البوتوكس... أفضل حلّ للتعرق المفرط؟

نشر في 19-10-2018
آخر تحديث 19-10-2018 | 00:00
No Image Caption
يُستعمل البوتوكس لإعادة التعرق إلى مستواه الطبيعي حين تصبح مزيلات العرق غير نافعة. لكن إلى أي حد يمكن اعتباره فاعلاً؟


كيف يعطي البوتوكس مفعوله؟

يستهدف البوتوكس مصدر التعرّق. تنشط الغدد العرقية عند نشوء رسالة من الجهاز العصبي وإطلاق الأسيتيل كولين. لهذا السبب يؤدي الضغط النفسي الذي يتكل على الممرات العصبية نفسها إلى تفاقم المشكلة. يعوق البوتوكس إطلاق ذلك العنصر على مستوى الصلة العصبية العضلية. بعد حقنه في البشرة، يمنع انقباض الخلايا المحيطة بالغدد العرقية، فلا تتلقى الأخيرة أمراً بإنتاج العرق. لكن يبقى مفعول البوتوكس مؤقتاً، لذا تبرز الحاجة إلى تكرار الحقن على مر السنة.

الفئات المستهدفة

يمكن أن يلجأ جميع الأشخاص الذين يعانون مشكلة التعرق المفرط إلى البوتوكس. هذا العلاج ليس ممكناً في الحالات الحادة حصراً. يتعلق المعوّق الوحيد بالانزعاج الذي يسببه هذا الخيار لأن الحقن تسبب ألماً في اليدين أو القدمين.

تبقى موانع الاستعمال الطبية نادرة ومحددة جداً، أبرزها الأمراض العصبية العضلية كالتصلب الجانبي والوهن. كذلك لا يمكن أن تستعمل النساء هذا العلاج خلال فترتي الحمل والرضاعة، لكن يمكن أن يلجأ إليه الأولاد بدءاً من عمر الثانية عشرة بشرط أن تحصل العملية في المستشفى.

مسار العملية

يكفي أن يخضع الشخص لجلسة تدوم بين 5 دقائق و45 دقيقة، بحسب موقع الحقن (تحت الإبط، أو على اليدين، أو في أسفل القدمين). في البداية، يجري المعالج اختباراً باليود ونشا الذرة لتحديد أبرز المناطق التي تتعرق في الجسم. تظهر تلك المناطق باللون الأسود بينما تتلوّن المناطق الأقل تعرقاً باللون البنّي الفاتح. ثم يرسم الاختصاصي مربعات بحجم 1 سنتم على جانب البشرة ويُحدث ثقباً في الوسط، داخل البشرة. يتوقف عدد الحقن على موقعها. عموماً، يتراوح عدد الحقن اللازمة بين 15 و25 تحت الإبط و25 و30 في اليد و30 في القدم. تظهر النتائج خلال 48 ساعة وتتضح بالكامل بعد مرور شهر. لكنها تتلاشى تدريجاً بدءاً من الشهر الرابع أو السادس. من الملاحظ أن الجلسات العلاجية اللازمة تتباعد بدرجة إضافية كلما عمد الشخص إلى تكرار العلاج.

ما درجة فاعليته؟

يعطي البوتوكس نتائج أفضل بكثير من علاجات أخرى كمزيلات العرق أو التقنية الكهربائية المستعملة لكبح عمل الغدد العرقية.

تحت الإبط، تتجاوز فاعلية البوتوكس عتبة التسعين في المئة ويتجاوب معه بين 80 و%90 من الناس خلال أربعة أسابيع. معالجة هذه المنطقة عملية بسيطة أيضاً لأنها لا تسبب الألم بقدر المناطق الأخرى. لن يختفي التعرق بالكامل لكنه يعود إلى وضعه الطبيعي، ما يعني أن الشخص سيتعرق قليلاً حين يشعر بالحر أو يمارس الرياضة.

على الجهة الداخلية من اليدين، تكون النتائج جيدة بقدر الإبط تقريباً ويكون البوتوكس في هذه المنطقة فاعلاً بنسبة %85. لكن قد تتراجع القوة العضلية بدرجة معينة بعد تلقي الحقن. يصيب هذا الأثر الجانبي أقل من %5 من الناس ويختفي خلال بضعة أسابيع. لتجنب هذه المشكلة، يجب أن يمتنع الطبيب عن إعطاء الحقنة على طول الإبهام. لهذا السبب يتراجع الأثر الإيجابي في كف اليد.

في أسفل القدمين، يكون البوتوكس فاعلاً بنسبة %60 لأن الطبقة القرنية تشكّل معوقاً أمام العلاج. لكن تسبب الحقن أكبر ألم في هذه المنطقة تحديداً. لن يكون الكريم المصنوع من عنصر الليدوكاين والمستعمل عموماً لتخفيف الألم في المناطق الأخرى كافياً لهذه المنطقة الحساسة. في حالات مماثلة، يمكن اللجوء إلى أكسيد النيتروس أو «غاز الضحك» أو التنويم المغناطيسي الذي يكون فاعلاً في 60 أو %70 من الحالات.

back to top