لبنان: باسيل ينكأ الجراح بين «القوات» و«المردة»

• جعجع: جبران خبيث ومليء بالحقد والشر والنيات السلبية للطرفين
• عون بعد لقائه ماكرون: تشكيل الحكومة أمر لبناني صرف

نشر في 13-10-2018
آخر تحديث 13-10-2018 | 00:02
لقاء ماكرون مع عون وباسيل على هامش القمة الفرنكوفونية في يريفان أمس (دالاتي ونهرا)
لقاء ماكرون مع عون وباسيل على هامش القمة الفرنكوفونية في يريفان أمس (دالاتي ونهرا)
حملت مقابلة رئيس "التيار الوطني الحرّ" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، التلفزيونية، مساء أمس الأول، في طياتها خطاباً تصعيدياً وحاسما تجاه العديد من الملفات.

ووضع باسيل حدّاً للتفاؤل الذي ساد في الأيام الماضية بشأن قرب تشكيل الحكومة اللبنانية، مطلقا مواقف متشددة حيال حزب "القوات اللبنانية" وحصته في الحكومة المنتظرة، كما وضع عقدة جديدة على طاولة التشكيل، تتمثل في إعلانه صراحة، للمرة الأولى، إصرار فريقه على الحصول على وزارة الأشغال ومعها الطاقة، في حين وُعد تيار "المردة"، مدعوما من "حزب الله" من جهة والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من جهة ثانية، بأن الحقيبة ستبقى من حصته (المردة).

ولم تمر المقابلة دون دخول باسيل في المصالحة المنتظرة بين حزب "القوات اللبنانية" وتيار "المردة"، وهو حاول أن يدق إسفينا بينهما ضمن إطار الاشادة بالمسامحة التي يتحلى بها رئيس التيار النائب السابق سليمان فرنجية، وتذكيره بشكل غير مباشر بأن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع قتل والده ووالدته وشقيقته

(خلال الحرب الأهلية)، وقال: "الأمر يجب أن يحصل وأفرح بحدوثه، لأنني أفكر عندها أنه إذا استطاع فرنجية مسامحة من قتل عائلته سيتمكن من مسامحة من يعتبر أنه أخذ الرئاسة من دربه".

واستدعى كلام باسيل ردا عنيفا من معراب على لسان عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائبة ستريدا جعجع التي قالت: "في هذه اللحظة التاريخية بالذات ينبري الوزير باسيل بالحديث عن الموضوع بأسوأ وأخبث طريقة ممكنة ملؤها الحقد والشر والنيات السلبية حيال الطرفين. فأن يكون الوزير باسيل ضد القوات أو ضد المردة أو ضد تلاقيهما أو ضد تلاقي أي طرفين لبنانيين، فهذا حقه في السياسة، ولكن أن يتسلل الى قضية وجدانية، وأن يدخل الى جرح عميق عانى منه اللبنانيون، كل اللبنانيين وتألموا كثيرا على مدى أربعين عاما، ليعيد فتحه وغرز السكين فيه لهو أمر لم يتصوره أحد حتى عند مواطن عادي، فكيف عند رئيس حزب من الأحزاب الكبرى، والذي كان يفترض فيه أن يكون من أكثر الحريصين على خطوة من هذا النوع"؟ معتبرة أنه "بما يتعلق بالمقاييس لتشكيل الحكومة لا يعود للوزير باسيل وضع المقاييس التي إما يضعها الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وإما مجموع الكتل النيابية المكونة للمجلس النيابي، وبالرغم من ذلك يصر الوزير باسيل على مصادرة هذا الحق لنفسه".

وختمت: "في الخلاصة يتبين بشكل جليّ أن كل المقاييس التي يضعها الوزير باسيل انما يطبقها بعين واحدة فقط، وعلى القوات اللبنانية فقط، وكل ذلك بغية تقليص حجم تمثيلها الوزاري، وهذا ما لن نقبل به على الإطلاق".

في موازاة ذلك، التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش مشاركته في أعمال القمة الفرنكوفونية السابعة عشرة المنعقدة في العاصمة الأرمينية يريفان.

وأوضح الرئيس عون، في دردشة مع الصحافيين بعد اللقاء، أن "التفاهم كان تاما مع الرئيس الفرنسي حول كل المواضيع، ونحن نتعاون دائما مع بعضنا كأصدقاء". وعن تشكيل الحكومة أكد أن "الاجتماع مع الرئيس ماكرون ليس بهدف تشكيل الحكومة، لأن هذا شأن لبناني بحت، لكنه يرغب طبعا في تشكيلها، وخصوصا بعد إجراء الانتخابات النيابية".

وهل سيلتقي الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، قال رئيس الجمهورية إن "الرئيس الحريري مرحّب به ساعة يشاء".

back to top