فرنسا تعمّق جراح المانشافت وتضع قدماً في نصف النهائي

نشر في 18-10-2018
آخر تحديث 18-10-2018 | 00:03
غريزمان نجم منتخب فرنسا يحرز هدفه في مرمى ألمانيا
غريزمان نجم منتخب فرنسا يحرز هدفه في مرمى ألمانيا
عدلت فرنسا بطلة العالم تأخرها بهدف إلى فوز 2-1 على ألمانيا، بفضل ثنائية أنطوان غريزمان في دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم باستاد فرنسا أمس الأول.
قلبت فرنسا، بطلة العالم، الطاولة على ضيفتها ألمانيا، وألحقت بها هزيمة سادسة في عام واحد للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بعدما حوّلت تخلفها أمامها إلى فوز 2-1، أمس الأول، على "ستاد دو فرانس" في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى للمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية.

وتدين فرنسا بفوزها الثاني والابتعاد بفارق 4 نقاط عن هولندا الثانية التي أذلت ألمانيا السبت بثلاثية نظيفة، إلى أنطوان غريزمان، الذي حوّل تخلف أبطال العالم بهدف لتوني كروس (14 من ركلة جزاء)، إلى فوز بهدفين في الشوط الثاني (62 و80 من ركلة جزاء).

وهي المرة الأولى التي تخسر فيها ألمانيا مباراتين رسميتين على التوالي منذ نهائيات كأس أوروبا 2000، مما سيزيد الضغط على مدربها يواكيم لوف الذي بدأ مرحلة بناء المنتخب بعد خيبة التنازل عن اللقب العالمي بالخروج من الدور الأول لمونديال 2018، بشكل سيئ جدا، إذ حصل "مانشافت" على نقطة واحدة من ثلاث مباريات، ومني بهزيمة سادسة في عام واحد للمرة الأولى في تاريخه.

وقد يجد المنتخب الألماني، الذي تعادل ذهابا مع فرنسا صفر-صفر، نفسه في المستوى الثاني لهذه البطولة قبل مباراته في الجولة الأخيرة مع هولندا في 19 نوفمبر المقبل، في حال فوز الأخيرة على فرنسا في المباراة المقررة بينهما في روتردام قبلها بأربعة أيام.

ودخل المنتخبان العملاقان هذه المواجهة في ظروف متناقضة تماما، ففرنسا منتشية من فوزها بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد فوزها في يوليو على كرواتيا 4-2 في نهائي مونديال روسيا، في حين تجر ألمانيا خلفها ذيل خيبة التنازل عن اللقب العالمي وخروجها من الدور الأول بعد خسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية.

ورغم الخروج من المونديال الروسي بعد ثلاث مباريات فقط، أبقى الاتحاد الألماني على خدمات لوف الذي تسلم الإشراف على "مانشافت" مباشرة بعد نهائيات مونديال ألمانيا عام 2006، وذلك ايمانا منه بقدرته على قيادة عملية بناء المنتخب.

لكن المؤشرات الأولى لهذه العملية ليست مشجعة بتاتا، إذ حقق رجال لوف فوزا يتيما منذ النهائيات وكان وديا أمام البيرو، في حين اكتفوا بالتعادل في مباراتهم الأولى ضمن دوري الأمم الأوروبية على أرضهم أمام فرنسا، قبل أن تحصل النتيجة الكارثية السبت بتلقي أسوأ هزيمة على يد هولندا وجاءت بثلاثية نظيفة، ثم أتبعوها الثلاثاء بهزيمة على يد "الديوك".

وفي المقلب الفرنسي، تبدو الأمور مختلفة تماما، إذ إنه وبعد التتويج العالمي بقيادة لاعبين مثل كيليان مبابي، يجد رجال المدرب ديدييه ديشان أنفسهم في صدارة المجموعة بسبع نقاط وبفارق 4 نقاط أمام هولندا الثانية التي خسرت أمام "الديوك" بنتيجة 1-2 في الجولة الثانية.

وبعد التعادل الودي الصعب الخميس مع ضيفتهم ايسلندا 2-2 بفضل هدف في الثواني الأخيرة لمبابي، بدأ ديشان لقاء الثلاثاء بنفس التشكيلة التي خاضت المباراة النهائية لمونديال روسيا باستثناء قلب الدفاع صامويل أومتيتي الذي يعاني إصابة في ركبته، مما فتح الباب أمام بريسنل كيمبيبي للمشاركة أساسيا رغم الأداء المهزوز لمدافع باريس سان جرمان في مباراة الخميس ضد ايسلندا.

تغييرات بالجملة لألمانيا

في المقابل، أجرى لوف تغييرات بالجملة على التشكيلة التي خسرت أمام هولندا، فأشرك لوروا سانيه وسيرج غنابري من البداية للمرة الأولى منذ 15 نوفمبر 2015 ضد ايطاليا (صفر-صفر)، للعب الى جانب تيمو فيرنر وعلى حساب توماس مولر ومارك أوث، في حين منح الفرصة لثيلو كيهرر في الوسط على حساب إيمري جان، ونيكلاس شوله ونيكو شولتس في الدفاع على حساب يوناش هكتور وجيروم بواتنغ الذي أصيب في ربلة الساق خلال مباراة السبت.

وبدأ الألمان اللقاء وهم يدركون أنهم لم يجدوا طريقهم الى الشباك لثلاث مباريات متتالية لأول مرة في تاريخ المنتخب، كما اكتفوا بتسجيل 8 أهداف فقط خلال هذا العام، مقابل 29 لفرنسا، أي بفارق 21 هدفا بين المنتخبين.

لذلك، بدا "مانشافت" عازما منذ البداية على الوصول الى شباك الحارس هوغو لوريس، في حين اعتمد أصحاب الأرض على الهجمات المرتدة بقيادة مبابي بشكل خاص.

كروس يفتتح التسجيل

وأثمر ضغط الألمان عن هدف التقدم في الدقيقة 14 من ركلة جزاء نفذها كروس بعدما لمس كيمبيبي الكرة بيده داخل المنطقة إثر كرة عرضية من سانيه.

وكان المنتخب الألماني قريبا من إضافة هدف ثان في أكثر من مناسبة لولا تألق لوريس إن كان في وجه فيرنر (23) أو ماتياس غينتر (24)، قبل أن يحقق المنتخب الفرنسي فرصته الحقيقية الأولى في الدقيقة 39 بعد تمريرة من غريزمان إلى مبابي الذي عجز عن تجاوز الحارس مانويل نوير.

وفي بداية الشوط الثاني، كرر حارس بايرن ميونيخ الأمر أمام مبابي ايضا وحرمه من إدراك التعادل بعد تمريرة من لوكاس هرنانديز (51)، لكن "الديوك" عوضوا هذه الفرصة في الدقيقة 62 عبر غريزمان، صاحب الفضل في اخراج ألمانيا من نصف نهائي كأس أوروبا بتسجيل هدفي المباراة، إذ أدرك مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني التعادل بكرة رأسية رائعة بعد عرضية من هرنانديز.

وكادت ألمانيا أن تستعيد تقدمها بتسديدة من حدود المنطقة لغنابري لكن لوريس تدخل وأنقذ بلاده (67)، ثم انقلبت الطاولة على لوف ورجاله عندما انتزع بليز ماتويدي ركلة جزاء غير واضحة من ماتس هوميلس، انبرى لها غريزمان بنجاح وعمق جراح الألمان (80)، مسجلا هدفه الدولي الـ26 في المركز العاشر على لائحة أفضل هداف المنتخب مشاركة مع سيلفان ويلتورد.

لوف أجرى تغييرات بالجملة على التشكيلة التي خسرت أمام هولندا
back to top