ارتفاع احتمالات نجاة ترامب من «مد أزرق» في «النصفية»

• واشنطن ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة
• موسكو: محاولة ابتزاز تعرِّض العالم للخطر

نشر في 22-10-2018
آخر تحديث 22-10-2018 | 00:04
No Image Caption
بعد العديد من التظاهرات والتصريحات المستاءة منذ فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب المفاجئ، سيكون أمام الأميركيين الغاضبين من سياسات الملياردير، بعد أسبوعين، فرصة للإدلاء بأصواتهم في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية، رغم أن احتمال فوز الديمقراطيين بالغالبية في مجلس الشيوخ يبدو أقل ترجيحاً.
تُظهر استطلاعات الرأي قبل أسبوعين من انتخابات منتصف الولاية الرئاسية الأميركية، أن المد الديمقراطي لم يعد، على ما يبدو، بالزخم نفسه الذي عرفه قبل بضعة أشهر، وأن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قد ينجو من الهزيمة.

ويهيمن الجمهوريون على المؤسسات السياسية في واشنطن منذ 2016، بدءاً من البيت الأبيض إلى مجلسي النواب بغالبية مريحة، والشيوخ بغالبية ضئيلة (51 مقعداً، مقابل 49 للديمقراطيين).

لكن هذه الصورة قد تتغير في 6 نوفمبر عندما يتعين على الناخبين تجديد مقاعد مجلس النواب الـ 435 و35 من أصل مئة مقعد في مجلس الشيوخ، عدا العديد من الانتخابات المحلية التي تشهدها الولايات.

وبعد الكثير من التظاهرات والتصريحات المستاءة منذ فوز ترامب المفاجئ، ستكون هذه أول فرصة للناخبين الأميركيين الغاضبين من سياسات الملياردير ليدلوا بأصواتهم، لكن أيضا لجميع أولئك الراضين عنه وعن حُسن سير الاقتصاد وتوفير الوظائف للجميع تقريباً.

وقال ديفيد لوبلين، الأستاذ بالجامعة الأميركية في واشنطن: "يبدو احتمال فوز الديمقراطيين بالغالبية في مجلس الشيوخ أقل ترجيحا".

غير أن احتفاظ الجمهوريين بالسيطرة على هذا المجلس يعني أن أي إجراء لمحاولة عزل ترامب سيكون محكوما بالفشل، عدا في حال حدوث فضيحة مدوية. كما سيواصل المجلس المصادقة على تعيينات ترامب، لاسيما في المحكمة العليا، التي تفصل في كبرى المسائل الاجتماعية.

وقال كايل كونديك، الخبير في السياسة الأميركية بجامعة فرجينيا، إن "الديمقراطيين لديهم فرص عدة لاستعادة مجلس النواب، لكن فرصهم أقل في مجلس الشيوخ".

وأضاف: "بدا منذ انطلاقة الحملة أن النتائج ستكون مختلفة بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وهذا ما يعقد فكرة المد الأزرق"، الذي جرى الحديث عنه، في إشارة إلى اعتماد الديمقراطيين اللون الأزرق.

وفي حال تمكنهم من السيطرة على مجلس النواب، سيكون في وسع الديمقراطيين بدء تحقيقات برلمانية ضد إدارة ترامب، ومنع إقرار تشريعات، وحتى عرقلة التصويت على الميزانية، وإحداث حالة من الشلل في واشنطن.

ومع الارتفاع الكبير في عدد المرشحين الديمقراطيين، بما في ذلك العدد القياسي من النساء، وتوقع ارتفاع المشاركة إلى أعلى مستوى، وتمويل بملايين الدولارات، حمل هذا الزخم على الاعتقاد، على مدى أشهر، بأن الطريق مفتوح أمام المعارضة لاستعادة مجلس النواب على الأقل.

ووصل الأمر خلال الصيف بالديمقراطيين إلى أن يحلموا بأن مرشحهم بيتو أورورك، الذي يتمتع بجاذبية شعبية، يمكن أن يحصل على مقعد السيناتور تيد كروز في تكساس المضمونة عادة للجمهوريين.

لكن الزخم تباطأ في الأسابيع الأخيرة، لاسيما منذ عملية تثبيت القاضي المحافظ بريت كافانو في المحكمة العليا.

ومع ذلك، فإن التاريخ يميل لمصلحة الديمقراطيين، إذ إن الانتخابات النصفية كانت تقليديا في غير مصلحة حزب الرئيس الأميركي. ولا يحظى ترامب بشعبية كبيرة في استطلاعات الرأي.

ويتعين على الديمقراطيين في مجلس النواب الفوز بـ 23 مقعدا لاستعادة الغالبية، وهو ما يبدو مرجحا، إذ يمنحهم موقع "فايف ثيرتي إيت" المرجعي في التوقعات الانتخابية، خمس فرص من ست، قبل أسبوعين من الانتخابات.

لكن المنافسة شديدة على ثلاثين أو نحو ذلك من المقاعد، بحيث لا يمكن توقع الفائز فيها على وجه اليقين.

أما في مجلس الشيوخ، فيواجه الديمقراطيون ظروفا غير مؤاتية على صلة بموعد تنظيم الانتخابات، وهنا يتعين عليهم أن يحافظوا على 26 من المقاعد الـ 35 المطروحة، بما في ذلك في العديد من الولايات التي صوتت لمصلحة ترامب عام 2016.

وهنا، يمنحهم موقع "فايف ثيرتي إيت" فرصة واحدة فقط على خمس، حتى إنه يتوقع أن يعزز الجمهوريون غالبيتهم.

على صعيد آخر، وفي أحدث تصعيد بين موسكو وواشنطن على خلفية خطط الرئيس الأميركي المثيرة للجدل، وقبل ساعات قليلة من وصول مستشاره للأمن القومي جون بولتون إلى موسكو، أعلن ترامب أن واشنطن ستنسحب من معاهدة عمرها أكثر من 30 عاما مع روسيا تحظر مجموعة كبيرة من الأسلحة النووية أبرمتها واشنطن مع موسكو خلال الحرب الباردة، متهما روسيا بانتهاكها "منذ سنوات".

ووقعت "معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى" عام 1987 بين الرئيس في حينه رونالد ريغان ورئيس الاتحاد السوفياتي يومذاك ميخائيل غورباتشيوف.

وقال ترامب للصحافيين في مدينة إلكو بصحراء نيفادا، إن "روسيا لم تحترم المعاهدة، وبالتالي فإننا سننهي الاتفاقية، وسنطور هذه الأسلحة". وتابع: "نحن لن نسمح لهم بانتهاك اتفاقية نووية والخروج وتصنيع أسلحة (في حين) أننا ممنوعون من ذلك. نحن بقينا في الاتفاقية واحترمناها، لكن روسيا لم تحترمها للأسف".

ووضعت المعاهدة، التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5000 كلم، حداً لأزمة اندلعت في الثمانينيات، بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ "إس إس 20" النووية، التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية.

الرد الروسي جاء على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الذي أعلن أمس أن قرار ترامب "ابتزاز يهدف إلى دفع روسيا لتقديم تنازلات في المجال الدولي والاستقرار الاستراتيجي"، نافيا بشدة أن تكون بلاده انتهكت أحكام المعاهدة المذكورة، قائلا: "لم يكن لدى واشنطن أي أساس للخروج من هذه المعاهدة. خطوة ترامب ستكون خطيرة للغاية، وأنا واثق من أن المجتمع الدولي لن يفهمها، وستثير إدانات جادة".

وفي وقت سابق، اعتبر مصدر في "الخارجية" الروسية، أن الولايات المتحدة "تحلم" بأن تكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم بقرارها الانسحاب من المعاهدة.

في حال سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب سيحققون ضد إدارته ويمنعون إقرار تشريعات
back to top