ترامب يعتبر الانتخابات النصفية أولى حملات «رئاسية 2020»

موسكو تلوّح بـ «سباق نووي» إذا انسحبت واشنطن من «معاهدة الأسلحة المتوسطة»

نشر في 23-10-2018
آخر تحديث 23-10-2018 | 00:04
 قافلة المهاجرين من هندوراس في سيوداد هيدالغو جنوب المكسيك أمس الأول   (رويترز)
قافلة المهاجرين من هندوراس في سيوداد هيدالغو جنوب المكسيك أمس الأول (رويترز)
بدا واضحاً أن حملة انتخابات منتصف الولاية، التي يشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في زخم غير مسبوق، هي في الواقع حملة لإعادة اختياره في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
انخرط الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حملة انتخابات منتصف الولاية بكل قوته، ملقيا الخطب الحماسية ومهاجما خصومه بقوة وساخرا منهم أمام جموع حاشدة، كل ذلك وعينه على الانتخابات الرئاسية لسنة 2020.

ومن خلال مشاركته أحيانا في أربعة تجمعات انتخابية بالأسبوع تحت شعار «لنُعِد إلى أميركا عظمتها»، عمل رجل الأعمال على إلهاب حماس قاعدته، أملا في مساعدة الجمهوريين على الاحتفاظ بالغالبية في مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات 6 نوفمبر.

وخلال تجمع في إلكو بولاية نيفادا السبت، واصل ترامب التهجم على خصومه بقوله: «الديمقراطيون يريدون زيادة ضرائبكم بشكل كبير، وإغراق بلدنا في الاشتراكية. يريدون أن يغرقوا البلد في كابوس الشلل والفوضى».

لقد أطلقت هذه التجمعات، التي صدحت خلالها الأنغام والكلمات التي رافقت حملة ترامب قبل فوزه في 2016 بالفعل حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويقول ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس، إن انتخابات منتصف الولاية هي «أول حملة لإعادة انتخاب ترامب».

ووفرت له جولاته في مختلف أنحاء البلاد فرصة نسج شبكة من المتطوعين وجمع المال لحملة 2020، التي ضمن لها حتى الآن تمويلا بقيمة 106 ملايين دولار، متقدما بأشواط على أي منافس محتمل.

وعندما سئل في أكتوبر إن كان سيترشح لولاية ثانية أكد ترامب ذلك «مئة في المئة». ولا شك أن رسالته المتمحورة حول فرص العمل والمشاعر الوطنية تلقى صدى كبيراً.

وأفاد روبرت إريكسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، بأنه ليس من السهل على الديمقراطيين مواجهة مثل هذا الخطاب.

أما ترامب فيواصل الخطاب الذي ضمن له النصر الصادم، وإسباغ الألقاب الساخرة على خصومه، حتى وإن كانت مهينة في أكثر الأحيان، فهو لم يتردد سابقاً في وصف بيرني ساندرز، المرشح السابق للانتخابات الديمقراطية، بأنه «بيرني المجنون».

أما السيناتورة إليزابيث وارن، التي يتوقع أن ترشح نفسها لخوض السباق الديمقراطي لانتخابات 2020، فأطلق عليها لقب «بوكاهونتاس»، عندما قالت إن لديها جذورا هندية - أميركية بعيدة.

وحصل نائب الرئيس السابق جو بيدن، الذي يتصدر استطلاعات الرأي في الجانب الديمقراطي لانتخابات 2020، على جرعة مضاعفة من السخرية من ترامب الذي وصفه بـ«المجنون».

مع ذلك، لا يزال من المستحيل التنبؤ بما سيحدث خلال عامين وفق روبرت إريكسون، فمثلما حدث مع باراك أوباما ودونالد ترامب، لا يزال بالإمكان بروز شخصيات جديدة تغير المشهد تماماً، ويضيف «في مثل هذا الوقت قبل 4 سنوات، لم يكن ترامب يُعد حتى مرشحاً جدياً».

أفيناتي

في المقابل، أعلن مايكل أفيناتي، محامي نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، أنه سيصبح المرشح الديمقراطي التالي للرئاسة ضد ترامب.

وأعرب أفيناتي، البالغ 47 عاما، عن شكوكه في أن أي مرشح ديمقراطي كبير حالي، غيره، يمكن أن ينجح في هزيمة ترامب في الانتخابات في غضون عامين.

وتباهى بأن مهاراته الفريدة مصدر قوة لهزيمة ترامب، و«تهديد» للجمهوريين، حاضاً الحزب الديمقراطي على خوض «حملة وحشية» ضد ترامب عام 2020.

وأصر على أنه لن يترشح للبيت الأبيض سوى أمام ترامب أو نائبه بنس، وليس أمام أي مرشحين آخرين، كما أعلن أيضا أنه يفكر في منصب «نائب الرئيس» حال عدم ترشحه للرئاسة.

معاهدة الأسلحة

على صعيد آخر، وبعد يومين من إعلان ترامب الصادم عزمه الانسحاب من معاهدة أساسية حول الأسلحة النووية، التقى مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، أمس، في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي كان ينتظر بإلحاح توضيحات منه في هذا الشأن.

وهذه الزيارة مقررة منذ وقت طويل، وأعلنت قبل أن يعلن ترامب قراره بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الاسلحة النووية المتوسطة المدى التي وقعت مع روسيا إبان الحرب الباردة، وتكتسب أهميتها من كونها أول زيارة يقوم بها مسؤول أميركي رفيع المستوى لموسكو منذ اشهر.

لكن إعلان ترامب السبت أضفى عليها مزيدا من الأهمية، علماً أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها.

واستهل بولتون زيارته لموسكو بلقاء نيكولاي باتروشيف، رئيس المجلس الروسي للامن القومي، وسيلتقي بولتون، أحد «صقور» الادارة الاميركية، كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن هذا اللقاء لم يتم أمس، حسبما افاد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي رفض الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة الى روسيا والمتعلقة بانتهاكها للمعاهدة.

وأشار بيسكوف إلى أنه ينتظر «توضيحات للموقف الرسمي» الاميركي، مضيفا: «إذا كان جون بولتون مستعدا لتقديمها، حينها سنقيّم الوضع». وتابع: «قدمنا ادلة تفيد بأن الولايات المتحدة هي من قوضت أسس هذا الاتفاق عبر تطوير صواريخ لا يمكن استخدامها فقط كأداة اعتراض بل أيضا كصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى».

وأعلن أن الانسحاب الأميركي من المعاهدة «سيجعل روسيا تتخذ تدابير مضادة لضمان أمنها، وفي حال قيام الولايات المتحدة بتطوير أسلحة نووية متوسطة المدى فسيتعين على روسيا أن تحذو حذوها لاستعادة التوازن».

وفي اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «على أهمية معاهدة الاسلحة النووية المتوسطة المدى التي وقعت خلال الحرب الباردة، وخصوصا بالنسبة الى الأمن الأوروبي واستقرارنا الاستراتيجي». من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة وروسيا الى «مواصلة الحوار بهدف المحافظة» على المعاهدة.

كذلك، دعت الصين الولايات المتحدة إلى «التروي» في موضوع انسحابها، معتبرة أن «الانسحاب من جانب واحد ستكون له آثار سلبية متعددة».)

back to top