«مرآة الزمان» و121 قطعة أثرية ينجوان من التهريب

• الكتاب أحد أعظم كتب التراث ويضم 732 مخطوطة

نشر في 19-10-2018
آخر تحديث 19-10-2018 | 00:00
وجه الأمن المصري، أخيراً، ضربة قاصمة لعصابات تهريب الآثار ومنجزات التراث، إذ أعلنت سلطات مطار القاهرة الدولي ضبط كتاب «مرآة الزمان» لأبي الفرج بن الجوزي داخل قرى البضائع، في حين تمكنت شرطة السياحة والآثار من ضبط 121 قطعة أثرية بحوزة شخص أجنبي كان يجمعها داخل شقة في ضاحية الزمالك.
اهتمت مواقع التواصل الاجتماعي بمتابعة مجموعة من الأخبار المهمة على الصعيد الثقافي في مصر ، أخيراً، كان أبرزها إعلان مسؤولي الجمارك بقرى بضائع مطار القاهرة الدولي، بالتعاون مع الوحدة الأثرية في الجمرك، ضبط كتاب «مرآة الزمان» لأبي الفرج بن الجوزي، الذي يعد أحد أعظم كتب التراث والتاريخ، وهو مخطوط أثري.

وقال رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالموانئ المصرية، حمدي همام، إنه بعد المعاينة من اللجنة الأثرية من وزارة الآثار، والتأكد من أثرية الكتاب صودر لمصلحة وزارة الآثار، طبقاً لقانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983، وتعديلاته بالقانون رقم 3 لعام 2010.

في السياق، أوضحت مديرة مركز الوحدات الأثرية في مطار القاهرة، وفاء وحيد، أن اللجنة الأثرية أوصت بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية حتى يتسنى لوزارة الآثار استلام الكتاب، والبدء في أعمال الترميم اللازمة له. فيما قال مدير الوحدات الأثرية بقرى بضائع المطار، علي رمضان، إن الكتاب المضبوط يحمل عنوان «مرآة الزمان» لأبي الفرج بن الجوزي، ويعتبر أحد أعظم كتب التراث والتاريخ، ويتحدث عن وقائع تاريخية مهمة منذ بدء الخليقة حتى وفاة مؤلفه في القرن السابع الهجري.

يشار إلى أن الكتاب مكوَّن من ثلاثة أجزاء منفصلة مدونة بالحبر الأسود والمداد الأحمر، بإجمالي 732 ورقة مخطوطة. يبدأ كل جزء بصفحة تحمل زخارف وكتابات مذهبة على أرضية زرقاء، وينتهي في جزأين بحرد متن مدون به تاريخ الانتهاء من النسخ، وهو الأحد 13 شعبان عام 971 هـ، ومجلداته التي تتضمن هوامش وتعقيباً وأختام تملّك وأختاماً حديثة في مواضع عدة. ويعد «مرآة الزمان» أحد المراجع المهمة في التاريخ العربي، إذ قال عنه المؤرخ الداوداري: «التأريخ الكبير المسمى بمرآة الزمان، جمع فيه العجائب والغرائب ما نثرت جملة التأريخ»، واعتمد ابن الجوزي فيه على مصادر متعددة ومتنوعة وفقاً للأخبار التي يوردها في كتابه.

ابن الجوزي في سطور

الإمام ابن الجوزي هو أبو المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قزغلِي، وُلد في درب حبيب الواقعة في بغداد، عام 511 هـ، وبدأ في التصنيف سنة 528هـ، وكان يبلغ من العمر 17 سنة. توفي والده وهو في الثالثة من عمره، ورباه جده، ثم انتقل إلى دمشق وعاش فيها حتى وفاته عام 654 هـ.

قال عنه «سبطه أبو المظفّر» إنه «كان زاهداً في الدنيا متقللا منها، وما مازح أحداً قط، ولا لعب مع صبي، ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها، وظل على ذلك إلى أن توفاه الله تعالى». وألَّف ابن الجوزي كتباً عدة في مجال الدين والوعظ والسيرة منها: «مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، وتذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمة، والجليس الصالح في أخبار موسى بن أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق، وكنز الملوك في كيفية السلوك - حكايات ومواعظ، ومقتضى السياسة في شرح نكت الحماسة، ومنتهى السول في سيرة الرسول، واللوامع في الحديث».

ضبط 121 قطعة أثرية داخل «شقة الزمالك»!

أحدثت عملية ضبط آثار داخل شقة سكنية في ضاحية الزمالك بالقاهرة، دوياً واسعاً، وأشاد عشاق الآثار المصرية بالخطوة.

في التفاصيل، أن الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، بالتعاون مع قطاع الأمن العام، نجحت في تنفيذ العملية ومداهمة الشقة المتكدسة بالقطع الأثرية (121 قطعة أثرية مختلفة الأشكال والأحجام) التي رجحت مصادر لـ«الجريدة» أن تجميعها جاء استعداداً لتهريبها خارج البلاد، من شخص يحمل جنسية إحدى الدول الأجنبية، ومطلوب ضبطه في واقعة تهريب قطع أثرية.

وبفحص المضبوطات تبين أن 86 قطعة منها ترجع إلى الحضارة المصرية في عصور مختلفة، وتخضع لقانون حماية الآثار، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وذلك في إطار جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة الجريمة، خصوصاً جرائم الحيازة والاتجار بالقطع الأثرية.

لجنة مختصة عاينت الكتاب وتمت مصادرته لمصلحة وزارة الآثار حمدي همام
back to top