لبنان: «التأليف» ينتظر المفاوضات حول «العدل»

باسيل يعتبر التسوية أنجزت... و«القوات» ترفص حشرها في الزاوية

نشر في 18-10-2018
آخر تحديث 18-10-2018 | 00:03
باسيل مستقبلاً الجعفري في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
باسيل مستقبلاً الجعفري في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
وصلت الصيغة الحكومية المأمول أن تتحول، خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، إلى مرسوم يصدر من القصر الرئاسي في بعبدا، معلناً الولادة المنتظرة منذ خمسة أشهر- وصلت إلى مخاضها الأخير.

وما زالت حتى الساعة تتمحور الاتصالات حول حقيبة أو اثنتين، إحداهما العدل، وهي موضع تجاذب بين «القوات اللبنانية» ورئيس الجمهورية ميشال عون، الذي تتحدث مصادر معنية عن انه ليس في وارد التنازل عنها.

وقالت مصادر سياسية مقربة من «التيار الوطني الحر»، الذي يتزعّمه وزير الخارجية جبران باسيل، أمس، أن «الاتفاق بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل لبنان القوي وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أُنجز، ويصفه المعنيون بالجيد جدا».

ولفتت المصادر إلى أن «التيار حصل على ما كان يطالب به، بالنسبة إلى وحدة المعايير في الإعداد وتوزيع الحقائب السيادية والاساسية وغيرها».

وأضافت: «القوات لن تحصل على حقيبتين خدماتيتين أساسيتين، كما كانت تطالب، بل واحدة فقط»، مشيرةً إلى أن «القوات تبلّغت ان التشكيلة ماشية وانتهى وقت المناورات».

وأكدت المصادر أن «موضوع العقدة الدرزية حُل بشكل نهائي، بعد موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط بإيداعها لدى رئيس الجمهورية»، معتبرة أن «حقيبة الأشغال لم تحسم هويتها السياسية بعد، وهي مرتبطة بتوزيع باقي الحقائب الأساسية على القوى المسيحية، فإذا تخلى التيار عن حقيبة العدل فسيحصل تلقائياً على حقيبة الأشغال». وتابعت: «أُربكت القوات اللبنانية، إذ بدأت تشعر بأنها الوحيدة التي لا تزال تفاوض على حصصها». وختمت: «الرئيس الحريري أبلغ القوات بأن الحكومة ماشية، ويجب التمتع بليونة إضافية لتسهيل التأليف بأسرع وقت ممكن».

ويبدو أن بورصة الحقائب رست على إعطاء «القوات» 4 وزارات (اثنتان من دون حقيبة، نائب رئيس الحكومة ووزير دولة)، إضافةً الى وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة، غير ان مصادر مقربة من «القوات» لفتت الى ان «لا شيء محسوماً حتى الان»، مجددةً مطالبتها «بحقائب اساسية تعكس حجم تمثيلنا والنتائج التي حققناها في الانتخابات النيابية، كما اننا لا نريد حقائب لا نستطيع من خلالها تحقيق الاصلاح الذي وضعناه كهدف اساسي في مشاركتنا الحكومية».

ورفصت المصادر مقولة ان «القوات حُشرت في الزاوية وأن هامش التفاوض يضيق»، مؤكدةً اننا «نملك خيارات عدة لا تزال بحوزتنا».

إلى ذلك، تابع عون أمس، الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، وأكد امام زواره ان «الملف الحكومي له الاولوية في الوقت الراهن»، معربا عن امله في ان «تشكل الحكومة في اسرع وقت كي تنصرف الى مواجهة التحديات المختلفة، وفي مقدمتها التحديات الاقتصادية». كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال حفل عشاء مساء أمس الأول، في سويسرا: «أستطيع أن اقول ان التقدم هو على قدم وساق، وقريبا وعسى ولعل. صار الفول موجود والمكيول موجود، لربما ان شاء الله يتم هذا الامر».

وأمل باسيل، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري أن «يصبح تعبيرا اللبننة والعرقنة مرادفين للسلام والحوار، ونموذجا يحتذى في سورية». وردا على سؤال عن الملف الحكومي، قال: «عدالة التمثيل تتحقق، والقواعد والمعايير التي تجمع تتحقق، وهذا ما يسمح للحكومة بقرار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن تتشكل ونتمكن من اليوم ان نقول مبروك».

في السياق، غرد جنبلاط عبر «تويتر»، أمس، معتبرا ان «الاسراع في تشكيل الوزارة اكثر من ضروري، لأن الوضع الاقتصادي فوق كل اعتبار». وأضاف: «اضم صوتي الى صوت رئيس مجلس النواب بري، وإلى جميع الحريصين مثله».

back to top