تحذير عربي وإسلامي لأستراليا من نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس

خصوم رئيس الوزراء الأسترالي: مجرد طرح انتخابي

نشر في 17-10-2018
آخر تحديث 17-10-2018 | 00:00
No Image Caption
في خطوة لاقت تحذيرا عربيا وإسلاميا حاسما، أعلن رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون، أمس، أن بلاده تدرس إمكان نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، كما فعلت الولايات المتحدة في مايو الماضي.

لكنه بعد ساعات من إعلانه الفكرة، وفي مواجهة انتقادات بالداخل وتهديدات برد تجاري من الخارج، بدا موريسون مترددا، وأبلغ البرلمان أنه لم يتخذ قرارا حاسما بعد في هذا الشأن، مؤكدا أنه يريد مشاورة حلفائه أولا.

وبينما تحدثت أنباء عن إمكان أن تعلق إندونيسيا اتفاقا تجاريا ثنائيا، قال موريسون إنه يرغب في "استطلاع آراء قادة المنطقة في هذا القرار قبل أن تكون للحكومة وجهة نظر محددة حول هذه القضية".

وكان موريسون صرح في مؤتمر صحافي: "أعتقد أن علينا تحدي الفكر الذي يدفع هذا الجدل ويقول إن قضايا مثل دراسة مسألة العاصمة تعد من المحرمات"، مضيفا: "لم يتخذ قرار فيما يتعلق بالاعتراف بالعاصمة أو نقل سفارة، لكن ما نفعله في الوقت نفسه هو ببساطة أن نكون منفتحين على هذا المقترح، نحن ملتزمون بحل الدولتين، لكن بصراحة لا تسير الأمور على ما يرام، ولم يتحقق الكثير من التقدم، وعلينا ألا نواصل فعل الشيء نفسه ونتوقع نتائج مختلفة".

وصرح مسؤولون بأن قرار نقل السفارة الأسترالية إلى القدس مطروح منذ أشهر، لكن إعلان موريسون يتزامن مع لحظة مهمة لمنصبه على رأس الحكومة، فقد جاء إعلانه، الذي لم يكن متوقعا، قبل أيام قليلة من انتخابات تشريعية فرعية ستجرى في دائرة انتخابية يهيمن عليها اليهود في سيدني.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع مرشح الحزب الليبرالي، الذي ينتمي إليه موريسون، سفير أستراليا السابق في إسرائيل، وستؤدي هزيمة انتخابية للحزب الليبرالي إلى خسارته المقعد الذي يؤمن له الغالبية في البرلمان.

واتهمت بيني وونغ، الناطقة باسم حزب "العمال" المعارض، موريسون بالقيام بهذا الإعلان بشأن القدس من أجل استمالة مزيد من الناخبين. ونفى موريسون أن يكون قراره جاء نتيجة ضغط مارسته الولايات المتحدة، أو أن يكون مرتبطا بالانتخابات في دائرة وونتوورث السبت.

وواجه قرار موريسون موقفا مختلفا من قبل الفلسطينيين وكذلك إندونيسيا أكبر دولة في عدد المسلمين بالعالم.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الذي يقوم بزيارة رسمية لجاكرتا، أمس، إن أستراليا "ستنتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن إذا قامت بنقل السفارة".

وأضاف المالكي أن "أستراليا تجازف بعلاقاتها التجارية وفي قطاع الأعمال مع بقية العالم، وخصوصا مع العالم الاسلامي، وآمل أن تعيد أستراليا النظر في قرارها قبل القيام بتحرك من هذا النوع لأغراض تتعلق بالانتخابات".

ونقلت قناة التلفزيون الأسترالية الحكومية "اي بي سي" عن مسؤول في جاكرتا ان اتفاقا تجاريا مهما بين البلدين قد يجمد، لكن موريسون أكد أنه ناقش القضية مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في سلسلة من الاتصالات الهاتفية.

وقال موريسون للبرلمان: "سنواصل العمل بشكل وثيق وبتعاون مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم حول هذه القضية".

وفي ردود الفعل، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه ناقش إمكان نقل السفارة مع موريسون، وكتب على "تويتر": "أبلغني أنه يفكر في الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأسترالية إلى القدس. أنا ممتن جدا له على ذلك".

في المقابل، أكد السفير المصري لدى استراليا محمد خيرت إن سفراء 13 دولة عربية اجتمعوا في كانبيرا امس، واتفقوا على إرسال خطاب لوزيرة الخارجية الأسترالية لإبداء قلقهم.

وأضاف خيرت: "أي قرار مثل هذا قد يضر بعملية السلام، وستكون له عواقب سلبية على العلاقات ليس فقط بين استراليا والدول العربية وإنما الكثير من الدول الإسلامية أيضا".

back to top