ترامب يفعّل «مكافحة الإرهاب»... والجمهوريون لتثبيت كافانو

واشنطن تصنف الصين خطراً على صناعتها العسكرية... وتعمل على تشكيل ائتلاف تجاري ضدها

نشر في 06-10-2018
آخر تحديث 06-10-2018 | 00:09
ترامب يتحدث لأنصاره بمركز مايو سيفيك في روشستر بمينيسوتا أمس الأول  (أ ف ب)
ترامب يتحدث لأنصاره بمركز مايو سيفيك في روشستر بمينيسوتا أمس الأول (أ ف ب)
قبل نهاية أسبوع حفل بالاتهامات لدول عدة بتهديد الأمن القومي والديمقراطية واختراق الشبكات وسرقة بيانات، فعّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجيته الجديدة لمكافحة الإرهاب، في حين اصطف الجمهوريون لتثبيت مرشحه لتولي رئاسة أكبر هيئة قضائية في الولايات المتحدة.
أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، استراتيجية الأمن القومي الجديدة لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أنها «ستحمي وتعزز الأمن وستنظم الجهود لهزيمة الذين يهددون الولايات المتحدة وستعطي إرشادات نحتاجها للحماية من كل التهديدات الإرهابية».

وقال مستشار الأمن القومي جون بولتون، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن الاستراتيجية ستكون أوسع من سابقاتها، وستجمع بين الوسائل العسكرية وغيرها لمحاربة الإرهاب الموجودة لدى الولايات المتحدة، مبيناً أنها تركز على الجهود الهادفة إلى ملاحقة منبع ومصدر الإرهابيين وعزلهم عن من يدعمهم».

وأشار أيضاً إلى أنها تهدف إلى تطوير الأدوات الخاصة بمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستعدادات لمواجهته، بالإضافة إلى حماية البنية الأساسية الأميركية والحدود»، لافتاً إلى أن هذه الاستراتيجية لا تركز على منظمة بعينها بل كل الشبكات الإرهابية التي تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها.

تعيين كافانو

إلى ذلك، ازداد الجمهوريون ثقة بإمكانية فوز مرشح ترامب لرئاسة المحكمة العليا بريت كافانو، بتأييد مجلس الشيوخ بعد أن أبدى عضوا الحزب الحاكم جيف فليك وسوزان كولينز رد فعل إيجابياً على تقرير لمكتب التحقيقات الاتحادي بشأن اتهامات منسوبة إليه بسوء السلوك الجنسي.

ومضى الجمهوريون قدماً في خطط إجراء تصويت إجرائي رئيسي أمس، وتصويت نهائي اليوم لتأكيد تولي كافانو للمنصب. وشدد رئيس لجنة الشؤون القضائية تشاك غراسلي على ضرورة «المصادقة على كافانو السبت»، مضيفاً: «نأمل أن يكون لنا خلال ساعات عضو جديد في المحكمة العليا».

وفي حين شارك الآلاف في مسيرة ضد كافانو في شوارع واشنطن، هاجم الديمقراطيون تحقيق «إف بي آي»، ووصفوه بأنه «غير مكتمل» وخضع لقيود من البيت الأبيض المصر على تعيينه.

وندد الديمقراطيون بتقرير أرسله البيت الأبيض للجنة القضائية بمجلس الشيوخ، ووصفوه بأنه محاولة لتحسين صورة ضيقة النطاق تتجاهل شهوداً مهمين.

وفي مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، أكد القاضي المثير للجدل أنه «مستقلّ وغير منحاز لأي فريق سياسي أو أي تدبير»، موضحاً أنه في حال صادق مجلس الشيوخ على تعيينه فسيحافظ على روح من الانفتاح في كل قضية، وسيطمح إلى حماية الدستور والقانون على الدوام.

الدفاع الأميركية

وبعد اتهام وزارة العدل 7 سبعة ضباط مخابرات روس بالتخطيط لاختراق شبكات الكمبيوتر وسرقة بيانات من شركة «وستنغهاوس إلكتريك» للطاقة النووية ومن وكالات لمكافحة استخدام المنشطات ومن اتحادات رياضية وكذلك من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، جاء في تقرير أعلنته أمس وزارة الدفاع (البنتاغون) أن الصين تشكل «خطراً كبيراً ومتزايداً» على إمداداتها الضرورية ومنها تكنولوجيات استراتيجية وشديدة الأهمية للأمن القومي.

وخلص التقرير الواقع في 150 صفحة إلى وجود نحو 300 نقطة يمكن النفاذ من خلالها على نحو يؤثر على مواد مهمة جداً ومكونات ضرورية بالنسبة للجيش الأميركي.

واشتمل التحليل على سلسلة من التوصيات بتعزيز الصناعة الأميركية بما فيها توسيع نطاق الاستثمار المباشر في قطاعات تعد حيوية. والخطط المحددة واردة في ملحق سري لم يعلن عنه.

الصين وترامب

وفي ردها على اتهامات نائب الرئيس مايك بنس بالعمل بشكل غير مسبوق وبطرق أكثر استباقية على إضعاف مكانة ترامب وتغييره، رفضت الصين، أمس، اتهامات بالتدخل في الانتخابات الأميركية، واصفةً إياها بأنها «غير مبرّرة» و»سخيفة».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شون يينغ، في بيان، «ندعو الولايات المتحدة إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكبته، وإلى التوقف عن اتهام الصين بلا أساس وتشويه سمعتها والإضرار بمصالح الصين وبالعلاقات الصينية الأميركية».

بدوره، أعلن المستشار اقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو، أمس الأول، تنسيقاً مع قوى اقتصادية أخرى في الاتحاد الأوروبي واليابان للتصدي للممارسات التجارية غير المنصفة من جانب الصين.

وأوضح، كودلو أمام منتدى واشنطن الاقتصادي أن ترامب يمكن أن يلتقي أيضاً نظيره الصيني شي جينبينغ خلال الاجتماع المقبل لمجموعة العشرين المقرر في الأرجنتين نهاية نوفمبر.

نزع «النووي»

في موازاة ذلك، تسعى إدارة ترامب يائسة إلى تحقيق نتائج ملموسة على صعيد نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وهو الهدف الأول لوزير الخارجية مايك بومبيو الذي يعود غداً إلى بيونغ يانغ على أمل وضع الخطوط العريضة لاتفاق تاريخي، على الرغم من تشدد الزعيم كيم جونغ أون. وأثناء زيارته الرابعة لكوريا الشمالية، كُلف بومبيو الذي سيلتقي كيم بالتحضير لقمة جديدة بينه وبين ترامب بعد قمتهما الأولى في يونيو بسنغافورة.

وصرّح بومبيو هذا الأسبوع قبل توجهه إلى آسيا، حيث يزور طوكيو اليوم وسيول غداً وبكين الاثنين، «أنا واثق من أننا سنعود مع تفاهم أفضل، وتقدم أهمّ، وخطة للمضي قدماً ليس فقط نحو القمة بين قائدَينا انما أيضاً نحو مواصلة جهودنا التي تهدف إلى بناء الطريق في اتجاه نزع الأسلحة النووية».

ويُفرط بومبيو في استخدام صيغ دبلوماسية حذرة كتلك التي يستخدمها ترامب، الذي قال إنه «وقع في حبّ» رجل بيونغ يانغ القوي بعيد إعلانه بشكل عاجل انتهاء تهديد كوريا الشمالية الذري.

بومبيو يعود إلى بيونغ يانغ سعياً لاتفاق ملموس لنزع السلاح النووي
back to top