16 أسبوعاً من الحياة الصحية... هل تحسن ضغط الدم؟

نشر في 18-10-2018
آخر تحديث 18-10-2018 | 00:00
No Image Caption
كشفت دراسة قادها باحثون من كارولاينا الشمالية أن التغييرات في نمط الحياة كان لها أكبر تأثير في ارتفاع ضغط الدم خلال برنامج دام 16 أسبوعاً. الأهم من ذلك أن المشاركين في الدراسة خفضوا حاجتهم إلى أدوية ارتفاع ضغط الدم بعد الأسابيع الستة عشر.
قُدّمت هذه الدراسة خلال الجلسات العلمية المشتركة لارتفاع ضغط الدم لعام 2018، التي تنظمها جمعية القلب الأميركية والتي تسلّط الضوء على أبحاث ارتفاع ضغط الدم الجديدة كل سنة.
شملت دراسة أخيرة بشأن ارتفاع ضغط الدم 129 رجلاً وامرأة يعانون الوزن الزائد أو السمنة. تراوحت أعمارهم بين 40 و80 سنة وواجهوا جميعاً ارتفاع ضغط الدم.

ما كان أي من هؤلاء المشاركين يتناول أدوية لارتفاع ضغط الدم عند بدء الدراسة، مع أن نصفهم تقريباً استوفوا المعايير الضرورية لأخذ هذه الأدوية.

الحمية والتمرّن

وُزِّع المشاركون عشوائياً على مجموعات أنواع التدخل: بدّلت المجموعة الأولى نظامها الغذائي واتبعت نظام «داش»، شاركت في جلسات استشارة، ومارست تمارين رياضية تحت إشراف متخصصين ثلاث مرات أسبوعياً. اكتفت المجموعة الثانية بتبديل نظام غذائها (اتبعت أيضاً نظام «داش»). أما المجموعة الثالثة، فلم تقم بأي تغييرات.

نظام «داش» خطة غذائية صُممت خصوصاً لتحسّن صحة القلب. تشمل تناول الخضراوات، والفاكهة، والحبوب الكاملة، ومشتقات الحليب قليلة الدسم أو الخالية منه، والسمك، والطيور، والفاصوليا، والجوزيات. في المقابل، يحدّ متبعو هذا النظام الغذائي من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل اللحوم الدهنية، ومشتقات الحليب كاملة الدسم، والزيوت المدارية (من بينها جوز الهند، والنخيل، ونوى النخيل).

حقَّق المشاركون في المجموعة الأولى أهم نجاح في خفض ضغط دمهم. خسروا نحو 8.6 كيلوغرامات من وزنهم كمعدل خلال الأسابيع الستة عشر وخفضوا أرقام ضغط دمهم بنحو 16 مليمتراً زئبقاً للضغط الانقباضي و10 مليمترات زئبق للضغط الانبساطي.

في المقابل، حظي مَن اتبعوا نظام «داش» فحسب بتراجع في ضغط دمهم بلغ 11 مليمتراً زئبقاً للضغط الانقباضي و8 مليمترات زئبق للضغط الانبساطي. أما مَن لم يبدّلوا سلوكهم، فقد تراجعت أرقام ضغط دمهم بنحو 3 مليمترات زئبق للضغط الانقباضي و4 مليمترات زئبق للضغط الانبساطي.

في مستهل الدراسة، استوفى 50% من المشاركين المعايير الضرورية لتلقي دواء يخفض ضغط الدم. ولكن بحلول نهاية الدراسة، استوفى 23% فقط ممن بدلوا نظامهم الغذائي المعايير، فضلاً عن 15% فقط ممن غيروا نظامهم الغذائي وبرنامجهم الرياضي على حد سواء.

يذكر الدكتور آلن هيندرليتر، باحث شارك في إعداد تقرير الدراسة وبروفسور مساعد متخصص في الطب في جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل: «تستطيع التعديلات في نمط الحياة، بما فيها تناول طعام صحي والتمرن بانتظام، أن تخفض إلى حد كبير عدد المرضى الذين يحتاجون إلى أدوية تعالج ارتفاع ضغط الدم».

تأثيرات في الصحة

يُدعى ارتفاع ضغط الدم «القاتل الصامت» لأنه قلما يسبب الأعراض. إذا لم يُعالج ويُضبط، يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. مثلاً، يسهم في النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وقصور القلب، ومرض الكلى، وخسارة البصر، والضعف الجنسي، والذبحة، وداء الشريان المحيطي.

بالإضافة إلى ذلك، يلحق ارتفاع ضغط الدم الضرر بالأوعية الدموية ويعزز تراكم البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكولسترول «السيئ») في الشقوق على طول جدران الشرايين، ما يجعل جهاز الدورة الدموية يعمل بجهد أكبر ويحد من فاعليته.

صحيح أن هذه الدراسة تُظهر أن التعديلات في نمط الحياة، بما فيها النظام الغذائي والتمرن، قد تسهم في خفض الحاجة إلى أدوية ارتفاع ضغط الدم، إلا أن هيندرليتر يشدِّد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل إصدار التوصيات.

كذلك على مرضى ارتفاع ضغط الدم اتباع دوماً توجيهات طبيبهم. وإذا كانوا يأخذون أدوية، فمن الضروري أن يواصلوا تناولها ما دام ذلك ضرورياً.

رغم ذلك، يبقى تعديل النظام الغذائي واتباع برنامج تمرن أسبوعي من المعايير التي توصي بها جمعية القلب الأميركية لمن يعانون ارتفاع ضغط الدم. كذلك تؤدي هذه الخطوة إلى تأثيرات إيجابية كبيرة في الصحة عموماً.

back to top