مناورات ترامب تنعش شركات النفط والغاز

نشر في 09-10-2018
آخر تحديث 09-10-2018 | 00:03
No Image Caption
كان اللافت على صعيد الطاقة في الولايات المتحدة تلك السرعة المذهلة التي تمكّن الرئيس ترامب عبرها من تحقيق شريحة واسعة من المكاسب التي حصدتها شركات النفط والغاز، في حين لم ينسحب ذلك على أدائه السياسي، فقد أفضت قراراته إلى استعداء أقرب حلفاء بلاده في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وإطلاق حرب تجارية مع روسيا والصين، ينتظر أن تكون لها حصيلة كارثية على الاقتصاد العالمي برمته.

ويرى محللون أن ترامب حرص خلال أشهر قليلة من وصوله إلى البيت الأبيض على الوفاء بعدد من الوعود التي قطعها في حملته الانتخابية والتي هدفت في المقام الأول إلى اللعب على وتر مصالح شركات النفط الأميركية المعروفة بنفوذها السياسي.

ويذكر في هذا الصدد أن ترامب نجح بصورة لافتة أيضاً في إعادة كتابة الكثير من الأنظمة البيئية ليعطي صورة زاهية لعهد جديد غير تقليدي في الولايات المتحدة.

ويقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست إن القلق الحقيقي في أوساط شركات النفط الأميركية كان الوعد الذي قطعه ترامب خلال حملته الانتخابية حول إلغاء اتفاقية نافتا مع كندا والمكسيك. أما وقد أمكن تجاوز هذه المشكلة عبر التوصل إلى اتفاقية جديدة، فقد توافرت الفرصة لقطاع الطاقة كي يتنفس الصعداء. وتمكن مجتمع النفط في الولايات المتحدة من إقناع ترامب بالإبقاء على البعض من البنود في الاتفاقية السابقة وكانت طبعاً لمصلحة هوامير الطاقة الجشعين.

ورغم طرد شركات النفط الأجنبية من المكسيك فإن ذلك البلد أعاد فتح حقوله النفطية أمام تلك الشركات منذ سنة 2013، كما أن لدى كبرى الشركات مثل بريتيش بتروليوم وشيفرون واكسون موبيل تراخيص هناك كان يمكن أن تتعرض لانهيار لو أن الاتفاقية ألغيت بشكل نهائي.

في غضون ذلك، سارع النقاد من أنصار حماية البيئة إلى انتقاد الاتفاقية الجديدة؛ لأنها لم تتطرق إلى مسألة تغير المناخ في المقام الأول. واللافت في الاتفاقية الجديدة أنها تحظر فرض تعرفات على المنتجات المكررة من النفط والغاز مثل البنزين الذي يباع من جانب المصافي الأميركية في المكسيك، كما أنها تخفض التعرفة على النفط الكندي من ألبرتا وساسكاتشوان الذي يشحن بسهولة عبر خطوط أنابيب لتكريره في المصافي الأميركية.

ويقول محللون إن قطاع النفط في الولايات المتحدة عمل بجهد لافت من أجل إقناع ترامب بالحفاظ على الأسس الجوهرية في اتفاقية نافتا، وبحلول شهر سبتمبر من العام الماضي أصبحت جماعة الضغط أكثر حدة في مطالبها، مشيرة الى أن هذه الاتفاقية اذا لم تعالج بصورة ملائمة فإن مختلف أوساط الطاقة الأميركية ستضطر إلى مراجعة الاجراءات اللازمة من أجل إصلاح المسار قبل فوات الأوان.

لكن صناعة النفط تشعر في الوقت الراهن على الأقل بارتياح مشوب بالحذر، لأن التوتر الذي خيم مفاوضات نافتا قد انتهى، وبحسب أحد خبراء الطاقة في الولايات المتحدة فإن تلك الصناعة كانت تسعى جاهدة إلى تحقيق الاستقرار في القطاع النفطي لما لذلك من أهمية بالغة ازاء التوصل الى حصيلة ناجحة لهذه القضية الجوهرية على أكثر من صعيد.

من جهة أخرى، يجمع خبراء الطاقة في الولايات المتحدة على أن اندفاع الرئيس ترامب وسرعة اتخاذه لقراراته التي لا يمكن التنبؤ بها كانت العامل الأساسي وراء ما يوصف بالاستدارة الايجابية التي أفضت إلى اتفاقية نافتا الجديدة التي لا تزال في حاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي قبل أن تدخل حيز التنفيذ.

back to top