الرعيل الأول واقتراح برغبة

نشر في 30-10-2018
آخر تحديث 30-10-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي بعد أن حططت الرحال في هذا البلد الطيب بعد جولة أخذت مني جُل العمر متنقلا في كل أنحاء العالم عايشت فيها الحياة الدبلوماسية التي عشقتها، ومن خلالها كسبت أصدقاء من مختلف المناصب والمشارب، وفي البلاد سعدت بالقيام بزيارات بعض الديوانيات، هذا النظام الذي لا يوجد له مثيل في أي من بلاد الدنيا، ويمكن أن نطلق عليه بكل شفافية أنه برلمان مصغر، فغدت هذه الديوانية برلماناً يتم فيه تداول كل الأحداث التي تدور في البلاد، بل يتجاوز إلى الأحداث التي تدور حولنا أو في العالم، يتحدث الجميع بكل حرية وشفافية دون خوف أو وجل من زوار الفجر أو الظهر.

كم هي ممتعة تلك الأوقات التي أقضيها مع نخبة من رجالات الرعيل الأول الذين ساعدوا في نهضة الكويت الحالية، فكم هو صادق حديثهم الذي يخرج من القلب، يعبرون فيه عن ماض رائع بكل ما فيه، كم هو رائع حبهم وتعلقهم بهذا الوطن وحديثهم عن بدايات الشباب، وعملهم بكل الحرف بلا استثناء ابتداء من "قص الصخر" من ساحل البحر ونقله للاستخدام في البناء، ثم رحلات الغوص وما فيها من أخطار، مرورا برحلات السفر ومواجهة البحر وأهواله، وصولاً إلى العمل في شركات النفط في بداياتها، كم هم سعداء في خدمة هذا البلد الطيب.

ولعل أروع ما لاحظته ما يتميزون به من قناعة، فدائما على لسانهم عبارة "الحمد الله.. خير ونعمة الله يديمها علينا، والحكومة ما قصرت عطتنا بيت حكومة واصرفت لنا تموين شهري عيش وزيت وبيض وغيرها وصرف دواء للسكر والضغط لزوم الجنسية، وراتب تقاعد يزيد ما ينقص، ولو أنه مثل– حبة القند- إذا حطيتها باستكانة شاي فما يكاد البنك يرسل رسالته المحببة حتى تطل عليك الأقساط من كل صوب، والحمد الله احنا بخير ونعمة والله يديم على الكويت الغالية الأمن والأمان". يا لها من كلمات لا يمكن أن تصدر إلا من قلب ووجدان يعشق هذه الأرض الطيبة... نعم "احنا نتحلطم بس ترى هذه عادتنا".

والآن نطرح هذا الاقتراح: ألا يستحق من ساعدوا في بناء الوطن بسواعدهم في بدايات النهضة التكريم؟ ولماذا لا تقوم الحكومة وبدعم من أعضاء مجلس الأمة الكرام بصرف "راتب سنوي مجزٍ" غير راتب التقاعد لفئة الرعيل الأول، وذلك لمساعدتهم في مواجهة تكاليف الحياة التي تلتهم رواتبهم الشهرية؟ والقطاع الخاص مدعو أيضا للمشاركة في هذا التكريم، وذلك مثلا بإصدار "بطاقات" للرعيل الأول يحصل حاملها على خصومات خاصة، علما أن هذا النظام معمول به في العديد من دول العالم.

أنا على يقين بأن هذا الاقتراح برغبة سيحظى بالدعم القوي والمطلق من أعضاء مجلس الأمة الذين يكنون كل الود والمحبة لأهل الكويت، وبشكل خاص لهذه الفئة الغالية من الرعيل الأول، كما سيحظى بدعم مطلق من القيادة السياسية العليا التي تحرص على الكويت وأهلها، وخصوصاً الرعيل الأول.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

واقتراح برغبة أيضاً

في ظل ما تشهده المنطقة من أوضاع غير مستقرة ضاعت بها الاتجاهات وسيطر الصراع بين الحلفاء، في ظل أوضاع دولية يحركها المزاج اليومي بحيث تصعب قراءة الأحداث ليس على مدى الأيام، بل على مستوى اللحظات القادمة، في ظل هذه الأوضاع القاسية نطرح هذا الاقتراح برغبة بعقد "اتفاقية أمنية" مع بريطانيا العظمى لمدة- 90 عاماً- تقوم بريطانيا بموجبها ببناء قاعدة بحرية عسكرية في إحدى جزر الكويت كجزيرة "أم المرادم" أو إحدى الجزر المحيطة بها على أن يبدأ تنفيذ ذلك قبل نهاية العام الحالي، وأنا على يقين بأنه لو طرح هذا الاقتراح في استفتاء عام في الدولة لحصل على الأغلبية المطلقة إن لم يكن بالإجماع، فلاشك أن ذلك سيبعث الراحة والاطمئنان في النفوس، فالتاريخ يعيد نفسه.

back to top