استراتيجية أميركية جديدة في سورية مُصمَّمة لإخراج إيران

● تستهدف إقامة منطقة نفوذ ممسوكة أمنياً وعسكرياً تمتد من تركيا إلى التنف
● أنقرة «تهدد» بومبيو بهجوم على منبج

نشر في 18-10-2018
آخر تحديث 18-10-2018 | 00:05
امرأة سورية تمر بين الركام في الرقة قبل أيام (أ ف ب)
امرأة سورية تمر بين الركام في الرقة قبل أيام (أ ف ب)
تنتظر إدارة الرئيس دونالد ترامب موافقة البنتاغون على استراتيجية جديدة في سورية، مصممة خصوصاً لإخراج إيران واستهداف وجودها في هذا البلد.
كشفت محطة NBC الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بصدد إقرار استراتيجية جديدة لها في سورية، مصممة خصوصا لمواجهة نفوذ إيران وميليشياتها، واستهداف مواقعها في هذا البلد، مع استبعاد المطالبة بتنحية الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، على الأقل في هذه المرحلة.

واستندت المحطة، في تقريرها، إلى شهادة خمسة أشخاص لم تكشف هوياتهم، قالت إنهم على دراية بمناقشات تجرى منذ مدة وعلى أعلى المستويات لإقناع قادة الجيش الاميركي، وخصوصا وزير الدفاع جيم ماتيس، بهذه الاستراتيجية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن مستشار الأمن القومي جون بولتون لا يزال ينتظر رد البنتاغون على هذه الاستراتيجية، التي تستهدف إعادة رسم خط أحمر جديد حول الحدود السورية، وإقامة منطقة نفوذ ممسوكة أمنيا وعسكريا، تمتد من الشريط الحدودي مع تركيا والمحاذية لمنطقة نفوذها امتدادا من منبج وكوباني باتجاه الرقة ودير الزور، نزولا نحو مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية عند قاعدة التنف.

ومن المعروف أن لإيران وميليشياتها جيوبا ومواقع متفرقة مع قوات النظام في دير الزور، تقترح الاستراتيجية إزالتها بما يضمن تحويلها الى منطقة صافية الولاء للقوات الحليفة التي تدعمها واشنطن.

وبينما لم يشر التقرير إلى أن القوات الأميركية قد تدخل في مواجهات عسكرية مباشرة، أكد أنها ستكون جاهزة لتوجيه ضربات مباشرة «دفاعا عن النفس» ردا على أي تهديد قد تتعرض له.

وبينما يمنع القانون، الذي تخوض بموجبه الولايات المتحدة حروبها في المنطقة، والذي اقره الكونغرس عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر لاستهداف المجموعات المسؤولة عنه، إمكانية توسيع عمل القوات الاميركية لاستهداف إيران، تتحدث مصادر عن طرح تعديل على هذا القانون يسمح لإدارة الرئيس ترامب استخدام القوات المسلحة في مواجهات «ضد خصوم الولايات المتحدة المهددين لأمنها».

وفي حين تراهن ادارة ترامب على نجاح العقوبات التي فرضتها سابقا، وستفرضها الشهر المقبل على إيران بشل النظام وحرمانه من الموارد المالية التي يحتاجها لتمويل عملياته، سواء في سورية أو العراق أو حتى اليمن، تقول مصادر أخرى إن واشنطن ستمنع أي مشاريع لإعادة إعمار سورية، وخصوصا في مناطق سيطرة النظام وايران وروسيا.

وتضيف تلك الأوساط أن إدارة ترامب ستفرض عقوبات على الشركات والمؤسسات سواء كانت إيرانية أو روسية التي تحاول تنفيذ مشاريع إعادة إعمار في سورية، قبل الاتفاق على استراتيجية واضحة للازمة السورية.

ونقلت أوساط مطلعة عن مصادر في البنتاغون أن تلك الاستراتيجية قد تكون وراء التصريحات الاخيرة للرئيس ترامب التي اشار فيها الى احتمال مغادرة الوزير جيم ماتيس منصبه كوزير للدفاع، بسبب اعتراضه عليها.

منبج

إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن تركيا يمكنها بسهولة إخراج «وحدات حماية الشعب الكردية» من منبج في شمال سورية إذا لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.

وذكر جاويش أوغلو، للصحافيين في مطار أنقرة، بعد اجتماعه مع بومبيو، ان الولايات المتحدة أقرت بأن الاتفاق مع تركيا على تطهير منبج من «وحدات حماية الشعب» قد تأخر.

واعتبر أوغلو أن العقوبات الأميركية المفروضة على تركيا كانت أمرا «سخيفا»، لافتا الى اتفاق الجانبين على عدم تكرار هذا الأمر، لكن لم يصدر اي اعلان من واشنطن عن رفع العقوبات.

وكان إردوغان ألمح أمس الأول الى اتخاذ «الخطوات اللازمة والحاسمة» ضد وجود حزب «الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي»، الذراع السياسية لـ«وحدات حماية الشعب» بمنطقة شرق نهر الفرات، إذا لم تقم الولايات المتحدة بذلك.

وقلل المتحدث باسم قوات مجلس منبج العسكري، التابع لـ«قوات سورية الديمقراطية»، شرفان درويش، من أهمية تصريحات إردوغان، مؤكدا أن مجلس منبج العسكري «مطلع على خارطة الطريق التي تتحدث عنها تركيا، ويعقد لقاءات متكررة مع التحالف الدولي، وهدف الخارطة تأمين الأمن والاستقرار وتكون دوريات على الخط الفاصل بيننا وبين مناطق درع الفرات ولن تكون داخل مدينة منبج».

وشدد على أن مجلس منبج العسكري سيدافع عن منبج في حال تعرضت لهجوم من الجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية.

الركبان

في سياق آخر، أفاد مسؤولو إغاثة ومسؤولون في مخيم الركبان للاجئين أمس بأن الحكومة السورية وافقت على طلب الأمم المتحدة توصيل مساعدات الأسبوع المقبل لآلاف من المدنيين العالقين في حصار فرضه الجيش السوري هذا الشهر على المخيم ادى، إلى جانب منع الأردن دخول المساعدات، الى نفاد مخزونات الطعام بالمخيم الواقع في منطقة الركبان جنوب شرق سورية، ومن ثم وفاة ما لا يقل عن 12 شخصا الأسبوع الماضي من بين أكثر من 50 ألفا من سكان المخيم ومعظمهم من النساء والأطفال.

ويقع مخيم الركبان على مسافة 55 كيلومترا من منطقة «عدم اشتباك» أقامتها وزارة الدفاع الأميركية، بهدف حماية قاعدة للقوات الأميركية في التنف من هجمات القوات الموالية للأسد، والإبقاء لواشنطن على موطئ قدم في منطقة على الطريق السريع الواصل بين بغداد ودمشق الذي كان خط إمداد حيويا لدخول السلاح الإيراني إلى سورية قادما من العراق.

«الخوذ البيضاء»

في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الاردنية أمس أن 279 عنصرا من «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة الذين دخلوا المملكة عبر إسرائيل نهاية يوليو الماضي، قد غادروها.

دمشق توافق على إدخال مساعدات إلى مخيم الركبان
back to top