روسيا تستهدف «دفاع» إدلب... والسويداء على أبواب انتفاضة

● إردوغان يتوعد شرق الفرات
● S300 سيشغلها سوريون لا إيرانيون
● قانون «الأوقاف» يرى النور

نشر في 13-10-2018
آخر تحديث 13-10-2018 | 00:05
فتاة سورية تبيع الملابس المستعملة في عفرين الثلاثاء الماضي (أ ف ب)
فتاة سورية تبيع الملابس المستعملة في عفرين الثلاثاء الماضي (أ ف ب)
وسط إصرار تركي على ملاحقة «أوكار الإرهاب» في مركز ثقل القوات الأميركية شرق نهر الفرات، استهدفت روسيا الدفاع المدني في سورية المعروف بأصحاب الخوذ البيضاء، معتبرة أنهم يشكلون تهديداً، في وقت تتجه الأمور في محافظة السويداء إلى مزيد من التصعيد في ظل تحذيرات من انتفاضة شاملة.
في خطوة أثارت انتقادات قوية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، طلبت روسيا من القوى الغربيّة، أمس الأول، إخراج عناصر الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» من إدلب وسورية، معتبرة أنهم يُمثّلون «مصدر تهديد».

ووفق دبلوماسيين في الأمم المتحدة، فإن ممثّل روسيا، قال في اجتماع مغلق لمجلس الأمن دعت إليه موسكو، «الإرهابيون يجب أن يغادروا. إبقاؤهم في المجتمع ليس فكرة جيدة». وتابع: «أخرجوهم من المناطق التي يتواجدون بها، خصوصا من إدلب».

واستناداً إلى مصادر دبلوماسية عدّة، فقد ردّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا برفض هذه «المعلومات الكاذبة». وقال ممثل الولايات المتحدة، بحسب المصادر، نفسها إنّ «هذه الاتهامات فاضحة وخاطئة. الخوذ البيضاء جزء من منظمات إنسانية، وروسيا تُواصل نشر معلومات خاطئة».

واعتبر ممثل بريطانيا أنه «لا شيء من هذا صحيح. هذه التلميحات سخيفة، دعونا نتوقف عن إضاعة وقت مجلس الأمن». وقال ممثل فرنسا بحسب المصادر عينها إن هذا «تضليل»، مشيرا إلى أن «هؤلاء المدنيين ينقذون مئات الأشخاص».

كما عبّر أعضاء آخرون في مجلس الأمن، بحسب المصادر نفسها، عن وجهة نظر مغايرة للموقف الروسي، مشدّدين على ضرورة «حماية العاملين في المجال الإنساني» في سورية.

التحكم بـ S300

وفي رد على تأكيد موقع «ديبكا» الإسرائيلي عن تحكم خبراء إيرانيين بأحدث منظومات الدفاع الجوي، التي تسلمتها دمشق من موسكو مؤخراً، اعتبر عضو مجلس وزارة الدفاع الروسية ورئيس تحرير مجلة «الدفاع الوطني» إيغور كوروتشينكو هذه المزاعم جزءاً من الحرب الإعلامية، مؤكداً أن منظومات S300 ستشغلها أطقم عسكرية سورية بعد الانتهاء من تدريبها.

وحذر كوروتشينكو «إسرائيل والولايات المتحدة من اتخاذ افتراءات ديبكا من أجل توجيه ضربة قوية لمواقع S300»، مشدداً على أن هذا يمكن أن يثير أزمة عسكرية حادة مماثلة لتلك التي حدثت في منطقة بحر الكاريبي، مع جميع النتائج المترتبة على المبادرين بالاستفزاز.

انتفاضة السويداء

إلى ذلك، هددت حركة رجال الكرامة في محافظة السويداء بانتفاضة شعبية كبيرة في عموم المحافظة الواقعة بجنوب سورية ما لم يتم حل ملف المختطفات لدى تنظيم «داعش».

وقالت مصادر مقربة من الحركة، إن «رجال الكرامة أمهلوا القوات الحكومية ولجنة التفاوض الأهلية 24 ساعة، لحل ملف المختطفات». وأفادت مصادر محلية في السويداء بأن «المدينة تشهد انتشاراً أمنياً كثيفا بعد إطلاق أحد رجال الكرامة النار على مبنى المحافظة، ما تسبب في الحاق أضرار مادية فقط»، مشيرة إلى عملية الانتشار «تتزامن مع وصول مصفحات روسية إلى محيط مبنى المحافظة، واجتماعات مكثفة أمنية وشعبية، نتيجة الاحتقان الشديد في المحافظة، كما عقد اجتماع آخر لشيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز ووجهاء من المحافظة، مع قادة الفصائل العسكرية المحلية في السويداء لبحث ملف المختطفين». وهدد «داعش» بقتل المختطفين إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه، وهي دفع فدية تقدر بنحو 30 مليون دولار، ووقف هجوم القوات الحكومية على ريف السويداء، وإطلاق سراح نساء معتقلات في سجون النظام.

شرق الفرات

وعلى جبهة موازية، توعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال حفل تخريج دفعة من الطلبة العسكريين بمدينة إسبارطة أمس، باستئصال «أوكار الإرهاب» في شرق نهر الفرات في وقت قريب بدعم من أفراد القوات الخاصة والخريجين.

وأكد إردوغان أن تركيا وجهت ضربة قوية لعناصر التنظيمات «الإرهابية»، مشيراً إلى فصل «الخونة» في الجيش بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت منتصف يوليو 2016. في المقابل، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، أمس الأول، ارتفاع عدد الموقفين لديها من الجهاديين الأجانب إلى نحو 900 عنصر من 40 دولة. وقال المتحدث باسم الوحدات نوري محمود، إن «الحرب ضد داعش مستمرة، ولانزال حتى الآن نلقي القبض على إرهابييه»، لافتاً إلى أن «الأعداد التي ازدادت كانت خلال الأشهر الأخيرة من المعارك العنيفة الدائرة في آخر جيب يتحصن فيه التنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور شرقاً».

قانون الأوقاف

بدوره، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد القانون رقم 31 الناظم لعمل وزارة الأوقاف، بعد جدل كبير ومطالبات بتعديل قانون الأوقاف. وأقر مجلس الشعب بعض التعديلات على مشروع القانون المذكور، ليصبح قانونا بعد أن كان مرسوما. وأكد عضو المجلس نبيل صالح، أنه قد تم حذف معظم المواد التي أثارت تخوف السوريين، وجرى تعديل بعضها في ما يخص قانون الأوقاف الإشكالي.

وشهد الشارع السوري جدلا واسعا بعد موافقة الحكومة مؤخرا على مشروع قانون رآه الكثيرون تهديداً لعلمانية الدولة وتكريسا للسلطة الدينية، وطالبوا بتعديله.

في الأثناء، أعلن مدير قسم اللغة الروسية في جامعة دمشق هيثم محمود تخريج أول دفعة من قسم اللغة الروسية تشمل 17 طالباً سورياً، موضحاً أنه سيتم إيفاد 10 منهم إلى موسكو، لمواصلة تحصيلهم، على أن يلحق بهم آخرون العام المقبل.

وذكر محمود، أن الكثير من السوريين يرغبون حاليا في تعلم اللغة الروسية بالقسم، الذي أسس في جامعة دمشق منذ 4 سنوات، ليصبح اليوم القسم الأكبر بين كل أقسام اللغات في الجامعة.

مخيم اليرموك بانتظار إعادة الإعمار

بيّن أبنية مدمرة، تشق جرافة صفراء طريقها لتتوقف أمام تلال من الركام تحجب الرؤية عما خلفها، قبل أن يبدأ سائقها برفع الأنقاض تدريجيا ونقلها إلى شاحنة قريبة في أحد أحياء مخيم اليرموك في جنوب دمشق الشاهد على سنوات النزاع. وتحول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين خلال سنوات الحرب رمزا لمعاناة قلّ نظيرها، بعدما شكّل ساحة معارك بين أطراف عدة تناوبت على السيطرة عليه، وتعرض لقصف عنيف وحصار محكم دفع سكانه للفرار منه. في أروقة المخيم الخالي من سكانه، يطغى مشهد الدمار على ما سواه. ولا يتردد في أنحائه إلا ضجيج جرافات وشاحنات تتنقل بين شوارعه الضيقة، بعد نحو 5 أشهر من سيطرة القوات الحكومية عليه إثر طرد تنظيم «داعش» منه. ومنذ 3 أسابيع، بدأت عملية إزالة الأنقاض من المخيم في إطار خطة مشتركة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة السورية، من المتوقع أن تستمر شهراً إضافياً.

900 «داعشي» في قبضة الأكراد... وجامعة دمشق تخرج أول «دفعة روسية»
back to top