الأزمة الروسية - الأوكرانية تتسبب في أكبر انشقاق كنسي منذ ألف عام

نشر في 17-10-2018
آخر تحديث 17-10-2018 | 00:00
رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو محادثات إلى جانب البطريرك كيريل من موسكو
رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو محادثات إلى جانب البطريرك كيريل من موسكو
أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قطع علاقاتها مع بطريركية القسطنطينية المسكونية في إسطنبول، ردا على قرارها الاعتراف بكنيسة أرثوذكسية "مستقلة" في أوكرانيا.

وفي ختام مجمع للمجلس الحاكم للكنيسة الروسية في مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، قال الأسقف هيلاريون، المكلف الشؤون الدبلوماسية في بطريركية موسكو، "لا يمكن أن نقيم قداديس مشتركة وكهنتنا لن يشاركوا بعد اليوم في خدم ليتورجية مع أساقفة بطريركية القسطنطينية، ولا يمكن أن نستمر في التواصل مع هذه الكنيسة، لأنها في وضع انشقاق".

وأوضح أن "هذه القطيعة الكاملة تعني أيضا أن المؤمنين التابعين لبطريركية موسكو ما عادوا يستطيعون تناول القربان المقدس في كنائس تابعة لبطريركية القسطنطينية"، في إسطنبول، مقر الزعيم الروحي العالمي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي.

وكانت أوكرانيا حصلت الأسبوع الماضي على موافقة من بطريركية القسطنطينية على إقامة كنيسة مستقلة، فيما وصفته كييف بأنه خطوة مهمة ضد التدخل الروسي في شؤونها، على خلفية الازمة السياسية بينهما الممتدة منذ سنوات.

وشبهت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية خطوات أوكرانيا من أجل الاستقلال بـ"الانشقاق العظيم" الذي حدث في 1054، والذي أدى الى انشقاق بين الكنائس الغربية والشرقية، وحذرت من أنها قد تؤدي إلى صدع دائم في الأوساط الأرثوذكسية العالمية.

وينبع الصراع على مستقبل أوكرانيا الروحي من تدهور العلاقات بين كييف وموسكو، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها في 2014، واندلاع تمرد انفصالي في شرق أوكرانيا مدعوم من موسكو، أدى إلى سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل.

وتتهم أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بممارسة "نفوذ خبيث" على أراضيها، إذ سمحت بأن يستخدمها الكرملين أداة لتبرير النزعة التوسعية الروسية ودعم المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وكان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو رحب بقرار المسكونية قبل أيام، وقال: "اتخذ قرار منح الاستقلالية لكنيسة أوكرانيا. حصلنا على الاستقلالية اليوم"، مضيفا ان "قرار القسطنطينية يعني نهاية الأوهام الامبراطورية لموسكو"، معتبرا أن ما حصل "انتصار للخير على الشر وللنور على الظلام".

وفي وقت سابق، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قرار بطريركية القسطنطينية الاعتراف بكنيسة أرثوذكسية أوكرانية مستقلة هو "استفزاز" مدعوم من واشنطن، في حين أعلن الكرملين أن روسيا "ستحمي" مصالح الأرثوذكس بأوكرانيا في حال وقعت أعمال عنف بعد موافقة بطريركية القسطنطينية على الاعتراف بكنيسة اوكرانية مستقلة.

back to top