الأمطار تغرق المنطقة الجنوبية... وتحرج «الأشغال»

مشاكل الصيانة تكشفت في أول اختبار... وتخوفات من تكرار سيناريو «نفق المنقف»

نشر في 23-10-2018
آخر تحديث 23-10-2018 | 00:05
مع أول الغيث، وأمطار لم تتجاوز كمياتها 14.5 ملم خلال مدة لم تتخط الساعة، غرقت المنطقة الجنوبية من البلاد صباح أمس في "شبر ماء".

وتسببت الامطار في غرق عدد من البيوت السكنية والشوارع الرئيسية والفرعية في انحاء مختلفة من المنطقة الجنوبية، الامر الذي أدى إلى تعطل حركة المرور وشلل داخل بعض المناطق مما وضع وزارة الاشغال في موقف محرج، خصوصا بعدما أكدت غير مرة على لسان مسؤوليها انها مستعدة لموسم الامطار، ولكن مع اول أختبار ظهرت مشاكل الصيانة وسط تحذيرات وتخوفات من تكرار سيناريو أزمة نفق "المنقف" لاسيما أن خبراء الارصاد يتوقعون عودة الامطار خلال أيام.

اقرأ أيضا

«الداخلية» دعت قائديالمركبات إلى الحذر

دعت وزارة الداخلية قائدي المركبات إلى توخي الحيطة والحذر نظراً إلى تقلبات حالة الطقس التي تشهدها البلاد.

وطالبت "الداخلية" في بيان صحافي أمس، قائدي المركبات بعدم التوقف المفاجئ على الطرقات لتجنب تعريض حياتهم وحياة مستخدميها إلى الخطر، مع ضرورة ترك مسافة أمان بين المركبات. وأهابت بالمواطنين والمقيمين عدم التردد في الاتصال على هاتف الطوارئ رقم "112" لأي مساعدات إنسانية ومرورية وأمنية، داعية مرتادي البحر إلى توخي الحيطة كذلك.

وتفاعلاً مع تداعيات الغرق، أمس، تفقد وزير البلدية وزير الأشغال العامة حسام الرومي، برفقة النائبين د. محمد الحويلة وماجد المطيري وبحضور الوكيل المساعد لقطاع الهندسة الصحية م. عبدالمحسن العنزي والوكيل المساعد لقطاع هندسة الصيانة م. محمد بن نخي بعض مواقع تجمعات المياه في منطقتي الرقة والظهر للوقوف على أسباب المشاكل التي أدت إلى عدم تصريف مياه الأمطار في مجاريرها.

وعن هذه الجولة قال العنزي إنها شملت أكثر من موقع في الرقة والظهر، مبينا أنه بعد المعاينة الأولية لفرق الطوارئ اتضح ان فتحات مناهيل تصريف المياه وجاليات الأمطار تعرضت لانسداد بسبب جرف المياه معها أوراق شجر وأتربة وأكياساً بلاستيكية وغيرها من مخلفات أدت إلى سد هذه الجاليات.

المتساقطات 14 ملم... وانفراج اليوم

توقّع مراقب التنبؤات الجوية في إدارة الأرصاد الجوية، عبدالعزيز القراوي، أن تستمر حالة عدم الاستقرار في الطقس، بسبب امتداد منخفض السودان الموسمي.

وقال القراوي، في تصريح لـ «كونا»، إن البلاد تشهد حالة من التكاثر في السحب المنخفضة والمتوسطة التي تتخلها سحب ركامية يصاحبها هطول للأمطار المتفرقة قد تكون رعدية أحيانا. وأوضح أن كميات الأمطار التي شهدتها مناطق البلاد صباح أمس، بلغت في مطار الكويت الدولي نحو 14.3 ملم، والوفرة 14.8 ملم، والعبدلي 9.5 ملم، والسالمي 9.8 ملم والصابرية 10 ملم. وأضاف أنه مع الساعات الأولى من صباح اليوم ستقل كميات السحب وفرص الأمطار تدريجيا.

تصريف المياه

وأضاف العنزي أن فرق الطوارئ التابعة لـ "الأشغال" قامت بتنظيف هذه الترسبات، ما أدى إلى انسياب تصريف الأمطار إلى مجاريرها، لافتا إلى ان تجمعات المياه تلاشت تماما بعد فتح الانسدادات.

وأوضح أن الوزير الرومي أعطى تعليمات لقطاع هندسة الصيانة بتبليط المناطق المكشوفة وتكليف فرق الطوارئ بالتواجد بصفة مستمرة في المناطق التي ظهرت فيها تجمعات للتأكد من سلامة التصريف بشكل كامل حتى لا تتسبب تجمعات المياه في إعاقة حركة المرور.

وأشار العنزي إلى ان الرومي أمر بسرعة انجاز أعمال الصيانة في منطقتي الرقة وهدية واعطائهما صفة الأولوية حتى لا تتكرر مشاكل تجمعات المياه، مؤكدا سلامة جميع محطات الضخ ومحطات التنقية التابعة لقطاع الهندسة الصحية "حيث تعمل بشكل ممتاز ولا يوجد فيها مشاكل".

وبيّن أنه بعد الجولة تم عقد اجتماع برئاسة وكيلة الوزارة المهندسة عواطف الغنيم لمناقشة مشكلة تجمعات المياه التي حدثت مع هطول الأمطار، حرصا على ايجاد حلول أفضل، وتطوير الشبكة إذا كان هناك بعض الأماكن بها اشكالية في التصميم، وتفادي وجود أي تجمعات للمياه مستقبلية في هاتين المنطقتين.

إلغاء طابور الصباح في بعض المدارس

ألغت بعض المدارس طابور الصباح، نتيجة تجمُّع مياه الأمطار في الساحات الداخلية بها.

وقالت مصادر تربوية لـ«الجريدة»، إن قياديي الوزارة استنفروا أمس، تحسبا لأي طارئ قد يحدث نتيجة الأمطار التي هطلت صباحا، موضحة أن وكيل التعليم العام بالإنابة فهد الغيص كان على تواصل دائم مع مديري المناطق التعليمية بشأن مدى سلامة المدارس، مبينة أنه طلب منهم تقديم تقارير مفصَّلة عن أوضاع المدارس، وعمَّا إذا تسببت الأمطار في مشاكل من عدمه.

وأشارت المصادر إلى أن أوضاع معظم المدارس كانت جيدة، فيما عدا عدد قليل جدا، حيث تجمعت بعض المياه في الساحات الداخلية، ما دفع الوزارة إلى إعطاء تعليمات بإلغاء الطابور، والاكتفاء بإدخال الطلبة إلى فصولهم بشكل مباشر.

منطقة الرقة

وذكر العنزي أن منطقة الرقة كانت أكثر المناطق التي وجدت فيها تجمعات للمياه، مبيناً أن "الرقة بها بعض المحطات التي يوجد عليها ضغط، غير أننا لا نستطيع تحويل مياه الأمطار على تلك المحطات، إلى أن يتم تنفيذ محطة أم الهيمان".

وأوضح أن الوزارة تلقت صباح أمس قرابة 85 بلاغا لتجمع المياه، أغلبها في المنطقة الجنوبية وتم التعامل مع تلك البلاغات، إلى أنه تم تصريف تلك المياه خلال ساعة ونصف الساعة على الأكثر.

وأكد ان "الاشغال" تقوم سنويا قبل موسم الأمطار بتنظيف الجاليات في جميع المحافظات ابتداء من منتصف أغسطس، و"خلال موسم الأمطار لدينا فرق طوارئ في كل محافظة تتعامل مع تلك التجمعات وتصريفها، وبعد هطول الأمطار تتم مناقشة أسباب المشكلة لإيجاد الحلول لكي لا تتكرر تلك التجمعات".

وأشار إلى أنه تم تطوير شبكة الصرف الصحي في الرقة وهناك مراحل في طور العمل خاصة بصيانة الأرصفة، إلى غير ذلك من أعمال.

وقال العنزي إن الاجتماع ناقش امكانية إعادة تصميم بعض الخطوط في الشبكة التي تحتاج إعادة تصميم، موضحا أن شبكة المنطقة الجنوبية مرتبطة تصميميا بمحطة أم الهيمان التي سيتم تنفيذها في المنطقة، وخلال موسم الأمطار تزيد معدلات مياه الصرف الصحي بما يقارب 25 في المئة، نتيجة المخالفات التي تتم على شبكة الصرف الصحي، مما يسبب عبئا على الشبكات.

المناهيل تعرضت لانسداد بسبب جرف أوراق الشجر والمخلفات العنزي
back to top