	(رويترز)
عنصر أمني مصري في محيط كنيسة الأمير تادرس في المنيا أمس الأول (رويترز)
خطا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خطوة غير مسبوقة بالإعلان عن حياد الدولة تجاه الأديان جميعاً بتأكيده أن حكومته ملتزمة ببناء الكنائس مثل التزامها تجاه المساجد، وأن حق المواطن أن يعبد كما يشاء أو لا يعبد. وفي غضون ذلك أعلنت وزارة الداخلية أنها تمكنت من تصفية 19 إرهابياً من المشاركين في الهجوم على زائري دير مسيحي في المنيا بالصعيد قبل يومين.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على احترام مصر لحرية العبادة، وقال في جلسة أمس بمنتدى شباب العالم: «تجربتنا ان التآخي والعيش المشترك والتعامل بشكل متساوٍ مع كل المجتمع أحد عناصر بناء السلام الاجتماعي الحقيقي، والحادثة اللي حصلت أول امبارح وهي الاعتداء على أشقائنا ومواطنينا المصريين، إحنا في مصر مش بنميز بالدين أو بنقول ده مسلم وده مسيحي، لكن إحنا بنقول دلوقتي هو مصري، ولما يسقط المصري أياً ما كان هو مين بيؤلمنا وبيؤلم كل المصرين». مشدداً على أن رؤية قيادات الدولة هي أنها «تتعامل مع مواطنيها بدون تمييز، لا تمييز بين رجل وامرأة ولا تمييز بين دين ودين، والكل سواء».

وأضاف السيسي: «عندنا هنا قوانين قعدت 150 سنة بتنظم البناء الموحد ولم تخرج للنور... وكان من ضمنها بناء الكنائس فى مصر .. والقانون ده إحنا خرجناه حتى نحدث استقرار في هذا الأمر، وننهيه، وقبل كده مكنش فيه أبداً دولة بتفكر... أنا بتكلم عن مصر، مكنش فيه دولة بتفكر إنها تبنى دور عبادة لمواطنين غير المساجد، دلوقتي لأ... الدولة معنية بإنها تبني في كل مجتمع جديد الكنائس لمواطنيها لأنهم لهم الحق في العبادة كما يعبد الجميع، ولو إحنا عندنا في مصر هنا ديانات أخرى نحن كنا سنبنى لهم دور عبادة لهم، ولو عندنا يهود هانبني لهم، لأنه حق المواطن إنه يعبد كما يشاء أو لا يعبد، لأن ده موضوع إحنا مندخلش فيه».

وجدد الرئيس المصري مطالبته بتصحيح الخطاب الديني معتبراً أن وجود مفاهيم ومصطلحات مرّ عليها أكثر من ألف سنة تؤكد ضرورة التجديد. «مش ممكن يكون مفردات وآليات وأفكار تم التعامل بها من 1000 سنة وكانت صالحة فى عصرها ونقول إنها تبقى صالحة في عصرنا.. لا يمكن هذا، إحنا مش بنتكلم فى تغيير دين، ولكن ده أمر مهم جداً إزاي انت تقنع أصحاب العقول والرأي والمعنيين بهذا الأمر إنه فيه عنده مشكلة حقيقية في خطابه وفهمه للدين اللي بيتعامل بيه في هذا العصر، إحنا بنتكلم فى إيجاد مفردات لخطاب ديني تتناسب مع عصرنا، وبعد 50 سنة هنبقى محتاجين كمان إننا نطورها بتطور المجتمعات».

وأشار السيسي، خلال جلسة «دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام»، إلى أن رؤية الرئيس الراحل أنور السادات في السلام كانت مبنية عن تجربة الصراع وآثاره، حيث اختار السادات هذا التوجه في بناء السلام، حتى أصبح السلام جزءاً من قناعات المصريين الآن، الذين أصبحوا ثلث سكان المنطقة العربية».

درع العرب

في غضون ذلك، أعلن الجيش المصري، صباح أمس، انطلاق مناورات «درع العرب - 1»، التي تشارك فيها أيضا قوات من الكويت والسعودية والإمارات والبحرين والأردن.

وقال المتحدث باسم الجيش المصري، إن فعاليات التدريب المشترك «درع العرب - 1» ستستمر حتى 16 نوفمبر الجاري بقاعدة محمد نجيب العسكرية. كما ستقام المناورات في «ميادين التدريب القتالي بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية ومناطق التدريبات الجوية والبحرية المشتركة بالبحر المتوسط». وأوضح المتحدث أنه «اكتمل خلال الأيام الماضية وصول كافة القوات والمعدات للدول المشاركة» من «السعودية والإمارات والبحرين والأردن والكويت عبر القواعد الجوية والمنافذ البحرية».

وأشار إلى أنه تم عقد «مؤتمر تنسيق بين قادة قوات الدول المشاركة لنقل وتبادل الخبرات التدريبية، وألقى مساعد رئيس هيئة التدريب للقوات المسلحة كلمة أكدت على أن تدريب «درع العرب 1 يعد واحداً من أرقى التدريبات التي ستتم على مستوى الوطن العربي، وذلك لاستخدام كل حديث وجديد من الأسلحة والمعدات ذات التكنولوجيا المتطورة التي تؤدي إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة للقوات المشاركة».

وأشار مساعد رئيس هيئة التدريب إلى أن «درع العرب 1 يعد أول تدريب عربي مشترك خالص يجري على أرض مصر.

ويهدف التدريب إلى تطوير العمل المشترك بين القوات المشاركة، بالإضافة إلى التخطيط وإدارة أعمال قتال القوات بين مختلف الأسلحة البحرية والجوية والبرية وقوات الدفاع الجوي، وتبادل الخبرات المكتسبة في مجال أعمال القتال. وتابع: يشتمل التمرين على عدد من العمليات في مجال مكافحة الإرهاب وتطهير القرى الحدودية وتأمينها وطرق مكافحة العبوات الناسفة والتدريب على الإنزال البحري والمظلي وتأمين السواحل البحرية وعدد من العمليات والفرضيات القتالية الجوية».

سقوط إرهابيي المنيا

إلى ذلك، تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف تمركز للعناصر الإرهابية الخطيرة المتورطة في تنفيذ عمليات عدائية، وكان آخرها الهجوم على المواطنين أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل فى المنيا. وأكد بيان لوزارة الداخلية ظهر أمس، أنه تم عقب وقوع الحادث تشكيل مجموعات عمل ميدانية وفنية بمشاركة قطاعات الوزارة المعنية، ووضع خطة بحث اعتمدت على جمع المعلومات وتتبع خط سير هروب الجناة والاستعانة في ذلك بوسائل التقنية الحديثة، وتمشيط أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه فيها، خصوصاً الواقعة بالمناطق النائية والتي يتخذها هؤلاء العناصر ملاذاً للاختفاء والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية.

وكشفت معلومات قطاع الأمن الوطني عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية الهاربة من الملاحقات الأمنية، وهم من عناصر الخلية المنفذة للحادث المشار إليه بإحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا، واتخاذها مأوى لهم بعيداً عن الرصد الأمني.

وتمت مداهمة المنطقة المشار إليها، وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة قامت العناصر الإرهابية بإطلاق النيران تجاه القوات؛ مما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وعقب انتهاء المواجهة القتالية تبين أنها أسفرت عن مقتل 19 من العناصر الإرهابية (جار تحديدهم)، كما عثر بحوزتهم على عدد من الأسلحة المختلفة ووسائل إعاشة، وبعض الأوراق التنظيمية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

back to top