السيسي: نثمن دور الأمير لضمان استقرار المنطقة وأمنها

• أكد في لقاء مع الصحافة الكويتية عمق العلاقات الثنائية وحدد موقف مصر من التطورات في المنطقة
• «أمن الكويت من أمن مصر... وعلاقات البلدين مسيرة ممتدة بالتعاون ونموذج يحتذى بالتفاهم»

نشر في 14-10-2018
آخر تحديث 14-10-2018 | 00:07
السيسي متوسطاً أعضاء وفد الصحافة الكويتية
السيسي متوسطاً أعضاء وفد الصحافة الكويتية
ثمّن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الدور الذي يقوم به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في المنطقة، «لضمان الاستقرار والأمن».

جاء ذلك خلال لقاء للرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية، و"كونا"، ومجلس إدارة جمعية الصحافيين الكويتية، بحضور سفير الكويت لدى مصر محمد الذويخ.

وأشاد السيسي بالعلاقات الثنائية "المتميزة" بين مصر والكويت تحت القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد "ومن قبله أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد".

وأوضح أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين مسيرة ممتدة بالتعاون والتفاهم "وستستمر كذلك إن شاء الله"، واصفاً هذه العلاقات بأنها "تمثل نموذجاً يحتذى به للتعاون والاخوة الصادقة بين الدول العربية وبين أشقاء تجمعهم روابط تاريخية وطيدة".

وقال الرئيس السيسي "لن تكون مبالغة عندما نقول إن ما يجمع كل الدول العربية مصير مشترك وليس فقط المصالح المعتادة في العلاقات الدولية، فالمصير المشترك يعني اننا في قارب واحد"، مضيفا ان "ما يؤثر على أحدنا بالخير ينعكس على الباقين والعكس صحيح".

واستذكر في هذا الصدد امتزاج الدماء المصرية والكويتية في حرب السادس من اكتوبر 1973 وحرب الخليج 1991، مشيرا إلى أن ذلك "دليل قاطع على المصير المشترك، وهو الأمر الذي استمر حتى الآن".

وأكد الرئيس المصري مجدداً وقوف بلاده قيادة وشعباً مع الكويت، مشددا على أن "أمن الكويت من أمن مصر".

علاج خاطئ

وفي رده على سؤال حول رؤيته لما حدث في عام 2011 قال الرئيس السيسي، إن "ما حدث في المنطقة من أحداث غير مسبوقة عام 2011 كان علاجاً خاطئاً لتشخيص خاطئ وغير حقيقي"، موضحا أن التشخيص السليم "يتطلب من مثقفي ومستنيري الأمة العربية القيام بدورهم في إنارة الطريق للجموع وللأجيال المقبلة من خلال التوصيف السليم للأوضاع الحقيقية في دولنا".

وأضاف "كما ان عليهم عبئا كبيرا في استخلاص الدروس مما حدث، لكي لا تتكرر هذه الأحداث التي تسببت في ضياع دول بأكملها، ومقتل وتشريد الملايين من العرب، وتهديد مقدرات شعوب بأسرها".

وأكد السيسي في هذا الصدد "وجوب المحافظة على الدولة الوطنية وترسيخ مفهومها في نفوس الأجيال الجديدة، كي ينشأوا على فهم دورها ومسؤولياتها بدقة وواقعية، ومن ثم يدركون أهمية الحفاظ عليها، وعدم هدم مفهوم وكيان الوطن لمصلحة كل من يريد ذلك".

وقال "بالنسبة لمصر فقد رفض الشعب المصري في مشهد تاريخي فريد في 30 يونيو 2013 سيطرة التيارات التي لا تنتمي لعالمنا المعاصر، وتريد دفع عجلة الزمن الى الوراء وفرض رؤيتها الطائفية المغلقة على اغلبية الشعب".

وأضاف انه "لأول مرة ربما في التاريخ يخرج الملايين بهذه الغزارة والكثافة إلى الشوارع، لينقذوا وطنهم وهويتهم ومقدراتهم".

ومضى يقول "بمنتهى الوضوح لا أملك إلا تلبية الإرادة الشعبية الواضحة التي تجلت في ثورة 30 يونيو"، مشدداً على أن الإرادة الشعبية "أمر لا يرد ونداء يتوجب عليّ تلبيته".

خيار السلام

وعن جهود مصر في الملف الفلسطيني للتهدئة بين حركة "حماس" واسرائيل وفي المصالحة الفلسطينية، قال الرئيس السيسي، إن "السلام بالنسبة لمصر خيار استراتيجي... حاربنا من اجل السلام، وحافظنا عليه، ونبذل اقصى الجهود للتوصل الى تسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".

وأضاف ان التسوية يجب أن "تحقق للشعب الفلسطيني أمله المشروع في اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة، وبما يوفر واقعا جديدا في المنطقة يسمح لجميع شعوبها بالعيش في أمان وتحقيق التنمية".

وشدد على ان مصر مستمرة في القيام بدورها "التاريخي" مع جميع الأطراف "وعلاقاتنا متميزة بالجميع، لأنهم يعرفون ان مصر تسعى إلى أهداف نبيلة وهي السلام والتنمية".

وأشار الرئيس السيسي الى ان مصر تبذل "في هذا الإطار جهدا كبيرا لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وتوحيد الصف، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية"، موضحا أن ذلك سيساعد في دفع مساعي احياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

الدولة والخطر الوجودي

وحول الأزمات في سورية واليمن وليبيا قال الرئيس السيسي، إن "أخطر ما حدث في المنطقة خلال السنوات، التي تلت عام 2011، هو انهيار الدولة الوطنية لمصلحة الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وهذا خطر وجودي غير مسبوق".

وأشار إلى أن "هذه الدول العربية صمام أمان لا غنى عنه لتحقيق حياة آمنة لملايين المواطنين، وهذه مقدرات شعوب، ولا يمكن العبث بها او التعامل معها بخفة وعدم جدية".

وأكد أن احترام سيادة الدولة، والحفاظ على كيانها ووحدتها وترسيخ تماسك مؤسساتها، واحترام ارادة الشعوب، وايجاد حل سلمي للازمات ونزع اسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة "هي محددات تعاملنا مع الأزمات القائمة بالمنطقة".

وعن آلية التعامل مع المخاوف من عودة المتطرفين الى بلادهم مع قرب انتهاء الحرب في سورية، ودحر ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قال الرئيس السيسي، إن "معركة مصر ضد الارهاب جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب، ونحن ملتزمون بالتصدي للتنظيمات الإرهابية، وتقديم يد العون والشراكة لكل حلفائنا في تلك الحرب".

وأضاف ان ذلك "ما دفعني لتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في مصر والمنطقة والعالم"، مبينا ان "في اطار الحرب على (داعش)، فمن المهم اعادة تأكيد ضرورة استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي، بما في ذلك تلبية تطلعات وإرادة الشعوب نحو النهوض بالدولة".

مواجهة الإرهاب

وأوضح أن ذلك يتأتى "من خلال تكريس مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو ما نقدر انه يمثل خط الدفاع الأول ضد اي محاولات لنشر الفكر الإرهابي، ولدعم اي جهود للقضاء عليه".

وشدد على ضرورة ان "يواكب التقدم المحرز في مكافحة تنظيم (داعش) تحرك مكثف لمنع تحرك العناصر الإرهابية الى ملاذات آمنة او قيام أطراف اقليمية بتوفير ممرات آمنة لهذه العناصر، للانتقال الى اماكن اخرى في شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء".

وأكد ان ذلك "يعد عنصرا أساسيا في مكافحة الارهاب والقضاء عليه في كل مكان"، مبينا انه "ليس من المقبول ان يتم القضاء على بؤر الإرهاب في مناطق معينة دون التأكد من ظهور بؤر جديدة في مناطق أخرى".

وعن المعركة ضد الإرهاب في سيناء والوضع الامني في مصر قال الرئيس السيسي "هناك تحسن ملموس يشعر به الجميع، ونحمد الله على ذلك"، معربا عن الشكر "لأبناء مصر الأشداء الأوفياء من الجيش والشرطة الذين تحملوا الكثير خلال السنوات الماضية".

ووجه السيسي "تحية من القلب" لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء ولأسرهم، مشيرا الى ان هذه التضحيات "الغالية من هؤلاء الابطال هي السبب الأساسي للتحسن الذي يحدث، وسيستمر ان شاء الله، وهو ما يدركه الشعب المصري العظيم الذي يقف وراء قواته المسلحة والشرطة ويدعمهما بلا حدود".

وقال مخاطبا الوفد الصحافي "أنتم تعلمون ان هناك منبعا واحدا للفكر الارهابي المتطرف، وهو فكر غير قابل للحياة، والجماعات الإرهابية تتناوب الأدوار من مرحلة لأخرى".

وأكد ان لمصر وقيادتها "موقفا واضحا" في التعامل مع هذا الامر في انه "لا مكان في مصر لمن يرفع السلاح في وجه المواطنين او يروعهم او يرهبهم، ولا مكان لمن يرفض التعايش السلمي ولا يؤمن بحق جميع المواطنين في الحياة الآمنة الكريمة"، مشددا على ان هذه "قناعة شعب مصر التي اكدها أكثر من مرة"، مضيفا "أنا حريص على تأدية هذه الأمانة".

سد النهضة... واستراتيجية التعاون

قال السيسي في معرض حديثه عن استراتيجية مصر ازاء التعامل مع (سد النهضة) الإثيوبي ان «استراتيجيتنا هي التعاون والتعاون البناء وترسيخ الثقة المتبادلة... عملنا معا سنوات، وتم التقدم في مسارات، ونأمل ان يتم على جميع المسارات، وارسينا اطارا قويا للثقة والتعاون».

وأكد العلاقات الطيبة «للغاية» التي تربط القيادة المصرية مع رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد ابي احمد «وهناك تواصل مستمر، ونأمل ان تتقدم الأمور بين الاجهزة الفنية المعنية ليتم تحقيق رؤية القيادتين السياسيتين في مصر واثيوبيا، وهي ضمان حق شعب مصر في الحياة، وحق شعب اثيوبيا في تحقيق التنمية»، مشدداً على أن هذا هو التزام مصر «وهو ما نعمل على تحقيقه».

مليون شقة للإسكان الاجتماعي

حول مسيرة التنمية والأوضاع الاقتصادية في ظل المشاريع الضخمة التي تنفذها مصر قال الرئيس السيسي «لقد نجحنا بفضل الله وبشهادة المؤسسات الدولية في تحقيق العديد من الإنجازات خلال فترة زمنية قياسية، حيث تم ولايزال جاريا بناء العديد من المدن الجديدة».

وأضاف أن هناك مشروعات ضخمة للاسكان منها مليون شقة للاسكان الاجتماعي، فضلا عن نقل حوالي 200 ألف اسرة من المناطق العشوائية وغير الآمنة الى مجمعات سكنية متكاملة، ومساكن حضارية تتوافر فيها جميع الخدمات.

وذكر أن هذا «عمل غير مسبوق، ويحق لنا كمصريين الشعور بالفخر اننا استطعنا مساعدة مواطنينا الذين عانوا طويلا ظروف الحياة غير الكريمة التي لا تليق بنا».

ووجه الرئيس السيسي إلى الوفد الصحافي الكويتي دعوة «لزيارة هذه المجمعات السكنية المتكاملة في احياء (الأسمرات)، و(المحروسة)، و(روضة السيدة) بحي السيدة زينب، وغيرها من مشروعات تطوير المناطق الخطيرة وغير الآمنة «لتشاهدوا بأنفسكم حجم الإنجاز الذي تحقق على الأرض».

وقال «بالإضافة الى ما سبق، فقد نجحنا كذلك في اعادة تأهيل البنية التحتية من شبكة طرق حديثة وتطوير قدراتنا على انتاج الطاقة الكهربائية والطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات انشاء محطات المعالجة الثلاثية للمياه».

وأضاف أنه جرى كذلك «تطوير وزيادة عدد الموانئ البحرية والجوية، وتنفيذ العديد من مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي، وانشاء الكثير من المناطق الصناعية، وتطوير محور قناة السويس، فضلا عن اصلاح التشريعات المنظمة لعملية الاستثمار لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار».

الاهتمام بالشباب وإعدادهم لقيادة الوطن

فيما يتعلق برؤيته لدور الشباب في التنمية، في ظل ما توليه الدولة من اهتمام لقضايا هذه الفئة من المجتمع قال الرئيس السيسي، إن «هناك حقيقة واضحة، ولها مغزى مهم بالنسبة للهرم السكاني في مصر، وهي ان الشباب يمثلون النسبة الأكبر من عدد السكان».

وأضاف ان ذلك يعني أن مصر «مجتمع شاب متدفق بالحماس والقوة، وهو ما يلهمنا للاستفادة من هذه الطاقة العظيمة في بناء الوطن، وتحقيق احلام الشباب في وطن حر متقدم يوفر لأبنائه فرصا متساوية في الحياة الآمنة الكريمة».

وتابع يقول «لذلك فإننا مهتمون بالتواصل مع الشباب، سواء من خلال مؤتمرات خاصة بهم تمثل منصة فريدة في مصر ليتواصلوا مع كبار مسؤولي الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، أو من خلال آليات يُجرى تطويرها باستمرار مثل البرنامج الزمني لتأهيل الشباب للقيادة، والأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب».

وشدد على انها «تجربة غير مسبوقة في مصر وربما في المنطقة» تهدف إلى اعداد قيادات رفيعة المستوى من الشباب يستطيع قيادة الوطن لأجيال كثيرة مقبلة.

وذكر أن «فضلا عن ذلك هناك تمكين للشباب لتولي مناصب كانت في الماضي حكرا على كبار السن»، مبينا ان هناك «الآن شبابا في مناصب مساعدي الوزراء ونواب المحافظين بل ومحافظين أيضا».

الإصلاح الاقتصادي يؤتي ثماره

أكد الرئيس المصري ان عملية الإصلاح الاقتصادي «بدأت تؤتي ثمارا يشير اليها التحسن المستمر في المؤشرات الاقتصادية»، ومنها معدل نمو بلغ في العام المالي (2017 / 2018) نحو 5.3 في المئة، وحجم احتياطي نقدي تجاوز 44 مليار دولار، وسط جهود لتخفيض عجز الموازنة الى اقل من 10 في المئة من الناتج القومي الإجمالي.

وتطرق السيسي الى مرحلة ما بعد اعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية عام 2018، مبينا انها شملت، بجانب الاستمرار في عملية الاصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية، الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم بمختلف مراحله من خلال خطة تشمل التعليم الأساسي وما قبل الجامعي «على نحو يحدث لأول مرة في مصر».

وأفاد بأنه بالنسبة للتعليم الجامعي سيتم عقد توأمة للجامعات المصرية مع أفضل جامعات العالم، بهدف نقل الخبرات، وبناء قاعدة جامعية علمية حديثة في مصر.

وبالنسبة للصحة أشار الرئيس السيسي الى تطورات المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، والذي بدأت اولى مراحله من خلال تنفيذ المبادرة الضخمة للقضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، والكشف عن الامراض غير السارية التي تستهدف حوالي 50 مليون مواطن مصري في جميع انحاء الجمهورية.

وأشار إلى مضي الدولة قدما في عملية اصلاح اقتصادي «جادة ومدروسة كان للشعب المصري الدور الأهم في تحمل نتائجها الصعبة، بما لديه من وعي وادراك لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر».

امتزاج الدماء المصرية والكويتية في أكتوبر 1973 وحرب الخليج 1991 دليل على المصير المشترك

أحداث المنطقة عام 2011 غير مسبوقة وهي علاج خاطئ لتشخيص خاطئ وغير حقيقي

الدولة الوطنية صمام أمان وانهيارها لمصلحة الميليشيات والإرهابيين خطر وجودي غير مسبوق

مطلوب استخلاص دروس أحداث دولنا لكي لا تتكرر وتتسبب في ضياع دول بأكملها

السلام خيار استراتيجي حاربنا من أجله وحافظنا عليه ونبذل الجهود لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية

احترام سيادة الدول ووحدتها ومواجهة الجماعات المتطرفة محددات تعاملنا مع أزمات المنطقة

الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي خط الدفاع الأول ضد أي محاولات لنشر الفكر الإرهابي
back to top