همسات على ورق: مجلسنا من مجلسكم

نشر في 03-11-2018
آخر تحديث 03-11-2018 | 00:10
 حمدة فزاع العنزي تتسارع الأيام وتتسابق الترشيحات والإعلانات والطعون بمملكة البحرين الشقيقة، للفوز بكراسي المجلسين النيابي والبلدي المقبلين، حيث ظهرت مشاركات نسائية ورجالية عديدة في هذا البلد الصغير بعد مقاطعة كبيرة استمرت سنوات، حيث نرى أن غالبية من ترشح وفاز في السنوات الأخيرة كانوا من الطبقات التعليمية المتوسطة وغيرها... بعكس ما نراه في صراع هذه الأيام من المرشحين والمرشحات، إذ نجد سوادهم الأعظم يحمل شهادات عليا وفكراً واضحاً ونيراً لخدمة مستقبلية ورؤية شبه واضحة.

لكننا نجد التصارع يشتد خصوصاً بين الفئات النسوية التي أظهرت شراستها منذ الساعات الأولى للترشح، معتقدة أنها ستكتسح الساحة النيابية بإسقاط المرشح الرجل، لكنها تكسحت مجتمعيا، وربما ستتكسح نيابيا، فهذا ليس من الأخلاق المجتمعية في المملكة ولا من الأخلاق الإنسانية الواجبة للنائب أو المرشح... حيث تضج المحاكم بالطعون، فهذه تريد إسقاط هذا، وهذا يريد إسقاط ذاك... وكلٌّ يسعى لمصالحه الشخصية لا نحو المصلحة الوطنية، لأننا رأينا ولمسنا وعشنا تحقيق هذه المصالح في التجربة البرلمانية الكويتية التي كشفت وجوها عديدة بمجرد صعودها على كرسي البرلمان والشعور بدفء الأموال، فتغيرت مبادئها ورسالاتها التي كانت تصدح بها في ساحات الوغى الانتخابية، حيث يسقط المبدأ صريعا وتسبى المبادئ، وتستباح المحرمات من شعارات الترشيح... الوطن أولاً، لتصبح المدخرات والمصروفات أولاً، والمكاسب تحسب آلياً لكثرت مواردها.

تتشابه الأيام رغم اختلاف الشعوب، وتتشابه الدروس رغم اختلاف المدارس، وليت الإخوة بالمملكة يتدارسون النواقص والنواقض البرلمانية التي وقع فيها الشعب الكويتي ليتفادوا الوقوع في نفس النتائج، فما يبنى على جرف يهدم من أول موج... فالبحرين تحتاج الآن، لاسيما في ظل تسارع الظروف والمتغيرات الخليجية والعربية، إلى من يستوعب التوتر الحكومي والشعبي هناك، فيجب أن تكون هناك منطقة محايدة تجذب الأطراف إليها ليذوب جبل التشنجات التي تعج بها الساحة، وهذه الساحة هي المنطقة البرلمانية التي تمثل الشعب برأيه ومتطلباته، والحكومة بقوانينها وسننها، ليتم التوافق بينهما، ولا يكون ذلك إلا من خلال برلمان متوافق الأطراف والأهداف لا متشنج المصالح والغايات... وذلك بدخول المرشحين الذين يمثلون الشعب رأياً وفكراً من تنوع فكري وتعليمي وعلمي، حتى تتم طرح الخطط والرؤى التي تخدم الوطن والشعب، وترفع منه، لا أن تضع منه خليجياً وعربياً ودولياً.

back to top