الصدر لسنّة العراق: ادعموا حكومة مستقلين تكنوقراط

• عبدالمهدي يلتقي نائب وزير الخارجية الأميركي
• الحكيم بأربيل لإقناع البارزاني بالمشاركة في الحكومة

نشر في 15-10-2018
آخر تحديث 15-10-2018 | 00:04
حث الزعيم الشيعي العراقي النافذ مقتدى الصدر، قيادات الطائفة السنية في العراق، على دعم تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية، في حين أجرى رئيس الحكومة المكلف عادل عبدالمهدي لقاءات خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين في أول خطوة من نوعها لرئيس حكومة منذ 2003.
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الأول، «سياسيي السنّة» إلى تقديم المصالح العامة على المصالح الحزبية، مطالباً إياهم بدعم تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين.

وقال الصدر في رسالة وجهها إلى «سنّة العراق وسياسييهم» على «تويتر»: «أستحلفكم بمقاومتنا الشريفة للمحتل، وأستحلفكم بصلواتنا الموحدة، وأستحلفكم بطردنا لكل من اعتدى عليكم بغير حق، وأستحلفكم بمواقفنا الاعتدالية معكم ولاسيما في الموصل والأنبار وغيرها، إلا تركتم المحاصصة وتقسيماتها والطائفية وحصصها».

ودعا الصدر السياسيين السنّة إلى «تقديم المصالح العامة على المصالح الحزبية، وأن تنظروا إلى قواعدكم التي هزها العنف والتشدد وأن تبعدوا كل الفاسدين والطائفيين كما أبعدتهم».

وتابع الصدر، «بحق تلك الأيام الخوالي وبحق العراق عليكم، أما آن الآوان لأناس أكفاء تكنوقراط مستقلين لنعيش معاً بأمن وأمان بعيداً عن خنجر الخيانة وصفقات الفساد».

وكان عدد كبير من سياسيي السنّة هاجموا مبادرة رئيس الحكومة المكلف هادي عبدالمهدي لتلقي الترشيحات للوزارات على موقع إلكتروني. ويدعم الصدر تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية. وأمس الأول، أعلن هادي العامري رئيس «تحالف الفتح» أنه يترك الحرية لعبدالمهدي لاختيار وزرائه بعيداً عن أي ضغوط، مؤكداً في احتفالية للمجلس الإسلامي الأعلى أن المعيار الوحيد لديه هو «النجاح».

ويواصل عبدالمهدي مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة. ورغم أن المراقبين يستبعدون تشكيل حكومة غير حزبية 100 في المئة لكنهم يعتقدون أن الضغوط التي يمارسها الصدر قد تزيد نسبة الوزراء المستقلين إلى زملائهم الحزبيين داخل التشكيلة الحكومية.

وفي إطار مشاورات تشكيل الحكومة، زار وفد برئاسة عمار الحكيم من تحالف الإصلاح والإعمار، الذي يضم الصدر، مدينة أربيل، والتقى الزعيم الكردي البارز مسعود البارزاني ومسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه.

وضم وفد الإصلاح الى جانب الحكيم، كلاً من صالح المطلك، وخالد العبيدي ممثلاً عن رئيس حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادي، في حين لم يحضر أي ممثل عن الصدر. وكان البارزاني رفض طريقة انتخاب برهم صالح رئيساً للجمهورية بتحالف نيابي أقصى «الديمقرطي الكردستاني». وأفادت تقارير بأن البارزاني رغم ترحيبه بتكليف عبدالمهدي وضع شروطاً للمشاركة في الحكومة الجديدة، بينها أن يأخذ حصة الأسد من الوزراء الأكراد على حساب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي عاد صالح إلى صفوفه قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية.

وأمس أكد النائب عن كتلة «الاتحاد الوطني الكردستاني» بيستون زنكنة، رفض حزبه تشكيل حكومة غير حزبية. وكان الرئيس العراقي برهم صالح أعلن، أمس الأول، رفضه تشكيل حكومة ليس لديها تمثيل سياسي.

وبحسب مصادر عراقية، فإن التشكيلة الوزارية تضم 22 وزيراً مقسمة كالتالي: ثلاث حقائب وزارية للحزب الديمقراطي الكردستاني، وحقيبة واحدة للأقليات، و18 حقيبة مناصفة بين تحالف الإصلاح والإعمار بزعامة كتلة سائرون المقربة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والنصف الثاني لتحالف البناء بزعامة تحالف الفتح الذي يقوده زعيم منظمة «بدر» هادي العامري.

دعم أميركي

في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، أمس، دعم الولايات المتحدة للعراق والحكومة المقبلة في جميع المجالات، وذلك خلال لقائه عبدالمهدي في بغداد أمس.

وقال مكتب عبدالمهدي، إنه «جرى خلال اللقاء مناقشة تعزيز العلاقات بين البلدين والأوضاع في العراق والمنطقة وأهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في مجال الإعمار بعد أن حقق الانتصار على الإرهاب». ويعد سوليفان أرفع مسؤول أميركي رفيع يلتقي عبدالمهدي منذ تكليفه تشكيل الحكومة العراقية المقبلة في الثاني من الشهر الجاري.

خارج «الخضراء»

وأجرى رئيس الوزراء المكلف، أمس، سلسلة لقاءات في مكتبه الجديد خارج المنطقة الخضراء لتشكيل الحكومة وتدارس البرنامج الحكومي للسنوات الأربع المقبلة.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المُكلف «أن عبدالمهدي باشر مهام أعماله في مكتبه خارج المنطقة الخضراء في المنطقة الواقعة مقابل محطة القطارات العالمية المركزية في جانب الكرخ».

وأوضح البيان «أن رئيس الوزراء المكلف عقد سلسلة لقاءات داخل المبنى تتعلق بتشكيل الحكومة والبرنامج الحكومي».

ولم يبق أمام رئيس الوزراء المكلف في إطار المهلة الدستورية البالغة 30 يوماً ابتداء من الثاني من أكتوبر الجاري سوى أكثر من أسبوعين وعليه تقديم تشكيلته الوزارية للبرلمان العراقي.

ولم يسبق لأي رئيس وزراء عراقي بعد عام 2003 أن اتخذ مكتباً حكومياً لتشكيل الحكومة خارج أسوار المنطقة الخضراء المُحصنة التي استحدثت بعد الغزو الأميركي لتكون مقراً للقوات الأميركية وبعدها مقراً للحكومات والبرلمان العراقي ومنازل كبار المسؤولين العراقيين فضلاً عن مقار السفارات الكبرى أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا.

الجعفري والأسد

في سياق آخر، أجرى وزير الخارجية العراقي في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم الجعفري، أمس، زيارة إلى دمشق لبحث الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة وسبل تطوير العلاقات بين البلدين.

وسيلتقي الجعفري خلال الزيارة، التي تستمر يومين، الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين السوريين.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم وجه دعوة رسمية مطلع الشهر الجاري للجعفري لزيارة دمشق، في إطار مساعي فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.

الجعفري يزور دمشق ويلتقي الأسد
back to top