جراحة خسارة الوزن... كيف يؤثر الذوق في النجاح؟

تشمل مجازة التفاغر المعوي على شكل Y فصل الجزء العلوي من المعدة وتحويله إلى جراب صغير يوصل بعد ذلك مباشرةً بالأمعاء الدقيقة. تسمح هذه الجراحة للمريض بالشعور بالشبع بعد تناوله مقداراً أقل من الطعام.

يخضع لهذه الجراحة غالباً مَن يعانون سمنة حادةً ولا يحظون بأي تحسن رغم اتباعهم علاجات أخرى عدة. توضح البروفسورة باتريشا ديلورنزو من جامعة بنغامتون في نيويورك: «يعاني مَن يخضعون لهذه الجراحة ما ندعوه سمنة مرضية، ما يعني أنهم يواجهون زيادة في الوزن لا تقل عن 45 كيلوغراماً، فضلاً عن الداء السكري في حالات كثيرة. لذلك تُعتبر هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة إليهم».

قررت البروفسورة ديلورنزو وزملاؤها أخيراً التحقق من وجه محدد يرتبط بهذا النوع من جراحات خسارة الوزن: كيف تؤثر التفضيلات الشخصية في الطعام قبل الجراحة وبعدها في معدلات نجاحها على الأمد الطويل؟

أشار عدد من الدراسات سابقاً إلى أن تفضيلات الإنسان المرتبطة بالذوق والرائحة قبل الجراحة وبعدها تميل إلى التبدل وأن هذا قد يؤثر في مسار خسارة الوزن.

شملت الدراسة التي أجراها الباحثون أخيراً 195 مشاركاً يتخطى مؤشر جسمهم الثلاثين وخضعوا لمجازة التفاغر المعوي على شكل Y أو سيخضعون لها قريباً. نشر الفريق الاكتشافات التي توصل إليها في مجلة PLOS ONE.

طلب الباحثون إلى المشاركين تحديد تفضيلاتهم بشأن الطعام والروائح قبل هذه الجراحة وبعدها مستخدمين طريقة تُدعى «نموذج التقييم الذاتي التشريحي» وتقيّم مقدار متعة الإنسان عند مواجهته غرضاً ما.

في عملية التقييم هذه، تفاعل المتطوعون مع أطعمة ترتبط بالمذاقات الخمسة (الحلو، والحامض، والمالح، والمر، واللذيذ أي أومامي) وبأربع روائح مختلفة لاثنتين منها علاقة بالطعام (القهوة والموز)، بخلاف الرائحتين الأخريين اللتين لا ترتبطان بالطعام (الورد ومحطة الوقود).

كذلك جمعت البروفسورة ديلورنزو وزملاؤها بيانات عن مؤشر كتلة جسم المشاركين قبل جراحة خسارة الوزن وبعدها.

من اللافت أن عدداً كبيراً من المشاركين أشاروا إلى أنهم استمتعوا قبل الجراحة بمذاق المأكولات السريعة، مثل البيتزا. ولكن بعدها، صاروا أكثر ميلاً إلى الأطعمة الصحية، مثل السلطة.

توضح البروفسورة ديلورنزو: «كان الطعام المفضل لدى غالبية المشاركين قبل الجراحة ما تتوقعه عادةً: المثلجات، والبطاطا المقلية، والبرغر، والبيتزا».

«ولكن بعد الجراحة، صار طعامهم المفضل السلطة مثلاً. أكّد 20% أن الخضراوات أصبحت طعامهم المفضل. وكان هؤلاء، الذين أفادوا أن تفضيلاتهم بشأن الطعام تبدلت، مَن خسروا الوزن الأكبر»، وفق الباحثة.