أكبر حشد عسكري إسرائيلي على حدود غزة منذ حرب 2014

«حماس» تبلغ مصر نيتها عدم التصعيد وتدعو الفلسطينيين إلى عدم الاقتراب من السياج

نشر في 20-10-2018
آخر تحديث 20-10-2018 | 00:04
رغم التعزيزات العسكرية الإسرائيلية على امتداد الحدود مع قطاع غزة الذي حذّرت الامم المتحدة، من احتمال اندلاع نزاع جديد "مدمر" فيه، خرج الفلسطينيون في جمعة "معاً غزة تنتفض والضفة تلتحم" تأكيداً على الحفاظ والتمسك بحقوقهم.
وسط تعزيزات عسكرية إسرائيلية وصفت بأنها أكبر عدد من قطع العتاد العسكري منذ حرب 2014 بين إسرائيل و"حماس"، خرج أمس، فلسطينيو غزة والضفة الغربية والخان الأحمر في جمعة "معاً غزة تنتفض والضفة تلتحم".

وأمس الأول، دفعت إسرائيل بتعزيزات عسكرية كبيرة على امتداد الحدود مع قطاع غزة، بعد قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي تصعيد الرد على أي حوادث عنيفة من قطاع غزة.

وحسب وكالة "رويترز"، فقد وجدت نحو 60 دبابة وناقلة جند مدرعة في منطقة انتشار القوات قرب الحدود.

وكان مسؤولون إسرائيليون هددوا أخيراً بتصعيد عسكري ضد غزة على خلفية احتجاجات مسيرات العودة المستمرة منذ 30 مارس الماضي، وإطلاق بالونات وطائرات ورقية حارقة إلى داخل إسرائيل.

ورداً على هذه التهديدات، دعت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار" التي تقودها "حماس" عبر مكبرات الصوت، الفلسطينيين الى المشاركة في المسيرة الأسبوعية "مع عدم الاقتراب من السياج الحدودي، لأن دماءكم تهمّنا". كما دعا عدد من خطباء المساجد في غزة خلال خطبة صلاة ظهر الجمعة المتظاهرين إلى "عدم التهور" في تظاهرات اليوم "كي لا يكون هناك ضحايا".

ومنذ انطلاق "مسيرة العودة"، قتل أكثر من 200 فلسطيني، وأصيب أكثر من 20 ألفاً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

ويطالب الفلسطينيون في احتجاجات 30 مارس على طول السياج الحدودي مع إسرائيل، بإنهاء الحصار و"تثبيت حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قبل 70 عاماً".

مساعٍ مصرية

وفي إطار مساعي التهدئة بين "حماس" وإسرائيل، دخل وفد من كبار مسؤولي المخابرات المصرية برئاسة نائب رئيس المخابرات اللواء أيمن بديع إلى قطاع غزة، أمس الأول، والتقى على مدى ساعتين زعيم "حماس" إسماعيل هنية قبل أن يغادر الوفد إلى رام الله حيث اجتمع مع مسؤولين في حركة فتح.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن "حماس" أبلغت الوفد الأمني المصري، أنها والفصائل الأخرى لا تريد التصعيد على حدود القطاع "لكننا في نفس الوقت جاهزون للرد على أي عدوان".

وقال نائب رئيس "حماس" في قطاع غزة خليل الحية، إن الوفد المصري "لا يحمل أي رسائل من الجانب الإسرائيلي للشعب الفلسطيني ولا لحماس إنما جاء في إطار العلاقات الثنائية".

وأضاف "أكدنا للوفد أننا نريد وبكل قوة أن ينتهي الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة (منذ أكثر من عقد)، واستمرار مسيراتنا في إطارها الشعبي التي تريد تحقيق أهدافها الوطنية".

إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن الوفد المصري، أطلع ممثلي "فتح"، على آخر مستجدات الجهود التي قام بها خلال زياراته الأخيرة إلى غزة، أمس الأول، والتطورات الأخيرة حول الجهود المبذولة لإنجاز التهدئة وإنهاء الانقسام.

ووفق الوكالة، أكدت "فتح" التمسك بجهود مصر الهادفة إلى إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة أولاً.

وفي ختام اللقاءات الفلسطينية، اجتع الوفد الأمني المصري في القدس، مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات. وذكرت "هيئة البث الإسرائيلي" أن الرسالة التي نقلها بديع في محادثاته مع الطرفين هي وقف إطلاق النار والحفاظ على الهدوء.

وأمس الأول، حذر موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط البلغاري نيكولاي ملادينوف، أمام مجلس الأمن، من احتمال اندلاع نزاع جديد "مدمر" في قطاع غزة.

وقال المسؤول الأممي في كلمة ألقاها عبر اتصال فيديو مباشر، "إن غزة تنهار. ولا غلو في هذا الكلام. إنها الحقيقة"، مشيراً بشكل خاص إلى أن اقتصاد هذه المنطقة "ينهار بشكل كارثي".

أضاف ملادينوف: "كل المؤشرات الإنسانية والاقتصادية والأمنية والسياسية تواصل التراجع. لا نزال على حافة نزاع جديد قد يكون مدمراً، نزاع يقول الجميع إنهم لا يريدونه لكنه بحاجة الى أكثر من كلمات لتجنب حدوثه".

وتابع: "ما لم تتخذ جميع الأطراف خطوات واضحة جداً لخفض التوتر، فإن التداعيات ستكون كارثية".

أما ممثل بوليفيا، فدعا هاغاي إلعاد، مدير منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية، إلى الكلام أمام مجلس الأمن مما أثار حفيظة المندوب الإسرائيلي.

وقال إلعاد، الذي كان يجلس إلى جانب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور "إن قطاع غزة الذي يعيش فيه مليونا شخص ليس سوى سجن مفتوح".

تراشق كلامي

من جهته ندد السفير الإسرائيلي داني دانون بكلام إلعاد واعتبر أن ما شهده مجلس الأمن عبارة عن "مهزلة". وفجأة توقف عن الكلام بالإنكليزية وتلفظ بكلام بالعبرية موجهاً إلى هاغاي إلعاد كلاماً غير مفهوم بالنسبة إلى معظم أعضاء مجلس الأمن ومترجمي الأمم المتحدة.

وأفاد مصدر دبلوماسي بأن دانون وصف مدير "بتسيلم" بأنه "مواطن إسرائيلي يعمل في خدمة العدو" وهتف بوجهه "عار عليك أيها المتعاون".

ملاسنة في مجلس الأمن بين سفير إسرائيل ومدير «بتسيلم»

تحذير أممي من اندلاع نزاع جديد «مدمر»
back to top