القلق يتفاقم في أسواق النفط مع اقتراب العقوبات على إيران

نشر في 24-10-2018
آخر تحديث 24-10-2018 | 00:00
No Image Caption
خيمت أجواء القلق والترقب على أسواق النفط العالمية مع اقتراب دخول العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل وحدوث الكثير من المفاجآت التي باتت قدراً محتوماً على هذه الصناعة، وتجلت في الآونة الأخيرة في الخلاف المتفاقم وتبادل الاتهامات والتهديدات بين الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة.

وأسهم التراجع في إنتاج النفط الصخري الأميركي في زيادة مشاعر القلق والخشية من نضوب البدائل المساعدة على مواجهة النقص في الإمداد وخصوصاً لأسباب جيوسياسية.

في غضون ذلك، قال محللون، إن بكين في خطوة احتياطية عمدت إلى شراء كمية من النفط الكندي الثقيل بلغت 1.58 مليون برميل، وإنها سوف تستمر في هذه العملية وسط توقعات بزيادة في مواسم البناء قبل حلول فصل الشتاء في الصين.

وبحسب مؤشر "ستاندرد & بورز بلاتس" في الأسبوع الماضي فإن شركات صينية اشترت 3 شحنات من النفط الكندي الثقيل لتحميلها من فانكوفر في الشهر المقبل، وأن شحنات أخرى سوف تتبعها.

وللإشارة فإن المصدرين الرئيسيين الآخرين للنفط الثقيل بالنسبة إلى الصين هما أستراليا وفنزويلا. وفيما وضع كاراكاس واضح ولم يتغير، فإن إنتاج الخام الثقيل في أستراليا شهد تراجعاً نتيجة نضوب طبيعي، بحسب "ستاندرد & بورز بلاتس"، وفي حقيقة الأمر فإن شركة "وودسايد" التي تنشط في هذا الحقل تخطط للتوقف عن ضخ النفط بحلول نهاية العام الحالي.

وفي الوقت الراهن هناك أحد العوامل الموسمية المتمثل في التشييد والبناء، في حين تستخدم المصافي الصينية الكثير من الخام الثقيل الذي يتم استيراده من أجل إنتاج الأسفلت الذي يستخدم في شق الطرق ضمن خطط بكين الواسعة لتشييد البنية التحتية في البلاد. لكن حتى بعد انتهاء هذا الموسم فسوف يستمر أصحاب المصافي الصينية في الاستفادة من هذا النفط الكندي الرخيص.

ولا توجد مؤشرات على أن وضع خطوط الأنابيب في كندا سوف يتغير في المستقبل القريب. ولا أن نمو الإنتاج في ذلك البلد سوف يشهد تباطؤاً، إضافة إلى أن المنتجين الكنديين هم، إلى حد كبير، في الوضع ذاته الذي يواجهه نظراؤهم في الولايات المتحدة باستثناء الفارق في السعر – وهم في حاجة إلى ضخ المزيد من النفط نتيجة اضطرارهم إلى تسديد ديونهم والحفاظ على دوران عجلة العمل.

ويرى محللون أن دخول الصين إلى سوق النفط الكندي الثقيل يمثل الجانب المشرق من أجل حل مشاكل كندا النفطية في المستقبل القريب على الأقل.

من جهة أخرى، تشير توقعات صناعة النفط إلى أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة قد يقفز إلى 14 مليون برميل في اليوم بحلول سنة 2020، بحسب تقديرات وزير الداخلية الأميركي الذي تحدث أيضاً عن وجود عقبات تتمثل في البنية التحتية.

في غضون ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في تقريرها لشهر أكتوبر الجاري، عن وضع الطاقة في الأجل القصير، إن متوسط إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في شهر سبتمبر بلغ 11.1 مليون برميل يومياً، أي بارتفاع طفيف عن مستويات شهر أغسطس.

وتتوقع إدارة الطاقة أن يصل متوسط إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة إلى 10.7 ملايين برميل يومياً خلال هذه السنة مرتفعاً عن 9.4 ملايين برميل عام 2017 وأشارت أيضاً إلى أن متوسط إنتاج النفط في الولايات المتحدة سوف يرتفع إلى 11.8 مليون برميل يومياً في العام المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن إنتاج النفط الأميركي سوف يستمر مدفوعاً بإنتاج الزيت الصخري، وخصوصاً، من حوض بيرميان ومن المتوقع أن ترفع مناطق الزيت الصخري الرئيسية السبع إنتاجها في شهر نوفمبر المقبل بحوالي 98 ألف برميل يومياً عن مستويات شهر أكتوبر ليصل إلى 7.714 ملايين برميل في اليوم، وسوف يضيف حوض بيرميان وحده ما يصل إلى نحو 53 ألف برميل من النفط الشهر المقبل، مقارنة مع الشهر الجاري – بحسب توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

على أي حال، فقد أعلنت عدة شركات نيتها تنفيذ مزيد من مشاريع خطوط أنابيب النفط بهدف نقل الخام من حوض بيرميان إلى ساحل الخليج، لكن الكثير من تلك الأنابيب لن يبدأ العمل قبل 2019 و 2020 مما يخلق اختناقات في تدفق النفط الجاهز للتصدير من ساحل الخليج في الولايات المتحدة.

back to top