«داعش» يتكاثر بسرعة في تونس ويخلف الخراب

نشر في 15-10-2018
آخر تحديث 15-10-2018 | 00:04
No Image Caption
ماذا لو تناولت طبقاً من "داعش" أسبوعياً، سواء كان مشوياً أو مغلياً، نظراً للقيمة الغذائية التي يحتوي عليها... هذا ما ينصح به أحد الصيادين التونسيين.

غير أن "داعش" الذي يقصده ليس التنظيم الإرهابي المعروف، بل هو السلطعون الأزرق أو سرطان البحر، الذي لقبوه بهذا الاسم بفعل الأضرار الكبيرة التي يخلفها بسلوكه العدواني ومهاجمته الأسماك والصيادين، لكنه تحوَّل في العامين الأخيرين من عدوّ إلى مصدر للثروة، بعدما شكل بين عام 2014 ونهاية 2016 كابوساً وهاجساً لصغار الصيادين.

يقول جمال بن جمعة، البحار في جزيرة جربة: "شبّهناه بداعش لأنه تكاثر بسرعة في وقت وجيز مخلفاً الخراب"، معقباً: "هو ريّس، البحر يختار بعناية ما يأكل، ولا يشبع، وإن بقيت في الشباك أسماك يقطعها بمقصّه الحاد جزئين".

بدأ هذا الحيوان الذي لم يكن مألوفاً قبل أربع سنوات يعلق بشباك الصيادين في خليج قابس (جنوباً) وسرعان ما انتشر وتحوّل إلى مشكلة تؤرقهم لالتهامه الأسماك وتمزيقه الشباك.

وفي ميناء قابس، يقول الصياد، عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، ساسي عليّة إن "نحو 1100 صياد تضرروا بسبب هذا السلطعون، نضطر إلى تجديد الشباك ثلاث مرات سنوياً بعدما كنا نستخدمها سنتين".

ومع تزايد احتجاجات الصيادين جراء هذا العدو الذي لحق بموطن رزقهم، أطلقت الحكومة خطة لدعمهم، ووضعت تجهيزات جديدة لتسهيل صيده، واتضح لاحقاً أن هذا النوع من السلطعون مطلوب بكثرة في الأسواق الخارجية، لتتغير الأمور تماماً ويغدو مصدراً لجني المال.

وبلغت صادرات السلطعون في تونس حوالي 1450 طناً خلال الأشهر السبعة الأولى من 2018 بعائدات مالية تناهز 3 ملايين يورو.

back to top