رياح وأوتاد: خطاب الأمير والخروج من حالة الفوضى

نشر في 05-11-2018
آخر تحديث 05-11-2018 | 00:10
 أحمد يعقوب باقر قد أكون أسعد الناس بسماع خطاب صاحب السمو في افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة، لأن الخطاب اشتمل على دعوة لإصلاح اختلالات معينة جاهدت شخصيا في شرحها وبيان أهميتها في الندوات والمقالات ووسائل الاتصال المختلفة منذ سنوات، مثل خطورة القوانين الشعبوية، وأهمية الالتزام بأحكام الدستور والمحكمة الدستورية تجنباً للفوضى، بالإضافة إلى الضرر الهائل الذي يسببه المسيئون والحسابات الوهمية في وسائل الاتصال للمجتمع والبلاد بأسرها.

فجاء الخطاب مشيراً وبصراحة ووضوح الى هذه الاختلالات، ولنتأمل بعض عبارات هذا الخطاب:

- "ما زلنا نشهد ممارسات سلبية ومشاريع عبثية تسعى لتكسب انتخابي على حساب مصلحة الكويت تارة بطرح مشاريع براقة ترويجاً لمكاسب شخصية وبطولات وهمية".

- "ما قيمة أحكام الدستور والقوانين وقرارات المحكمة الدستورية إذا تم تجاوزها".

- وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالكتابات الوهمية المغرضة، وأصبحت أداة للفتن والابتزاز والهدم والاسترزاق المدمر، وأدعو إلى الإسراع لإصدار تشريع لضمان انضباط استخدامها".

- "هناك جملة من التحديات الكبيرة محلياً منها، تعزيز الاستقرار، وحماية الوحدة الوطنية، وإصلاح الاقتصاد الوطني".

في السابق كان كل من يدعو إلى هذه الإصلاحات التي دعا إليها الأمير اليوم يقابل بالهجوم من السفهاء أو الإعراض والتجاهل.

وجاءت دعوة صاحب السمو الآن بعد أن بلغ الوضع في المجلس بشقيه أقرب إلى الفوضى والمكاسب الشخصية منه إلى الإصلاح والعمل للمستقبل، فلم يقر في دوري الانعقاد الماضيين أي تشريع يساهم في الإصلاح الاقتصادي، أو يرتب إيراداً جديداً للميزانية، أو يوقف الهدر، أو يوضع حد للفساد والإجرام والإسفاف في وسائل التواصل، أو توفر فرص جديدة لتوظيف الأعداد الهائلة من الشباب المقبلين على سوق العمل، وكان الطرح النيابي أقرب إلى الجعجعة دون إنتاج الطحين، وإلى الصفقات المكشوفة التي يتحدث عنها الشعب الذي كان ينتظر الإنجازات، وأيضاً إلى الشعبوية الكاذبة بدلاً من العمل الإصلاحي الحقيقي المطلوب.

ويبقى السؤال مطروحاً وهو: هل سيُخرج خطاب الأمير السلطتين من حالة الفوضى وضياع البوصلة التشريعية بعد أن عجزنا وعجز الآخرون؟ وهل سيتوجه الأعضاء إلى العمل الفعلي لصياغة مستقبل أفضل؟

back to top