سورية تفتتح معبرين مع الأردن والجولان وتتوعد «شرق الفرات»

انتهاء مهلة إدلب دون انسحاب المتشددين و«هيئة التحرير» تلمح لقبول الاتفاق التركي - الروسي

نشر في 16-10-2018
آخر تحديث 16-10-2018 | 00:04
جنود إسرائيليون يتصورون على معبر القنيطرة أمس (أ ف ب)
جنود إسرائيليون يتصورون على معبر القنيطرة أمس (أ ف ب)
عادت الحياة إلى معبر جابر نصيب الحدودي الرئيسي بين الأردن وسورية بالتزامن مع فتح المعبر الوحيد بين سورية والقسم المحتل من الجولان الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية والمغلق منذ 4 سنوات، في حين انتهت مهلة إدلب دون انسحاب الجماعات المتشددة، ووسط تلميح هيئة تحرير الشام الموالية لـ«القاعدة» بقبول الاتفاق التركي - الروسي.
في خطوة مهمة نحو استعادة جنوب سورية أجواء ما قبل اندلاع الحرب الأهلية في 2011، دبت الحياة مجدداً في المعبر البري الرئيسي بين سورية والأردن والمعبر الفاصل بين سورية والمنطقة الخاضعة لسيطرة إسرائيل بهضبة الجولان المحتلة أمس.

وفتح معبر جابر نصيب الحدودي مع الأردن، صباح أمس، بعد نحو ثلاث سنوات على إغلاقه بسبب النزاع في سورية.

ووقف أكثر من عشرة من رجال الأمن والشرطة والجمارك الأردنيين قرب البوابة. ولم يحضر أي من المسؤولين الأردنيين إجراءات الافتتاح، بينما اصطفت سيارات أردنية في طابور استعداداً للدخول إلى الجانب السوري.

وتزامن تشغيل «نصيب» مع إعادة فتح المعبر الوحيد بين سورية والقسم المحتل من هضبة الجولان الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية والمغلق منذ أربع سنوات بسبب الحرب الأهلية.

وجاء ذلك نتيجة اتفاق تم التوصل إليه الجمعة الماضية بين الأمم المتحدة وإسرائيل وسورية. وقد اجتازت سيارتان تابعتان للأمم المتحدة السياج الذي فتح أمامهما من الجانب الإسرائيلي من معبر القنيطرة.

وسيقتصر استخدام المعبر في مرحلة أولى، بحسب الجيش الاسرائيلي، على القوات الدولية الموجودة في هضبة الجولان.

وكان المواطنون الدروز السوريون الذين يعيشون في الجانب الإسرائيلي يستخدمونه في الماضي للعبور إلى سورية للزواج أو الدراسة.

وتشكل إعادة فتح المعبرين مؤشراً جديداً على استعادة النظام السوري إلى حد كبير زمام الأمور على الأرض بعد سبع سنوات من الحرب.

وجاء ذلك بعد استعادة القوات الحكومية السورية بدعم من روسيا كل محافظة القنيطرة السورية تقريباً. واستعادة السيطرة على معبر نصيب في يوليو الماضي.

ويمثل تشغيل «نصيب» شرياناً للاقتصاد السوري المنهك كما يمثل نافذة مهمة للأردن الذي يستضيف نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة.

المعلم والأسد

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه يأمل إعادة فتح معبر البوكمال الحدودي مع العراق في أقرب وقت ممكن.

وقال المعلم خلال مؤتمر مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، الذي يزور دمشق: «ننظر لمصلحة الشعبين السوري والعراقي لفتح معبر البوكمال في أقرب الأوقات».

من جانب آخر، أكد المعلم أن هدف قوات النظام التالي، بعد استعادة إدلب من المعارضة المسلحة، سيكون منطقة شرق الفرات، في إشارة إلى الأراضي التي تسيطر عليها قوات «سورية الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة.

وتابع: «بعد تحرير إدلب من الإرهاب هدفنا شرق الفرات. وعلى الإخوة الأكراد عدم الرهان على الوهم الأميركي».

وأوضح أن الوضع في إدلب لا يمكن أن يستمر، إذا لم يلتزم المتشددون باتفاق أبرم بين روسيا وتركيا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح بإدلب ومحيطها في شمال غرب سورية.

وأكد أن الحكومة لن يكون بوسعها التزام الصمت إزاء الوضع الراهن في إدلب، إذا رفضت «جبهة النصرة» التي غيرت اسمها لـ«هيئة تحرير الشام» الالتزام بالاتفاق، مضيفاً «تنظيم جبهة النصرة مدرج على لوائح الإرهاب في الأمم المتحدة، ولابد من استئصاله من آخر معاقله في إدلب».

ورأى المعلم أن التأكد من تطبيق الاتفاق حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح يتطلب وقتاً مع انتهاء مهلة سحب الأسلحة الثقيلة وخروج الجماعات المتشددة أمس.

وتابع: «علينا الآن أن نعطي الأمر وقتاً. نترك لأصدقائنا الروس الحكم ما إذا كان جرى تطبيق الاتفاق أو لا». وطالب موسكو بتسيير دوريات في المنطقة العازلة، مضيفاً: «نقول علينا أن ننتظر، وفي الوقت ذاته قواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب».

من جهته، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقبال الجعفري أن الانتصارات على الإرهاب في سورية والعراق مشتركة «وامتزجت فيها دماء الأبطال الذين صنعوا الانتصارات».

وأشاد الأسد بالتنسيق الدائم بين البلدين على مختلف المستويات والفهم المشترك إزاء ما يحصل في المنطقة والعالم. وشدد على أهمية النهوض بالعلاقات التاريخية السورية العراقية، وتعزيزها خصوصاً على المستوى الشعبي.

بدوره أشار الجعفري إلى أن «الظروف الإقليمية والدولية تتغير إيجابياً تجاه ما يحصل في سورية والعراق، والسبب في ذلك هي مشروعية القضية التي يدافع عنها الشعبان الشقيقان».

مهلة إدلب

وانتهت المهلة المحددة لتخلي الفصائل المتشددة المنطقة المنزوعة السلاح بإدلب أمس، من دون رصد أي انسحابات منها.

وأفاد مرصد حقوق الإنسان، بأنه «لم يسجل رصد أي انسحاب للمقاتلين» من المنطقة التي تشمل جزءاً من محافظة إدلب مع ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي، وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وأنجز سحب السلاح الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح، الأربعاء الماضي.

وبعد أيام من إعلان أنقرة التي يقع على عاتقها الإشراف على تنفيذ الاتفاق، والتزام كل الفصائل بسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة وفق الخطة الزمنية المتفق عليها، أكدت «هيئة تحرير الشام» الموالية لتنظيم «القاعدة» أنها «لن تتخلى» عن سلاحها و»لن تحيد عن خيار القتال»، من دون أن تأتي على ذكر المنطقة المنزوعة السلاح.

ولم يتضمن موقف الجماعة المتشددة رفضاً صريحاً للاتفاق التركي الروسي بل على العكس تضمن تلميحاً إلى أنها ستلتزم ببنوده لمنع هجوم الحكومة السورية على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

وأشارت إلى سعيها لتوفير الأمن لسكان المنطقة الخاضعة لسيطرتها، وقالت إنها تقدر الجهود الرامية لحماية المنطقة في إشارة على ما يبدو إلى مساعي تركيا.

وتعد إدلب وما يجاورها من مناطق آخر معقل للمعارضة السورية المسلحة ويعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص أكثر من نصفهم نازحون.

في سياق منفصل، بدأ سيرغي أكسيونوف زعيم القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014 زيارة إلى سورية أمس.

الأسد يعتبر الانتصار على الإرهاب مشتركاً بين سورية والعراق
back to top