قمة أوروبية - روسية - تركية تبحث حل الأزمة السورية

• واشنطن: لا رهائن أميركيين لدى «داعش»
• عشرات القتلى بغارة للتحالف على مسجد في دير الزور

نشر في 20-10-2018
آخر تحديث 20-10-2018 | 00:05
سورية تمر أمام بائع متجول في أحد شوارع الرقة المدمرة أمس الأول	(أ ف ب)
سورية تمر أمام بائع متجول في أحد شوارع الرقة المدمرة أمس الأول (أ ف ب)
بغياب الولايات المتحدة وإيران والسلطات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، تنعقد الأسبوع المقبل قمة رباعية في إسطنبول، بمشاركة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، تبحث حل الأزمة السورية وملف اللاجئين، وكيفية دعم اتفاق سوتشي لتجنيب إدلب، آخر محافظة سورية خارج سيطرة الأسد، عملية عسكرية.
أعلنت روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، أمس، عقد قمة رباعية بإسطنبول، في 27 أكتوبر الحالي، لبحث الحل السياسي للأزمة السورية وملف عودة اللاجئين.

وبينما شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على أن القمة الرباعية ستبحث الوضع الميداني في محافظة إدلب شمال غرب سورية، قال المكتب الصحافي للكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في القمة التي سيتم خلالها «تبادل الآراء حول القضية السورية، بما في ذلك مسألة تحريك العملية السياسية للتسوية السورية، والخطوات المقبلة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار، وخلق الظروف لعودة اللاجئين، وإعادة إعمار البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية».

وأضاف المكتب، في بيان، أن القمة ستتناول أيضاً عدداً من المسائل الدولية الحيوية الأخرى، مشيرا إلى أن بوتين سيجري في تركيا لقاءات ثنائية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن القمة يمكن أن تكون مثمرة، مشيرا إلى أن صيغتها جادة، حيث تضم كل اللاعبين الإقليميين والدول الأوروبية الرائدة.

من ناحيتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيشارك في القمة التي «ستركز على توفير زخم جديد لمحادثات السلام، لضمان وقف إطلاق النار في إدلب وتجنب حدوث كوارث إنسانية جديدة في هذا البلد».

وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنجيلا ميركل ستحضر القمة وستركز على دعم تطبيق اتفاق سوتشي بين أنقرة وموسكو.

وقالت المتحدثة: «ترى الحكومة الاتحادية روسيا شريكا يتحمل مسؤولية دقيقة جداً، نظرا لكونها حليفة لنظام الأسد». وأضافت: «في الوقت نفسه تتحمل تركيا أيضا مسؤولية دقيقة جداً في ظل اتفاق سوتشي مع روسيا».

رهائن

إلى ذلك، نفى شون روبرتسون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، معرفة بلاده باحتجاز مقاتلين متشددين رهائن أميركيين، مع عدد كبير من الأجانب، في معسكر قرب دير الزور في شرق سورية، مؤكداً أن هذه المعلومات غير دقيقة.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال أمس الأول إن «الإرهابين يحتجزون كرهائن في أراض تحت الرعاية الأميركية على ضفاف نهر الفرات، نحو 700 رهينة، بينهم العديد من المواطنين الأميركيين والأوروبيين»، مضيفاً أن المسلحين يهددون بقتل 10 رهائن كل يوم، في حال لم تلبِّ واشنطن مطالبهم. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زعم في وقت سابق أن مروحيات للتحالف الدولي الذي تقوده واشطن يقوم بنقل مسلحي داعش من سورية الى العراق وأفغانستان.

وقال المتحدث باسم البنتاغون: «في حين أكدنا تعرض مخيم للنازحين بالقرب من دير الزور الأسبوع الماضي لهجوم شنه مسلحو تنظيم داعش، ليس لدينا أي معلومات تدعم الأنباء عن احتجاز عدد كبير من الرهائن، وفقا لما أعلنه الرئيس بوتين، ونحن نشك في مصداقية هذه المعلومات. ونحن لا نعلم أيضا عن وجود مواطنين من الولايات المتحدة بين المحتجزين في هذا المعسكر».

وأضاف روبرتسون: «الولايات المتحدة رفضت ادعاءات روسيا بأن الولايات المتحدة والائتلاف لا يمكنهما التصدي للتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية»، مضيفاً: «على العكس، حرر التحالف أكثر من 99% من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش سابقا».

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر عسكري دبلوماسي لم تعلن هويته أن «داعش هاجم في 13 أكتوبر الجاري، مخيما للاجئين في منطقة قرية البحرة المجاورة، واحتجزوا رهائن هناك وأخذوا 130 أسرة عربية كرهائن إلى بلدة هجين الواقعة تحت سيطرتهم. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 750 شخصا من جنسيات مختلفة يحتجزهم هذا التنظيم الإرهابي كرهائن في هذه المنطقة، بمن فيهم مواطنون من دول أوروبا الغربية ودول أخرى».

غارة على مسجد

في سياق قريب، قصفت طائرات التحالف الدولي لمكافحة داعش، بقيادة واشنطن، أمس، مسجداً في بلدة بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني التابع للمعارضة السورية إن أكثر من 20 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح، في قصف طائرات التحالف الدولي لمسجد عثمان في بلدة السوسة في ريف دير الزور الشرقي، خلال صلاة الجمعة.

وأكد المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن «أعداد القتلى والجرحى مرشحة للارتفاع، نظراً لوقوع دمار كبير في مبنى المسجد، وعدم وجود نقاط طبية في المدينة التي تشهد يومياً قصفاً من طائرات التحالف».

وتقع بلدة السوسة، إضافة إلى ثلاث بلدات أخرى في منطقة شرق الفرات، تحت سيطرة تنظيم داعش، الذي تخوض ضده قوات سورية الديمقراطية (قسد) معارك عنيفة، منذ أكثر من شهرين، للقضاء عليه شرق الفرات.

وكان المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري قال، أمس الأول، خلال زيارة الى تركيا، إن 40 في المئة من الاراضي السورية لا تخضع لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، لافتاً إلى أن حلفاء واشنطن وأنقرة يسيطرون على هذه المناطق.

وأكد جيفري أن أنقرة تتفق مع الأولويات الأميركية في سورية، وفي مقدمها «إخراج إيران من سورية تماماً».

back to top